|


صراع القرن.. ميسي ورونالدو تحدّ لا ينتهي

الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو (أرشيفية)
نيوجيرسي ـ ذا أتلتيك 2024.07.11 | 05:05 pm

انفتحت جبهة جديدة في المنافسة التي تبدو أبدية بين الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد منتخب بلاده الأول لكرة القدم، ومنافسه كريستيانو رونالدو.
في الأعوام الأخيرة، بدا أن ميسي، وفقًا لمعظم المقاييس الموضوعية، قد ابتعد عن رونالدو ليعد أفضل لاعب في العصر الحديث.
ميسي لديه ميدالية الفوز بكأس العالم ورونالدو لا يملكها. ميسي لديه 8 كرات ذهبية مقابل 5 كرات لرونالدو. يمتلك ميسي 12 لقبًا في الدوري المحلي في كرة القدم الأوروبية «10 ألقاب في الدوري الإسباني مع برشلونة ولقبان في الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان»، بينما يمتلك رونالدو 7 ألقاب، موزعة على فترات في إنجلترا مع مانشستر يونايتد وإسبانيا مع ريال مدريد وإيطاليا مع يوفنتوس. وقد فاز كل منهما بأغلى بطولة دولية في قارتيهما، حيث فاز رونالدو ببطولة أوروبا عام 2016 وميسي بـ«كوبا أمريكا» عام 2021.
ومع ذلك، لا يتفوق ميسي بكل المقاييس. رونالدو لديه ميدالية الفوز بدوري أبطال أوروبا «5 ميداليات» أكثر من ميسي بـ4 ميداليات. يمتلك رونالدو أهدافًا على مستوى الأندية «765» أكثر من ميسي «729»، لكن أنصار ميسي سيشيرون إلى أن ميسي لديه تمريرات حاسمة على مستوى الأندية «354» أكثر من رونالدو «238».
وبغض النظر عن أيهما تفضل، فقد كان هذا لفترة طويلة هو الاحتكار الثنائي المميز لكرة القدم الحديثة. رونالدو هو ريال مدريد وميسي هو برشلونة. رونالدو هو «نايكي» وميسي هو «أديداس». لقد كان ذلك موضوع كتاب أعده صحافيان من صحيفة «وول ستريت جورنال» بعنوان: ميسي ورونالدو: تنافس واحد، اثنان من الـ«جي أو تي»، والعصر الذي أعاد تشكيل اللعبة في العالم. ويوجد موقع إلكتروني بعنوان «ميسي ورونالدو»، حيث يمكنك أن تتصفح سجلاتهما المتنافسة وتجد الإحصائية التي تناسب روايتك.
بتسجيله الهدف الثاني للأرجنتين في مرمى كندا في فوزها في نصف النهائي 2ـ0، ليحجز مقعدًا لمنتخب بلاده في نهائي «كوبا أمريكا»، ارتفع رصيد ميسي إلى 109 أهداف، ليعزز مكانة رونالدو وميسي في المركزين الأول والثاني في قائمة الهدافين الدوليين على مر العصور. ولوضع ذلك في سياقه التاريخي، سجَّل بيليه البرازيلي العظيم 77 هدفًا في 92 مباراة، بينما أحرز الأرجنتيني دييجو مارادونا 34 هدفًا في 91 مباراة.
6 لاعبين آخرين فقط تجاوزوا عتبة الـ 80 هدفًا، البولندي روبرت ليفاندوفسكي «83»، والمجري فيرينك بوشكاش «84»، والبلجيكي روميلو لوكاكو «85»، ثم هناك علي مبخوت من الإمارات العربية المتحدة «85»، والماليزي مختار دهاري «89»، والهندي سونيل شيتري «94». الثلاثة الأخيرون استفادوا جميعًا من اللعب داخل القارات، حيث مستوى كرة القدم أقل بشكل واضح.
ومع تقدم ميسي إلى المركز الثاني، يطرح السؤال حول ما إذا كان فارق الـ 21 هدفًا بين ميسي «109» ورونالدو «130» هو فارق قد يتم تجاوزه. عانى رونالدو صيفًا سيئًا، حيث شارك أساسيًّا في جميع مباريات البرتغال في «يورو 2024» التي انتهت في ربع النهائي ضد فرنسا، لكنه فشل في تسجيل أي هدف خارج ركلات الترجيح. وقد فتح هذا الأمر نقاشًا حول ما إذا كان رونالدو، الذي سيبلغ الأربعين من عمره في فبراير المقبل، قد ينهي مسيرته الدولية.
كتب قائد منتخب البرتغال على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهزيمة أمام فرنسا، الجمعة، أنه ربما لا يزال أمامه بطولة أخرى. وقال: «أردنا المزيد. كنّا نستحق المزيد. من أجلنا. لكل واحد منكم. من أجل البرتغال. نحن ممتنون لكل ما قدمتموه لنا ولكل ما حققناه. داخل وخارج الملعب، أنا على يقين من أن هذا الإرث سيُحترم وسيستمر بناؤه معًا».
قال روبرتو مارتينيز، مدرب منتخب البرتغال، بعد خروج فريقه، إنه «من المبكر جدًّا» القول إن كان رونالدو «39 عامًا» قد لعب مباراته الأخيرة مع منتخب بلاده. قال رونالدو، في وقت سابق: «أنا لا أتبع الأرقام القياسية، بل هي تتبعني»، في إشارة ضمنية إلى تواضع لم يكن ظاهرًا دائمًا في سلوكه أثناء لعبه مع البرتغال أو مع الأندية التي لعب لها في الأعوام الأخيرة.
وبعض هذه الأرقام القياسية خارقة للعادة. فهو الهداف الأول في كرة القدم الدولية للرجال، وأول من شارك وسجَّل في 5 بطولات أوروبية وأول من سجَّل في 5 بطولات مختلفة لكأس العالم.
«ما الذي تبقى ليهزمه رونالدو؟» سؤال أجاب عنه اللاعب في يونيو 2023، قائلًا: «ليس لدي أي فكرة. أعرف أن هناك أرقامًا قياسية أحملها».
وفي حال استمر حتى عام 2026، حيث ستجرى كأس العالم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فإن ميسي سيكون في مواجهة جدية للحاق برونالدو، الذي سيكون قادرًا على المنافسة في تصفيات كأس العالم ودوري الأمم الأوروبية وكأس العالم نفسها، إضافة إلى المباريات التجريبية الدولية. وسيتطلب ذلك أداءً ضعيفًا للغاية من رونالدو ومستويات استثنائية من ميسي خلال العامين المقبلين للحاق به.
ومع ذلك، إذا قرَّر رونالدو تعليق حذائه الدولي، فإن ميسي قد يتخيل فرصة لمنافسة رونالدو على أحد الأرقام القياسية المتبقية له. بلغ ميسي للتو 37 عامًا، أي أصغر من غريمه بعامين، وهو الهداف الدولي الأكثر كفاءة. سجَّل ميسي 109 أهداف في 186 مباراة دولية، أي هدف كل 1.7 مباراة، بينما أحرز رونالدو 130 هدفًا في 212 مباراة، أي هدف كل 1.63 مباراة.
هناك فرص لتسجيل 21 هدفًا. تنتظر الأرجنتين مباراة نهائي «كوبا أمريكا» في ميامي، مساء الأحد، ضد أوروجواي أو كولومبيا، بينما تتبقى 12 مباراة أخرى للأرجنتين في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم.
هناك بعد ذلك مباريات دولية تجريبية يجب أخذها في الاعتبار، إضافة إلى مباراة نهائية محتملة بين الفائزين في «يورو 2024» و«كوبا أمريكا» هذا الصيف، إذا تمكن «الكونميبول» والاتحاد الأوروبي لكرة القدم من إيجاد موعد في النظام.
ثم، في حالة وصول الأرجنتين إلى نهائي كأس العالم، ستكون هناك 8 مباريات ضمن البطولة للوصول إلى النهائي. إذن هناك 22 مباراة تنافسية محتملة، قبل أن نأخذ في الاعتبار المباريات التجريبية. كل هذا يتم على افتراض أن ميسي سيستمر في كأس العالم مرة أخرى، بعد أن حقق حلمه برفع الكأس في قطر عام 2022.
والأكثر إلحاحًا، هناك مسألة صغيرة تتمثل في محاولة الفوز بـ«كوبا أمريكا» للمرة الثانية على التوالي مع منتخب بلاده. ومع ذلك، قد يكون لدى ميسي في ذهنه رد أخير على رونالدو.