|


المعلق الرياضي الشهير يتحدث عن الأحلام والمثقفين وشركة الإنتاج

عامر: ندمت.. ولا أنسى زهير

حوار: ماجد هود 2021.05.08 | 12:36 am

رحلة العمر القصير فيها أوراق كثيرة لم تتكشف حتى الآن.. وهذه رحلة سريعة من الأسئلة والإجابات أنتجتها مواقف الدنيا، نضعها كل يوم بعد لقاء أحد الوجوه البارزة في مختلف مجالات العطاء والإبداع.. رحلة لا تتوقف طوال شهر الصيام.. وضيفنا اليوم هو عامر عبد الله المعلق الرياضي الشهير.
01
تعريف مختصر لشخصيتك وهويتك.. ماذا تقول فيه؟
أشكر لكم هذه الدعوة في هذه الصحيفة الرائدة.. أنا عامر عبد الله عامر محمد المري من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا من العاصمة أبوظبي، وأكثر تحديدًا من مدينة بني ياس.
متزوج وأكبر أبنائي عبد الله، وأعمل في مجال الإعلام منذ 20 عامًا.
02
هل أنت معتز بنفسك بما يكفي.. أم أنك نادم ومتحسر على خطوات كثيرة؟
نعم معتز بنفسي في كثير من أمور حياتي.. لكن اعتزازي بالله سبحانه أكثر، واختار لي كثيرًا من الأمور التي نفعتني في حياتي.. أما عن الندم فمن المؤكد أنني نادم على أشياء كثيرة، وفي مجال العمل لدي ندم بعض الشيء على بعض التصرفات والطيش في مرحلة ما، وهذا شيء طبيعي بحكم السن والتجربة وما إلى ذلك.
03
كيف تتعامل مع الذين يرونك مغرورًا ونرجسيًا ومتعاليًا؟
أتضايق كثيرًا عندما أشعر بأن هناك من يصفني بهذا الوصف.. وأبدًا بكل قناعة ليست لدي هذه الصفات ولا أحبذها لا لي ولا لغيري.
04
بماذا تتميز عن بقية خلق الله؟
لا أتميز عن بقية خلق الله في شيء.. إنسان بسيط وإنسان عادي وإنسان كتب الله له النجاح في بعض فترات عمله وحياته.
05
حينما يتم تصنيف الناس بأخلاقهم أو ممتلكاتهم أو تاريخهم وماضيهم.. أنت ببساطة بماذا تحب أن يراك أو يصنفك الناس؟
أحب أن يصنفني الناس بأخلاقي، ولا أحب أن أصنف إلا بعامر الإنسان أكثر مما هو عامر الإعلامي، أما عن ممتلكاتي فأنا إنسان عادي ولا أملك ممتلكات.
06
التشجيع حق عاطفي ودافع شخصي ورغبة معنوية.. فريقك الذي تحبه حبًا جمًا هل يشبع هذه المتطلبات؟
كل إنسان أتى إلى المجال أكيد له انتماء وله نادٍ يحبه وهذا حق شخصي، وفريقي الذي أحبه بكل تأكيد عشت معه فترات من الفرح وفترات من الحزن وفترات من اللامبالاة.. وبصراحة هو لا يشبع هذه المتطلبات.
07
من هو اللاعب الوحيد عبر تاريخ كرة القدم الذي لم يخذلك أبدًا وتدين له بالحب والفرح؟
من حببني في كرة القدم هو زهير بخيت نجم الإمارات الكبير، وكنت أفرح لفرحه وأحزن لغيابه، وهو الشخص الذي جعلني متذوقًا لكرة القدم.
08
برأيك ماذا تغير في الرياضة بوجه عام.. وماذا يجب أن يتغير؟
كرة القدم المحلية للأسف التغير كان سلبيًا وكان سطحيًا وباتجاه خاطئ، والذي يجب أن يتغير هو الفكر في الأساس والمنظومة الإدارية، لأن مشكلة كرة القدم الخليجية هي مشكلة إدارية بحتة، وأنا مقتنع بذلك تمامًا.
09
هناك ثلة قليلة تكره كرة القدم وتحاربها.. ما هي رسالتك الرقيقة إليهم؟
والدي يرحمه الله كان من الناس الذين يحاربون كرة القدم، وكنت كلما أحاول أن أتناقش معه في مسألة أن يسمح لي بالدخول للنادي كان يرفض.
10
استحوذت السعودية على
استضافة أهم سباقات السيارات في العالم.. كيف تابعت
منافساتها وأخبارها والتفاعل الدولي معها؟
بصراحة رياضة السيارات رياضة لا تثير اهتمامي أبدًا، ولكن السعودية جديرة باستضافة هذه الأحداث وأكثر.
11
هل أنت أحد الذين يرون السوشال ميديا نوعًا من الإعلام الجديد.. أم هي مجرد تطبيقات فرضتها التقنية وملحقاتها؟
أرى أن السوشال ميديا يمكن أن تكون منبرًا إعلاميًا لإظهار مواهب وأسماء، وكذلك لكشف بعض متصنعي الإعلام.. المشكلة في ثبات التطبيقات واستمراريتها، لكن أعتقد أنها ظاهرة صحية وتاريخية مهمة جدًا وثقّت الكثير من الأمور بالنسبة إلى الإعلام والمتابع.
12
لو وجدت نفسك في صباح الغد مديرًا لقناة تلفزيونية.. ماذا ستغيّر في برامجها.. وماذا ستقول للعاملين في الاجتماع الأول؟
إن أصبحت كذلك وأنا لا أحبذ ولا أتمنى لأن العمل الإداري في التلفزيون عمل منهك وعمل متعب وعمل لا يرضي أحدًا.
13
أولئك المدمنون على قراءة الكتب.. كيف تنظر إليهم.. ومن هو كاتبك المفضل؟
بصراحة أحيي كل قارئ وأحيي كل مهتم بعالم الكتب والورق فهو التثقيف الحقيقي، لكنني أصبحت قارئًا إلكترونيًا، فلست أتتبع قلمًا معينًا، وأتتبع كل جملة جميلة وكل فكرة رائعة وكل ما يزيدني ثقافة.
14
ماذا ينقص المثقف حتى يتواءم مع إيقاع الحياة بلا تعقيدات أو خروج عن المألوف؟
عليه النزول إلى الشارع، الشارع قد يرى البعض أنه هو طريق الهبوط الفكري أو الثقافي، وبالعكس أنا أرى الشارع أحيانًا كثيرة يفيد حتى المثقفين.
15
فقدت الصحافة حول العالم بريقها وقوتها ونفوذها.. هل لديك نصيحة قوية تعيدها قبل فوات الأوان؟
الصحف مادة جميلة جدًا، ويكفي عندما تدخل أي مكتب أو مجلس وتشاهد فيه صحيفة تفرح العين فور مشاهدة الصحيفة، ولكن اليوم أعتقد أن منصات التواصل الاجتماعي جعلت الأمور بعيدة عن القراءة من خلال الصحف، فالناس تبحث عن الخبر أو تبحث عن قلم مميز يقرؤون له ويطربون.
16
الفن جزء من حياة الناس.. أي فن يستهوي روحك ويغازل ذائقتك؟
بطبيعتي كلاسيكي تقليدي، أهوى الفن الذي له جذور في الأرض، وأهوى شخصية الفنان وثقافته، لأنني لا أعد الفنان مجرد صوت، ولكن الفنان روح وثقافة وفكر، لذلك كنت وما زلت عاشقًا مستلذًا بأبي بكر سالم، الفنان الراحل، وكذلك شخصيته وطرحه الأدبي.
17
لو امتلكت شركة إنتاج فني.. فما هو المشروع الذي تراه يعبر عن رؤيتك وتطلعاتك؟
إن كانت لدي شركة إنتاج فسأبحث عن كل ما هو قديم وموروث وأحاول إعادته وتثبيته للأجيال المقبلة، بعيدًا عن الفن الهابط الذي يقدم في أغلب الفترات حاليًا.
18
الفن الإنساني.. تطور مع التقنية المتسارعة أم تورط مع أمزجة الجيل الجديد؟
أمزجة الجيل الجديد لم تفهم الفن الإنساني الحقيقي، ولكن يبقى فنًا خالدًا ولن يموت، هي فترة تراجع ومن ثم سيتناسقان في مسألة التقنية مع الفن الإنساني.
19
السينما هزمت الدراسات والتوقعات.. وظلت صامدة.. تنمو وتزدهر وتمشي بخطى واثقة.. ما السر الكبير وراء قوتها الطاغية؟
بكل تأكيد الصورة وفن الصورة وفن إخراج الصورة، الصورة أحيانًا تغني عن التعليق وعن الكلام، والنظر إليها قد يكسبك الكثير من الأشياء من دون حديث ومن دون كلام، والصورة هي سيدة الموقف.
20
حلمك وأمنيتك الكبيرة.. ما هي.. وكم تبقى من الزمن لتراها ماثلة أمام عينيك؟
الأمنيات كثيرة والطموحات كثيرة وبطبيعتها تبقى مع الإنسان ومع روحه، ولكن هناك أمنيات اجتماعية بأن أربي أبنائي أفضل تربية وأشاهدهم في أعلى المراتب، وبالنسبة إلى الناحية المهنية أتمنى أن أواصل وأن يأتي اليوم الذي أترك فيه المسيرة وأنا في حال طيبة يذكرني الناس بكل خير، والبزنس الذي فشلت فيه كثيرًا أرجو أن يبتسم لي الفترة المقبلة.
21
الدنيا بكل تقلباتها وعطاياها وصدودها.. ماذا منحتك وماذا أخذت منك؟
أعوذ بالله من كلمة الرياء أو أن تفسر رياءً.. الدنيا أعطتني الإيمان بالله وقدرته ورحمته وكرمه، ومنحتني ثقة بقدر الله، وأخذت مني الكثير من الصحة والجهد الذهني والأمور التي لم أتمنَ أن تذهب في سن مبكرة، ولكنها ذهبت والعوض عند الله.
22
المال زينة الحياة الدنيا.. إلى أي مدى ترى نفسك مقتدرًا وثريًا وصاحب رصيد يكفيك شر نوائب الدهر؟
لا مال يكفيني شر نوائب الدهر أبدًا.. المليون ممكن يروح والمليار ممكن يروح.. ولكنني مستور والحمد لله، وأكبر طموح أن أكون قادرًا على تلبية مطالب أبنائي، وهذا كرم كبير من الله سبحانه وتعالى.
23
السعادة التي يتحدث عنها المرتاحون المترفون.. هل سبق لك تجربتها وكيف تعايشت معها؟
لا.. لم أكن مترفًا يومًا ما، ولم أكن بتلك السعادة الوهمية التي يتحدثون عنها.
24
أين تستشعر الهدوء والطمأنينة والسكون.. مع من وما المكان؟
هدوئي وطمأنينتي كانت في كنف أمي رحمها الله، واليوم في بيتي مع أبنائي بكل تأكيد.
25
من هم أصدقاؤك المقربون الذين لا تستقيم الدنيا بغيابهم وزوالهم؟
هناك أصدقاء بعيدون عن العين قريبون من القلب، وهناك أصدقاء قريبون منك وبعيدون عنك.
26
جائحة كورونا غيّرت الدنيا.. ماذا تغيّر في حياتك أنت بعد الجائحة؟
الجائحة مكاسبها كبيرة جدًا، العودة إلى البيوت واهتمام العائلات والحرص والسؤال والثقافة وأمور كبيرة جدًا.
27
لو فرضت الجائحة نفسها واستمرت لأعوام طويلة - لا سمح الله.. فهل لديك ما تقترحه لإنقاذ البشرية؟
إن جازت الدعابة “الإنسان ليس منوطًا به أن ينقذ البشرية، ولا على الإنسان أن ينقذ نفسه، على الإنسان أن يعرف بأنه في دار ليست دار خلود وليست دار مستقر، بالجائحة أو بغيرها سنموت في النهاية، فإذا وصلنا لهذه القناعة والخوف من هذه الأمور أعتقد أن هذا فيه إنقاذ للبشرية.
28
ماذا قلت في نفسك حينما عرفت أن صديقك أو قريبك أصيب بكورونا؟
أنا أتحدث عن ابني عندما أصيب بكورونا، ابني الكبير عندما أصيب حدث ارتباك كبير في البيت.
29
ما رسالتك التي توجهها لوزير الصحة وفريقه والجيش الأبيض والعاملين في المجال الطبي وكل المحاربين في معركة كورونا؟
أقول لهم أنتم على خط اغتنام الأجر وأنتم أكثر من يؤجر في هذا الوقت.
30
حينما تتفحص أعين الناس في الشارع بعد ارتداء الكمامات.. ماذا يجول في خاطرك؟
أقول سبحان مغيّر الأحوال.. وسبحان من له دوام الحال.