|


في ذكراها الـ 42.. ما هي «فضيحة خيخون»؟ وما علاقتها بـ «اليورو»؟

مشجع جزائري يُلوّح بنقودٍ في مدرجات ملعب إل مولينون، بمدينة خيخون الإسبانية، خلال مباراة ألمانيا والنمسا، في كأس العالم 1982 الذي فازت به إيطاليا (أرشيفية)
الرياض ـ الرياضية 2024.06.23 | 09:29 pm

يتزامن إجراء مباراتَي الجولة الأخيرة لكل مجموعةٍ من كأس أمم أوروبا في توقيت واحد مع الذكرى السنوية لـ «فضيحة خيخون»، التي وقعت قبل 42 عامًا بالضبط على الأراضي الإسبانية وغيّرت للأبد مواعيد مباريات هذه الجولة في بطولات كرة القدم المجمّعة.
ويُشار بوصف «فضيحة خيخون» أو «عار خيخون» إلى أحداث مباراة منتخبي ألمانيا والنمسا، في 25 يونيو 1982، ضمن آخر جولات المجموعة الثانية من كأس العالم.
حينها، لم تكن مباراتا الجولة الأخيرة تُلعبان في التوقيت ذاته. وفي 24 يونيو، واجه المنتخب الجزائري نظيره التشيلي وفاز عليه 3ـ2، وكانت مكافأة الفائز بأي مباراة الحصول على نقطتين فقط وليس ثلاثًا كما أُقِّرَ لاحقًا.
وصل الجزائريون، الذين أبهروا العالم بالفوز 2ـ1 على ألمانيا في أول جولة، إلى نقطتهم الرابعة، وجلسوا أمام شاشات التلفاز في اليوم التالي لمتابعة ما ستؤول إليه مباراة ألمانيا والنمسا.
تقدم الألمان بهدف مبكر، أحرزه هورست هروبيش عند الدقيقة 11. بعدها، انتهى تمامًا الجانب التنافسي، واكتفى المنتخبان بالتمريرات غير المفيدة وتفادي التقدم للهجوم والتسديد على المرميين، ومع إطلاق صافرة النهاية تأهلا معًا إلى دور المجموعات الثاني، وفي رصيد كلٍ منهما أربع نقاط، فيما ودّع «محاربو الصحراء» البطولة بفارق الأهداف وسط ذهول المتابعين.
وبموازاة الغضب الجزائري العارم مما حدث، وصفت وسائل إعلام ألمانية ونسماوية سيناريو المباراة بـ «الفضيحة»، وعدّت النتيجة وتعامل اللاعبين معها إشارةً بالغة الوضوح إلى تواطؤ بين المنتخبين للتأهل معًا وإقصاء المنتخب الإفريقي، عبر السماح للألمان بالفوز بهدف أو اثنين.
وكان متابعون إسبان، في مدرجات ملعب إل مولينون بمدينة خيخون، قد لوّحوا بأعلام بيضاء، وأطلقوا صافرات استهجان، تعبيرًا عن اعتراضهم على ما يشاهدونه من لعِب خالٍ من أي تنافسية. وامتد الاعتراض إلى مدرجات مشجعي الجانبين، وأخرج متفرجون، بعضهم جزائريون، نقودًا من جيوبهم ورفعوها أمام الكاميرات وألقوا بعضها تجاه اللاعبين، في رسالة احتجاجٍ ترفض «التلاعب» بنتائج المباريات وتَعدُّه «فسادًا مدفوع الثمن».
وقدم مسيّرو الكرة الجزائرية شكوى أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم، للتحقيق مع المنتخبَين، حفظها «فيفا»، رافضًا إعادة النظر في اللقاء، لكنها كانت مدخلًا لإصداره بعد المونديال قرارًا بتوحيد توقيت المباراتين الأخيرتين لكل مجموعة في البطولات.
وينفّذ الاتحاد الأوروبي «يويفا» ذلك منذ نسخة 1984 من كأس أمم أوروبا، التي انطلقت في 1960 ولُعِبت نسخها الخمس الأولى بنظام خروج المغلوب قبل إقرار نظام المجموعات في 1980.
وبعد مرور أعوام طويلة على «فضيحة خيخون»، قدّم الألماني هانز بريجل، الذي لعِب المباراة، اعتذاره للجزائريين، وأبدى ندمه، في تصريحات صحافية، معترفًا أن منتخب بلاده كان قادرًا على هزيمة النمسا بمزيدٍ من الأهداف ولم يفعل ذلك، ومؤكدًا «توقفنا بعد الهدف ولم نفعل شيئًا»، لكنه قال «لم نخطط لإخراج الجزائر».