|


أوروبا 2024.. «الأسود الثلاثة» تبحث عن المجد 58 عاما

هاري كين قائد منتخب إنجلترا الأول لكرة القدم مع زملائه خلال التدريبات الخميس (المركز الإعلامي ـ منتخب إنجلترا)
لندن ـ الفرنسية 2024.06.07 | 03:47 pm

يبدو المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم مستعدًا للاستئثار بالأضواء في كأس أوروبا 2024، حيث يطلق مسعاه لإحراز أوّل لقب كبير له منذ 58 عامًا.
يتوجّه منتخب المدرب جاريث ساوثجيت، الذي أوقعته القرعة مع صربيا والدنمارك وسلوفينيا، إلى ألمانيا كأحد أبرز المنافسين على اللقب القاري، بعد سلسلة من الإخفاقات في الأمتار القصيرة من النسخ الأخيرة للبطولات الكبرى.
فقد خسرت إنجلترا بركلات الترجيح أمام إيطاليا في نهائي كأس أوروبا، صيف 2021، في عقر دارها على ملعب ويمبلي. كما سقط «الأسود الثلاثة» أمام كرواتيا في نصف نهائي كأس العالم 2018، ثم خرجوا على يد فرنسا في ربع نهائي كأس العالم 2022، بعد أن أهدر هاري كاين ركلة جزاء في وقت متأخر من المباراة.
ولم تؤد هذه الإخفاقات المؤلمة إلا إلى زيادة رغبة إنجلترا في وضع يدها على الألقاب الكبرى للمرة الأولى منذ أن رفع بوبي مور كأس العالم 1966، التي استضافتها بلاده.
وبفضل قدرتها على الاستعانة بمواهب عالمية، أبرزها جود بيلينغهام وكاين وفيل فودن، تم تصنيف إنكلترا إلى جانب فرنسا وصيفة كأس العالم قبل عامين والمضيفة ألمانيا كأبرز المنتخبات المرشحة لاحراز اللقب من قبل مكاتب المراهنات.
تبنّى ساوثجيت، الذي قد تكون هذه البطولة الأخيرة له على رأس الجهاز الفني لإنجلترا، تلك التوقعات، ويطمح إلى قيادة بلاده للمباراة النهائية المقررة في 14 يوليو على ملعب برلين الأولمبي.
وقال ساوثجيت: «الجميع ينتظر هذا العنوان: يمكننا الفوز باليورو. سأكون غبيًا إذا قلت لا، وبالمثل إذا قلت نعم، فهذا لا يعني أنه ليس هناك الكثير من العمل أمامنا».
وأضاف: «لا شك لدينا في ما يمكن تحقيقه، لقد اقترب الفريق بالفعل. هل نحن أحد الفرق التي يمكنها الفوز؟ نعم، بالتأكيد».
وفاجأ ساوثجيت الجميع، الخميس، باستبعاد جاك جريليش، جناح مانشستر سيتي، من القائمة النهائية.
ودفع جريليش ثمن التراجع الكبير في مستواه بعد انتصاف الموسم، وبات النجم الأكبر المستبعد من قائمة الـ 33 لاعبًا الأوليّة، التي تقلّصت إلى 26.
ودخل جريليش في الدقيقة 61 من مباراة فوز إنجلترا على البوسنة والهرسك تجريبيًا 3ـ0، الإثنين، لكن مشاركته لم تكن كافية لإقناع ساوثجيت بإعطائه مكانًا في تشكيلته النهائية.
ولم يكن جريليش الاسم الكبير الوحيد المستبعد، إذ غاب هاري ماجواير، قلب دفاع يونايتد، وجيمس ماديسون، صانع ألعاب توتنهام.
ولم يتمكّن ماجواير من إثبات تعافيه بدنيًا بعد معاناته من إصابةٍ في ربلة الساق، فيما جاء قرار استبعاد ماديسون بعد تراجع مستواه في نهاية الموسم.
وانضم كل من جاراد برانثويت، مدافع إيفرتون، وكورتيس جونز، لاعب وسط ليفربول، وجيمس ترافورد، حارس بيرنلي، وجاريل كوانساه، مدافع ليفربول، إلى اللاعبين السبعة المستبعدين من القائمة النهائية.
قال ساوثجيت للصحافيين بعد إعلان التشكيلة: «جميع اللاعبين تقبّلوا الأخبار باحترام. بكل تأكيد، كل اللاعبين يعتقدون أنهم يستحقون مكانًا في التشكيلة، ولهذا هم من الصفّ الأوّل».
وأردف المدرب: «رأينا أن لاعبين آخرين قدّموا موسمًا أفضل، خاصةً في الأشهر الست الأخيرة».
وتخوض إنجلترا باكورة مبارياتها ضد صربيا منذ انفصال الأخيرة عن مونتينيجرو عام 2006.
ثم يلتقي رجال ساوثجيت، الذين لم يخسروا في مبارياتهم الثماني في التصفيات، مع الدنمارك بعدها بأربعة أيام في فرانكفورت، قبل أن يختتموا دور المجموعات أمام سلوفينيا في كولن، 25 يونيو.
ويتذكّر أنصار المنتخب الإنجليزي، الذي كان يدربه الإيطالي فابيو كابيلو في ذلك الوقت، عندما فاز فريقهم على سلوفينيا 1ـ0، في مباراة حاسمة كان لا بد من الفوز بها لبلوغ مراحل خروج المغلوب في كأس العالم 2010.
إذا أرادت إنجلترا تعزيز حظوظها بإحراز اللقب القاري للمرّة الأولى، فإنها ستستفيد بشكل كبير من احتلال صدارة المجموعة الثالثة، لأن ذلك سيؤهلها إلى مواجهة منتخب يحتل المركز الثالث في المجموعات الرابعة أو الخامسة أو السادسة، في حين قد تواجه مهمة صعبة للغاية في حال احتلالها المركز الثاني لأنها في تلك الحالة ستواجه ألمانيا، صاحبة الأرض، على الأرجح.
من المرجّح أن تكون أصعب مباراة لإنجلترا في دور المجموعات ضد الدنمارك، التي صمدت أمامها طويلًا في نصف نهائي النسخة الأخيرة قبل أن تسقط بصعوبة 1ـ2 بعد التمديد.
وتوّجت الدنمارك بطلة لأوروبا عام 1992، وفي حين فشل فريق المدرب كاسبر هيولماند في تجاوز مجموعته في كأس العالم الأخيرة، إلا أنه لا يزال قادرًا على إحداث مفاجأة في ألمانيا.
وتشارك سلوفينيا في بطولة كبرى للمرّة الرابعة فقط، والأولى منذ كأس العالم 2010.
بعد تأهلها إلى كأس أوروبا للمرّة الأولى منذ 24 عامًا، يأمل فريق ماتياج كيك في الوصول إلى مراحل خروج المغلوب في بطولة كبيرة للمرة الأولى.
في المقابل، ستعتمد صربيا على دوشان تاديتش، صانع ألعاب فنربهتشه التركي، ودوشان فلاهوفيتش، مهاجم يوفنتوس الإيطالي، ولوكا يوفيتش، مهاجم ميلان الإيطالي، وألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال السعودي، لتعزيز حظوظها في انتزاع بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي.