|


ماذا تعرف عن «القط» ديفيد رايا بعد تصديه الإعجازي؟

الإسباني ديفيد رايا يحتفل بعد تصديه الإعجازي أمام أتالانتا في دوري الأبطال، الخميس (الفرنسية)
الرياض - بهاء الدين فرح 2024.09.21 | 03:06 pm

ولد ديفيد رايا في برشلونة، 15 سبتمبر 1995، ونشأ في باليخا التي تبعد نحو 20 ميلًا عن مسقط رأسه، وعلى الرغم من ذلك، كان مشجعًا مخلصًا لريال مدريد مثل بقية أفراد عائلته، إلا أن هذا الحب لم يقده إلى عملاق العاصمة الإسبانية، بل إلى إنجلترا، وهو في سن الـ 16، بعد أن أرسله نادي كورنيلا إلى بلاكبيرن روفرز لفترة تجربة في يوليو 2012.
وبتصدٍ إعجازي مزدوج لركلة جزاء أنقذ رايا، حارس مرمى فريق أرسنال الأول لكرة القدم، زملاءه من الخسارة أمام أتالانتا الإيطالي، الخميس، في مستهل مباراتهما بدوري الأبطال لدرجة أن جيان بييرو جاسبريني، مدرب الفريق المنافس، وصف تحركاته لالتقاط تسديدة ورأسية ماتيو ريتيجي بـ«القط».
لكن رايا، وللمفارقة، لم يكن يحب الوقوف بين الخشبات الثلاث في بداياته المبكرة مع الساحرة المستديرة، لكن شقيقه الأكبر كان يجبره على ذلك، ومع هذا فقد كان يتحين الفرص لتغير مركزه في مباريات كرة الصالات، التي كانت تجرى قريبًا من منزله.
ومع ذلك استقر رايا في النهاية على مركز الحراسة بعد أن بدأت موهبته تبرز فيه أكثر، وهو ما غيَّر مسار حياته الرياضية وقاده لأن يشق طريقه نحو أقوى دوريات العالم ومنصات التتويج الأوروبية وحصد الجوائز.
كان من المقرر أن تستمر التجربة الإنجليزية أربعة أيام، لكنها أكملت أربعة أسابيع بعد أن أعجبوا بمهاراته، ليستمر معهم في الأكاديمية حتى وقَّع احترافيًّا للمرة الأولى في فبراير 2014، ليعار بعدها إلى ساوثبورت بالدرجة الخامسة، ليكتسب المزيد من الاحتكاك خلال النصف الأول من موسم 2014ـ2015.
بعد عودته إلى بلاكبيرن، ظهر رايا مرتين مع الفريق في دوري «تشامبيونشيب» ووقَّع عقدًا جديدًا لمدة ثلاثة أعوام في أبريل 2015. في نهاية موسم 2016ـ2017 هبط بلاكبيرن إلى دوري الأولى، ليصبح هو الحارس الأول ويساعده على العودة سريعًا، بعد أن شارك في 47 مباراة.
وواصل رايا الحارس مع الفريق في موسم الصعود، ليلفت أنظار برينتفورد، الذي سارع بضمه لعقد لمدة 4 أعوام في يوليو 2019، مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني.
كانت تجربة برينتفورد بداية التألق الكبير لرايا، إذ ترشح لجائزة حارس العام في حفل توزيع جوائز لندن لكرة القدم 2020، كما أن شباكه النظيفة في 16 مباراة جعلته يتقاسم جائزة القفاز الذهبي مع البولندي بارتوش بيالكوفسكي، حارس ميلوول.
في أكتوبر 2020، وقَّع رايا عقدًا جديدًا مع فريقه لأربعة أعوام أخرى، ليساعده للصعود إلى الدوري الممتاز موسم 2020ـ2021 بعد أن تألق في 48 مباراة حافظ فيها على نظافة شباكه 17 مرة.
وأنهى رايا موسمه الأول في الممتاز بـ 25 مباراة، بعد أن اضطر إلى الغياب فترة طويلة بسبب الإصابة. وفي الموسم التالي أظهر موهبة كبيرة في الحراسة وترشح لجائزة أفضل لاعب عن شهر يناير، الذي لم يخسر فيه فريقه أي مباراة.
هذا التألق الكبير دفع أرسنال إلى الاستعانة بخدمات رايا على سبيل الإعارة في أغسطس 2023، مع خيار الشراء مقابل 27 مليونًا. تدريجيًّا، بدأ رايا في كسب ثقة ميكيل أرتيتا، مدرب الفريق اللندني، الذي بدأ يعتمد عليه أساسيًّا محل آرون رامسديل، وكان قرارًا صائبًا إذ تألق في مواجهة بورتو 12 مارس 2024 وأنقذ ركلتي ترجيح، ليصعد بالفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى من 13 عامًا.
وفي نهاية الموسم تُوِّج رايا بجائزة القفاز الذهبي بعد أن حافظ على نظافة شباكه في 16 مباراة، ليصبح ثالث حارس لأرسنال يفوز بالجائزة بعد فويتشيك شتشيزني وبيتر تشيك، وثالث إسباني بعد بيبي رينا مع ليفربول وديفيد دي خيا مع مانشستر يونايتد. وكانت جائزة هذا التألق لرايا أن فعَّل أرسنال خيار شراء عقده في يوليو 2024 وبعقد طويل الأجل.
دوليًّا، بدأ رايا مشواره مع المنتخب الأول في 26 مارس 2022، وشارك أساسيًّا أمام ألبانيا تجريبيًّا. كما اختير ضمن تشكيلة دوري الأمم الأوروبية 2022ـ2023، ومونديال 2022، وكان الإنجاز الأكبر له التتويج بلقب يورو 2024 بعد أن ظهر أساسيًّا للمرة الثانية في مشواره أمام ألبانيا في دور المجموعات.
وعلى الرغم من بروزه وتألقه، إلا أن رايا ما زال يتحلى بالتواضع الجم ولا ينسب الفضل إلى نفسه، بل إلى مدربيه وخاصة إيناكي كانا في أرسنال، الذي يستشيره في الزوايا التي يسدد فيها اللاعبون ركلاتهم.
هو نفسه لم يحاول أن يصنع من ذلك التصدي لركلة الجزاء، الذي وصفته هيئة الإذاعة البريطانية بـ«لحظة من السحر» بالشيء المهم.
على الصعيد الشخصي، لم يعرف الكثير عن رايا سوى أنه مرتبط بخطيبته تاتيانا تروبول وهي كاتالونية تعمل عارضة أزياء.