|


أحمد الحامد⁩
بعد الفطور
2024-03-13
مقال اليوم قررت كتابته بعد الفطور، قبل الفطور تتعطل عندي حواس كثيرة، يبطؤ الفهم ـ إذا كان موجودًا بالأساس ـ وأفقد التركيز، كما أحاول تصعيب الأمور هدرًا للوقت. لا أذهب للبقالة القريبة، بل أتقصد الذهاب للبعيدة، حتى إن بعدت أضعاف أضعاف المسافة، لا أختصر في الكلام، أسأل عن أحوال الشخص المقابل، وأسأله عدة أسئلة قبل الدخول في الموضوع، أتجول في البقالة طويلًا، أقرأ تاريخ وانتهاء المنتجات كما لم أفعل سابقًا، أشتري التفاح من مكان، والبرتقال من مكان آخر، أختار الطابور الطويل عند الدفع، أتفنن في تضييع الوقت. سبب كل ذلك النيكوتين، فأنا تخلصت من التدخين منذ سنتين ونصف السنة، لكني لم أتخلص من النيكوتين، استخدمت علكة نيكوتين بديلًا، جربتها أول مرة ونجح الأمر، لكنني في الصيام أعاني من نقص النيكوتين، مثلي مثل بقية المدخنين. سبحان الله، يخلق الإنسان سليمًا معافى، لكن بعضهم، وأنا منهم، ماهرون في خلق المشاكل لأنفسنا، ندخن بإرادتنا ونبحث سنوات عن طرق التخلص منه، نأكل أكثر من اللازم ونفضي الشهور في التمارين والريجيم هربًا من السمنة. بالأمس ظهرًا ذهبت عند أحد مصممي الجرافيكس، أعرفه منذ سنة، عندما شاهدت العمل لم أستطع التعليق عليه، كنت فاقدًا للتركيز، جلست صامتًا، وفهم المصمم أن شيئًا غير معتاد يحدث معي، بادرني بالسؤال: ما أعرفه أنك لا تدخن، فهل الجوع هو من يأثر عليك؟ أجبته: كنت أحصل على النيكوتين من العلكة! هز رأسه، وقال: الآن فهمت مضغك الدائم للعلكة.. لقد تساءلت مستغربًا أكثر من مرة: ألا يمل هذا الرجل من مضغ العلكة.. كما أنها لا تليق! قلت بأني اعتدت أن أقول لكل من ألتقيه بأن العلكة التي أمضغها عبارة عن نيكوتين وبديل للتدخين، ويبدو أني لم أبلغك عنها! غادرت دون أن أعطيه موافقة أو رفض للعمل، الآن سأعاود النظر في الجرافيكس. مباراة النصر والعين كانت عجيبة، والسيناريو الذي ظهرت عليه كان مثيرًا، لكنه لم ينتهي كما أراد أحبتي النصراويين، مع أن الفوز الذي بعد عن النصر كثيرًا عاد إليهم وكان في متناولهم أكثر من مرة، إنها كرة القدم، لا تكون إلا بحلوها ومرها. تشكيلة النصر رائعة، والفريق لعب عدة مباريات بشكل لا يضاهى، لكني لا أفهم السبب الذي يصنع هذا التفاوت في المستوى بين مباراة وأخرى. قال لي أحد الأعزاء النصراويين بعد انتهاء المباراة: ياخي لا أريد المنطق.. عطني تفسير قريب من المنطق. أجبته أن النصر لعب مباراة كبيرة، كان يستحق الفوز، العين كذلك استحق الفوز، لكنها كرة القدم، ألم تسمع بمقولة: إنها كرة القدم! قال بأنه لم يسمعها من قبل، أجبته فعلًا فقد ألفتها الآن!