يواجه الجيل الذهبي لمنتخب كرواتيا الأول لكرة القدم خطر الخروج المبكر من كأس أمم أوروبا، عندما يلعب مع إيطاليا، مساء الإثنين، لحساب ثالث وآخر جولات المجموعة الثانية من كأس أمم أوروبا.
والخسارةُ من «الأزوري»، الباحث عن التعويض والتأهل بعد خسارتِه أخيرًا من الإسبان، تعني انتهاء مشاركة النجم لوكا مودريتش، لاعب الوسط المخضرم، ورفاقه في النسخة التي تستضيفها ألمانيا.
وقاد مودريتش «38 عامًا» والنجوم أمثال مارسيلو بروزوفيتش، لاعب فريق النصر السعودي، وإيفان بيريسيتش وآخرون بلادهم إلى صدارة المشهد الكروي العالمي منذ 2018 من خلال الوصول إلى نصف نهائي المونديال مرَّتين، ونهائي دوري الأمم الأوروبية.
وظهر الكروات، الذين يدرِّبهم مواطنهم زلاتكو داليتش، بصورةٍ مخيبةٍ للآمال خلال الجولتين الأولى والثانية، وخسِروا 0ـ3 من إسبانيا، وتعادلوا 2ـ2 مع ألبانيا.
وتعرَّض بروزوفيتش لانتقاداتٍ عدة بعد ظهوره دون المستوى المعهود عنه، وعانى مودريتش في الملعب، فيما بدا بيريسيتش ظلًّا لنفسه، ولا يزال يحاول استعادة أدائه بعد غيابٍ طويلٍ للإصابة.
وجاء في مقالٍ بصحيفة «يوتارنيي ليست» الكرواتية «أبكي عندما أشاهد مودريتش في الملعب. إنه يبذل آخر ذرَّات قوته، لكنه ليس مودريتش الذي اعتدنا على رؤيته».
وفي تصريحاتٍ لوسائل الإعلام قبل مواجهة الإيطاليين، اعترف داليتش بتأثيرٍ سلبي لمعدَّل الأعمار المرتفع، قائلًا «افتقدنا الشراسة. لاعبونا يتقدمون في العمر، ونتائج البطولة مفتوحةٌ على كافة الاحتمالات بالنسبة لنا. أدوار خروج المغلوب تبدأ الآن، دعونا نتعامل معها».
في المقابل، تحتاج إيطاليا، تحت قيادة مدربها المحلي لوتشيانو سباليتي، إلى التعادل لإنهاء دور المجموعات في المركز الثاني، لكنْ بعد معاناتها الكبيرة أمام إسبانيا، المتصدِّرة بست نقاطٍ، فإن التوقعات ليست عاليةً بالنسبة لـ «الأزوري».
ووصفت صحيفة «لاجازيتا ديلو سبورت» منتخب بلادها بـ «إيطاليا الصغيرة»، في إشارةٍ إلى ابتعاده التام عن الصورة الفولاذية التي ظهر عليها قبل نحو ثلاثة أعوامٍ عندما كسِب نهائي «يورو 2020» على حساب المنتخب الإنجليزي.
وشدَّد سباليتي، في تصريحاتٍ لوسائل الإعلام، على ضرورة تحسُّن الأداء مقارنةً بما قدَّمه لاعبوه في الخسارة 0ـ1 من إسبانيا.
وقال «ربما كان يتوجَّب عليَّ منحهم فترة راحةٍ أكبر. لقد منحناهم يومًا ونصف اليوم راحةً، ورأينا أنه القرار الصحيح، لكنَّ الفجوة كانت كبيرةً. لقد كنا مرهقين باستمرارٍ، وربما لم نتعافَ بشكلٍ جيد. هناك فجوةٌ كبيرةٌ فيما يتعلَّق بالحدة والجاهزية».
وتتأهل إيطاليا، التي انطلقت بالفوز 2ـ1 على ألبانيا، إلى دور الـ 16 في المركز الثاني إذا تجنَّبت الهزيمة. في المقابل، ليس من المرجَّح أن يكون التعادل كافيًا لإرسال كرواتيا إلى الدور التالي.
ومنذ زيادة عدد المنتخبات إلى 24، في 2016، واعتماد تأهُّل أفضل أربعة ثوالث، لم يسبق لأي منتخبٍ أن صعد من مجموعته بنقطتين.