|


محمد المسحل
تكنولوجيا صناعة الأبطال ـ 2
2023-11-03
اختيار الرياضة: بمجرد ملاحظة طفلك يستمتع بممارسة رياضة معينة، من المهم جدًّا ألّا تضغط عليه كثيرًا ليصبح جادًا أو للتميّز السريع بهذه الرياضة. عندما يشعر الأطفال بالضغط من والديهم لممارسة أو إجادة ممارسة أي نشاط بشكل عام، وممارسة رياضة معينة بشكل خاص، فمن غير المرجح أن يستمتعوا بها، وهذا يعني غالبًا أنهم سيتوقفون عن ممارستها بسن مبكرة.
غالبًا، طفلك يختار رياضة يستمتع بها، ومن وظيفتنا كوالد أو والدة أن نشجع رغباته. وبنفس الوقت، من الصعب تنشئة إنسان صحي بشكل عام، ورياضي مميز بشكل خاص، وأنت تخشى أن يكون تشجيعك له، هو زيادة لضغوط الحياة عليه، أو أنك تخاف على سلامته من ممارسة رياضته المفضلة. حتى لو لم تكن راضيًا عن اختيار أطفالك للرياضة أو المدة التي سيستغرقها الطريق إلى التميّز وإلى الألعاب الأولمبية، فيجب عليك دعمهم. وبالرغم مما قيل أعلاه، من الضروري أيضًا تفادي إدراج موضوع الرياضة كثيرًا في حياة أطفالنا العامة والمنزلية الأخرى. لأن الأطفال الذين يتدربون باستمرار يمكن أن يكونوا مرهَقين بعض الشيء، ويحتاجون للشعور بالثبات والاطمئنان في المنزل. كوالد، يجب عليك التأكد من أن طفلك يتواصل مع الآخرين ويقوم بأنشطته اليومية الاعتيادية بانتظام، بمنأى عن المواضيع التي تتناول نشاطه الرياضي، لكي لا يشعر بالملل.
وفيما يخص موضوع اختيار الرياضة المناسبة، نجد في الدول المتقدمة رياضيًّا، تقدمًا كبيرًا في مجال الفحوصات الجينية والفيزيولوجية الخاصة بالتركيبات الجسمانية المناسبة للرياضات المختلفة، مثلما هو حاصل في الصين وكوريا واليابان وروسيا وأغلب البلدان الأوروبية. حيث بمجرد تميز الطفل وإظهاره لالتزام كبير في التدريبات لرياضة معينة، يمكن إجراء الفحوصات البدنية الأساسية، ثم بعد ذلك يمكن إجراء الفحوصات الجينية والفيزيولوجية التي تعطي دلائل أكثر دقة للتأكيد على مناسبة رياضة معينة للطفل عندما يكبر، وبالتالي مساعدته للتوجه الأفضل في سن مبكرة. هذه الخدمات والفحوصات الطبية المتطورة، تساعد في كثير من الأحيان على معرفة طول ووزن وتركيبة عضلات هذا الطفل عندما يصل لسن البلوغ، بل وحجم يديه وعرض أكتافه، وغيرها من مقاسات ومقومات يكون لمعرفتها المبكرة فائدة استراتيجية وجذرية في مسيرة برنامج اكتشاف أبطال المستقبل.