|


أحمد الحامد⁩
شاشة رمضانية
2024-03-20
الزحمة في «البودكاست الرمضاني» زحمةٌ صحيةٌ، تعطي المساحة لكثيرٍ من الأسماء للظهور بوصفهم مقدمين، أو ضيوفًا، كما أصبح عند المشاهد خياراتٌ كثيرةٌ، وأوقاتٌ يستطيع أن يقضيها بالفائدة مع أسماءٍ تزخر بالتجارب والخبرات. أعتقد أن كل مَن تنجح حلقاته من مقدمي «البودكاست» عليه أن ينتبه لنجاحه، وأن يضع رؤيةً لنفسه، فبعض البدايات الصغيرة، هي بدايةٌ لمؤسساتٍ، أو شركاتٍ إعلاميةٍ كبيرةٍ.
شاهدت مقاطعَ من مسلسل «أشغال شقة» لهشام ماجد. العمل يستحقُّ أن نقول عنه «كوميدي»، لأن المشاهد «يضحك» فعلًا. هشام يقدم كوميديا ناعمة، تتسلَّل إلى الأعماق، ولا يعتمد على كوميديا الحركة، وتكمن قوته فيما يقوله، ومن الواضح أنه يجيد اختيار نصوص مسلسلاته وأفلامه. نجاح هشام في «أشغال شقة» استمرارٌ لنجاح أسلوبه في فيلم «حبيب أمه»، وصار واضحًا أنه أخذ مكانته بين النجوم الجدد بعد جيل هنيدي، وهاني رمزي، وأحمد حلمي.
شاهدت أيضًا مقاطع لأكرم حسني في مسلسل «بابا جه». لا يختلف أكرم كثيرًا عن هشام في إجادته اختيار النصوص، وقد أثبت أنه يملك «قماشة»، تصلح لأنواع الكوميديا، وقرأت بعض الإشادات على «بابا جه»، لكنني فهمت من بعض المشاهدين، أنهم كانوا يأملون شيئًا أكبر. ربما كان حكمهم متسرِّعًا، وربما هم على حقٍّ. باقي الحلقات ستمنحنا حكمًا أكثر دقةً.
عبد الله المديفر يقدِّم حواراتٍ للتاريخ، ويُعِدُّ أسئلته بعنايةٍ. تشعر بأنه يحفظ تاريخ الضيف، ويتسلسل بالحوار معه بشكلٍ رائع، ويطرح أسئلته بوضوحٍ وبأقل عددٍ من الكلمات. جرأته محترمةٌ، وحلقاته الرمضانية وغير الرمضانية تحصل على مشاهداتٍ تنافس، أو تتفوَّق على أفضل المسلسلات التي صُرف عليها الملايين. عبد الله المديفر اسمٌ تاريخي في عالم الحوارات التلفزيونية.
سبق وكتبت عن إنتاجٍ مرئي مهمٍّ لـ «يوتيوب»، يعدُّ فرصةً للباحثين عن المحتوى الجديد. في السعودية آلاف الحكايات الشيقة التي لم تُقدَّم للجمهور، وقضاء يومٍ كاملٍ مع فوَّالٍ، وتقديمه في منتجٍ مرئي، وزيارة موقعٍ تاريخي، واسترجاع الزمن فيه، والتوجُّه إلى شاطئ ذي رمالٍ بيضاء، لم يُسلَّط عليه الضوء، إلى جانب حكاياتٍ ليوميات الناس، والزيتون والبن السعودي، من الأفكار التي يستطيع الشباب تقديمها. هذه محتوياتٌ جديدةٌ، ستحقق النجاح للمقدِّم، وتسلِّط الضوءَ للجمهور العربي والأجنبي على جمال بلادنا. لقد تمنَّيت تقديم هذه الأفكار، لكنَّ الظروف لم تسمح، وأرجو أن يركز عليها الشباب، وأن أشاهدها «ترند» على «يوتيوب».