|


المذيع القادم من أقصى المدينة يعترف بالأخطاء

الروقي: افعلوا ما يريده الجمهور

حوار: أحمد اللوقان 2021.05.20 | 01:10 am

رحلة العمر القصير فيها أوراق كثيرة لم تتكشف حتى الآن.. وهذه رحلة سريعة من الأسئلة والإجابات أنتجتها مواقف الدنيا، نضعها كل يوم بعد لقاء أحد الوجوه البارزة في مختلف مجالات العطاء والإبداع.. رحلة لا تتوقف.. وضيفنا اليوم هو مالك الروقي مذيع إم بي سي.
01
تعريف مختصر لشخصيتك وهويتك.. ماذا تقول فيه؟
رجل جاء من أقصى المدينة يسعى، يبحث عن الحقيقة كل يوم.
02
وهل أنت معتز بنفسك بما يكفي.. أم أنك نادم ومتحسر على خطوات كثيرة؟

الخطأ جزء أساسي من حياة الإنسان، والفرص التي نأخذها اليوم هي في الغالب أخطاء الآخرين، فالإنجاز دائمًا يولد بسبب حاجة، والحاجة غالبًا تولدها أخطاء البشر، لذلك أنا راضٍ بأخطائي وأفعالي الجيدة.
03
وكيف تتعامل مع الذين يرونك مغرورًا ونرجسيًّا ومتعاليًّا؟
لست مهتمًا لمن يراني كذلك وربما هذه إجابة متعالية، لكنني أعوذ بالله من الكبر في كل صباح.
04
وبماذا تتميز عن بقية خلق الله؟
ربما أن مثل كثير منهم، لن تجدي يومًا في حشد يريد الحالق الضرر والشر والكراهية بالآخرين.
05
حينما يتم تصنيف الناس بأخلاقهم أو ممتلكاتهم أو تاريخهم وماضيهم.. أنت ببساطة بماذا تحب أن يراك أو يصنفك الناس؟
أحب أن أصنف بأنني إنسان تقوده أخلاقه ويخجل من نفسه كثيرًا ويراعيها.
06
التشجيع حق عاطفي ودافع شخصي ورغبة معنوية.. فريقك الذي تحبه حبًا جمًا هل يشبع هذه المتطلبات؟
لم أشعر بالجوع والعطش يومًا مع الهلال، الهلال يفتح شهيتك للبطولات لكنه لا يصيبك بالجوع.
07
مَن اللاعب الوحيد عبر تاريخ كرة القدم الذي لم يخذلك أبدًا وتدين له بالحب والفرح؟
ميسي الذي ربما أراه بنظرتي القاصرة أفضل لاعب في التاريخ كما قال أرسين فينجر، ومشكلتنا أننا نحب القديم فقط لأنه قديم.
08
في رأيك ماذا تغيّر في الرياضة بوجه عام.. وماذا يجب أن يتغير؟
الرياضة وخاصة كرة القدم تبقى لعبة عظيمة دائمًا، لكن ربما أن أساليب كرة القدم الجديدة جعلتنا من الصعب أن نحكم على ذلك اللاعب أو ذاك بناءً على مهاراته الواضحة، هي تزداد تعقيدًا ربما.
09
هناك ثلة قليلة تكره كرة القدم وتحاربها.. ما رسالتك الرقيقة إليهم؟
العبوا بعيدًا.
10
استحوذت السعودية على استضافة أهم سباقات السيارات في العالم.. كيف تابعت منافساتها وأخبارها والتفاعل الدولي معها؟
رائعة ومبهرة أيضًا، أشعر بفخر أننا أصبحنا نستغل إمكاناتنا في السعودية، لتنظيم مثل هذه الرياضات.
11
هل أنت أحد الذين يرون السوشال ميديا نوعًا من الإعلام الجديد.. أم مجرد تطبيقات فرضتها التقنية وملحقاتها؟
لا يوجد إعلام جديد وقديم، الإعلام واحد حتى لو ازدادت معه التطبيقات والأدوات، السوشال ميديا تطور رهيب في تاريخ الإعلام، وتحول سيساهم في ازدياد المصداقية لا العكس كما يدعي بعضهم.
12
لو وجدت نفسك في صباح الغد مديرًا لقناة تلفزيونية.. ماذا ستغيّر في برامجها.. وماذا ستقول للعاملين في الاجتماع الأول؟
سأقول لهم: خذ ما يريده الجمهور، واجعله في قالب الرسائل الجيدة التي تريد أن تقدمها للمجتمع في عمل جذاب وفي المقابل يخدم ما تريد إيصاله، لا تتعالى على رغبات المشاهد، ولا تهمش أهدافك، فالتلفزيون صناعة قائمة على الإبهار والاستجابة لرغبات الإمتاع والفائدة.
13
أولئك المدمنون على قراءة الكتب.. كيف تنظر إليهم.. ومَن كاتبك المفضل؟
أحبهم جدًّا، لكنني لا أحب العيش معهم، مثل ما يقولون: تعش معه بس لا تنام عنده.
كاتبي المفضل في المقالات الصحافية: غسان شربل، وحازم صاغية، وفي الأدب: ديستو فيسكي.
14
ماذا ينقص المثقف حتى يتواءم مع إيقاع الحياة بلا تعقيدات أو خروج عن المألوف؟
لا قيمة للثقافة ما لم تؤثر في سلوك حياتك وتتأقلم مع من حولك، الثقافة ليست عزلة وحنق على المجتمع، بل اندماج واعٍ يتجاوز فيها التعقيدات. “وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”.
15
فقدت الصحافة حول العالم بريقها وقوتها ونفوذها.. هل لديك نصيحة قوية تعيدها قبل فوات الأوان؟
الصحافة التي تريد أن تعيش في العصر القديم فقدت بريقها ولن تعود، لكن الصحافة المتأقلمة مع مجريات العصر وتطوراته، وتحولت إلكترونيًّا هي التي ستبقى، فالصحافة صناعة لا تموت، فالناس تريد معرفة صور الحقيقة المختلفة من خلال الصحافة، وهذه الرغبة لن تزول وعلى الصحافيين أن يسارعوا بهذا الانتقال واللحاق بما يتطور ويتغير.
16
الفن جزء من حياة الناس.. أي فن يستهوي روحك ويغازل ذائقتك؟
أحب الشعر كثيرًا، لأن الشعر مرحلة متقدمة من الإدراك، فالشعراء يدركون الواقع بعيون وزوايا لا نراها.
17
لو امتلكت شركة إنتاج فني.. فما المشروع الذي تراه يعبر عن رؤيتك وتطلعاتك؟
لو كانت هذه الشركة لإنتاج الأفلام، لوددت أن أضع كل جهدي في عمل سينمائي تاريخي عن ملحمة الملك عبد العزيز في توحيد الجزيرة العربية.
18
الفن الإنساني.. تطور مع التقنية المتسارعة أم تورط مع أمزجة الجيل الجديد؟
جميل وصف تورط، أعتقد أننا جميعًا تورطنا بالتقنية، على الرغم من أنها تسهل حياتنا كثيرًا، لكننا أمام تحدي اللحاق بها واكتساب الغنائم منها قبل فوات الأوان، والفن كذلك يحاول اللحاق بها وإثبات أن الفن عمل صعب لا تسهله التقنية. فالتقنية تقتل الإبهار وتجعل كل شيء متاحًا وسهلاً، وهذا ما يعارف جوهر الفن في صعوبة الإبداع وندرته.
19
السينما هزمت الدراسات والتوقعات.. وظلت صامدة.. تنمو وتزدهر وتمشي بخطى واثقة.. ما السر الكبير وراء قوتها الطاغية؟
لو تلاحظ أن أي شيء مرتبط بالقصة لا يموت، السينما الرواية المسلسلات المسرح، القصة هي جذر البقاء لكل هؤلاء.
20
حلمك وأمنيتك الكبيرة.. ما هي.. وكم تبقى من الزمن لتراها ماثلة أمام عينيك؟
أنا من الحالمين الذي لا يحبون البوح بأحلامهم، وأشعر أن سؤال الحلم سؤال شخصي وغارق في الخصوصية، ومن الخطأ أن يبوح به الإنسان قبل تحقيقه، وأقصد هنا الأحلام الكبيرة وغير المتوقعة، ولو كنت قاضيًا لعاقبت كل من يسأل عنه.
21
الدنيا بكل تقلباتها وعطاياها وصدودها.. ماذا منحتك وماذا أخذت منك؟
منحني الله في الدنيا أشياء عظيمة وكثيرة لا يمكن حصرها وأهمها الرضا، وأخذت مني الوقت مع الأحبة والعائلة.
22
المال زينة الحياة الدنيا.. إلى أي مدى ترى نفسك مقتدرًا وثريًا وصاحب رصيد يكفيك شر نوائب الدهر؟
بني آدم طماع، والمال رغبة لا تنتهي، لكنني أحمد الله على كل ما رزقني وأشكره، أنا غني بالقناعة.
23
السعادة التي يتحدث عنها المرتاحون المترفون.. هل سبق لك تجربتها وكيف تعايشت معها؟
السعادة ليست شيئًا ماديًا يتحقق بالمال رغم أهميته أو المقتنيات، السعادة هي مرحلة الوصول للقناعة، فهل يصل الإنسان للقناعة وهو طماع؟ حتى لو ملك مال قارون.
24
أين تستشعر الهدوء والطمأنينة والسكون.. مع من وما هو المكان؟
تحت أقدام والديّ أطال الله بأعمارهما.
25
من أصدقاؤك المقربون الذين لا تستقيم الدنيا بغيابهم وزوالهم؟
أبناء العمومة وأصدقاء الطفولة.
26
جائحة كورونا غيّرت الدنيا.. ماذا تغيّر في حياتك أنت بعد الجائحة؟
جعلتني أشعر بجمال الحياة، لكنني أرى فيها خيرًا كثيرًا، استشعار النعمة نعمة بحد ذاتها.
27
لو لا سمح الله فرضت الجائحة نفسها واستمرت لأعوام طوال.. فهل لديك ما تقترحه لإنقاذ البشرية؟
ليس لدي حل لكل شيء.
28
ماذا قلت في نفسك حينما عرفت أن صديقك أو قريبك أصيب بكورونا؟
أنتم السابقون ونحن واللاحقون، وهذا ما حدث فعلاً.
29
ما رسالتك التي توجهها لوزير الصحة وفريقه والجيش الأبيض والعاملين في المجال الطبي وكل المحاربين في معركة كورونا؟
جزاكم الله عنا كل خير، فخور بكم وبشبابنا وبناتنا العظماء، هذا الجيل المتعلم يدعوني للفخر. شكرًا للوزير وكل جيشنا الأبيض.
30
حينما تتفحص أعين الناس في الشارع بعد ارتداء الكمامات.. ماذا يجول في خاطرك؟
البشر وصلوا في فترة من الفترات بكبر وغرور عظيمين، جاء لهم فيروس صغير جعلهم ينزلون من تلك الشجرة، ويعرفون حجمهم الطبيعي.