|


في ظل فوز الهلال السعودي المتوالي

«الفرنسية» تقدم فريقا آسيويا مجهولا بسلسلة انتصارات طويلة

لاعبو فريق أركاداج الأول لكرة القدم قبل مباراتهم أمام ألتين على ملعب عشق أباد في 7 مارس 2024 (الفرنسية)
تركمانباشي ـ الفرنسية 2024.04.11 | 05:30 pm

ليس فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم، أو مانشستر سيتي، أو باريس سان جيرمان، أفضل فريق في العالم ـ إحصائيًا ـ قد لا تتعدى شهرته البلد القابع في آسيا الوسطى، والمطلة على بحر قزوين «تركمانستان».
منذ تأسيسه العام الماضي، لم يتمكّن أي فريقٍ من إيقاف قطار فريق أركاداج، الذي سُميّ تيمّنًا بقربان قولي بردي محمدوف، الرئيس السابق، محققًا 36 انتصارًا محليًا متتاليًا في سلسلةٍ لا تزال مستمرّة.
لم يخسر الفريق أي مباراة، وتوّج بلقبي الدوري والكأس في موسمه الأوّل، وهو إنجازٌ لم يسبق أن تحقق في أي مكانٍ حول العالم. لكن في تركمانستان، كان الطريق متوقعًا ربما بالنسبة إلى هذا النادي تحديدًا.
ويلعب أركاداج في المدينة الجديدة، التي تحمل الاسم عينه، وتدخل ضمن مشروعٍ ضخم شُيّد بتكلفةٍ رسميةٍ بقيمة 5 مليارات دولار.
على الرغم من إنجازه غير المسبوق، يُعاني أركاداج على صعيد جذب الجماهير، نحو 200 مشجّع حضروا المباراتين الأخيرتين ضد أهال، بطل الموسم الماضي، وألتين أسير، حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب «8» في الملعب الجديد، الذي يتّسع لـ 10 آلاف متفرّج، علمًا أن التذاكر تُقدّم مجانًا.
مُتابعًا المباراة، لوّح المشجّع بيجينش موكادوف بوشاح النادي المزيّن بشعاره الرسمي، وهو عبارة عن شعار باللونين الأبيض والأزرق الجليدي، يتوسّطه حصان أخال تيكي الأبيض، وهو رمزٌ وطني تركماني.
يقول موكادوف «18 عامًا»، الذي يعمل في شركة إنشاءات: «أركاداج سيفوز حتمًا بكل لقبٍ الموسم الجاري.. أنا سعيد بتأسيس فريقٍ لا يُقهر، وبأن كرة القدم أصبحت مثيرةً للاهتمام».
بدوره، يقول شاجليلدي سويوف «34 عامًا»، ويعمل موظفًا حكوميًا، إنه «يتابع جميع مباريات أركاداج عن كثب، ويحبّ طريقة لعب الفريق الديناميكية».
وبعد تسجيله 83 هدفًا في 24 مباراة، ضمن الدوري خلال الموسم الماضي، واصل أركاداج نجاعته الهجومية الخارقة، وسجّل 25 هدفًا في خمس مبارياتٍ الموسم الجاري.
وأزالت السلطات الرياضية المراجع، التي تُشكّك في حالة أركاداج قوةً كرويّةً خارقةً.
لا يوجد أي أثر على موقع الاتحاد التركماني لكرة القدم لخسارتين للفريق أمام شاختار دانيتسك ودنبيرو الأوكرانيين، بنتيجتي 0ـ1، ضمن مباراتين تجريبيتين في فبراير الماضي.
أمرٌ ليس مستغربًا في بلدٍ تخضع فيه المعلومات لرقابةٍ شديدة، خاصةً حين يتعلّق الأمر بنادٍ تأسّس تكريمًا لأب الأمّة الذي لا يُشكك فيه.
وسيواجه الفريق الخارق أكبر تحدٍ له حين يشارك في دوري أبطال آسيا 2، وهي الثانية على مستوى بطولات الاتحاد الآسيوي للعبة وتماثل الدوري الأوروبي «يوروبا ليج».
وعلى عكس باقي البلاد في آسيا الوسطى، لم تكن تركمانستان يومًا أمةً كرويّة، ولم تترك أية بصمة على الساحة العالمية، على الرغم من الدعم المالي الكبير من الحكومة من مبيعات احتياطياتها الهائلة من النفط والغاز. ولم يفز المنتخب الوطني، وعماده من لاعبي أركاداج، بأية مباراة منذ يونيو 2022.
وتتخبّط تركمانستان في مراكز متراجعة ضمن تصنيف المنتخبات، الذي يصدر عن الاتحاد الدولي «فيفا»، إذ تحتل المركز 143 من 210.
لكن يقول المسؤولون إنهم غير قلقين، ويأملون بأن يؤدّي نجاح أركاداج إلى تحوّل في اللعبة.