|


الحكم المغربية تروي قصة دخول التاريخ في الكاميرون

فتيحة: اللاعبون يخشونني

حوار: أمل إسماعيل 2022.01.20 | 07:54 pm

سجلت اسمها في تاريخ التحكيم المغربي والعربي والإفريقي كأول امرأة عندما شاركت في إدارة 4 مباريات خلال بطولة الأمم الإفريقية الجارية في الكاميرون، والتي تعد النسخة الأولى التي يسمح فيها أن تدار مباريات للرجال من قبل طاقم تحكيمي نسائي.
تجاوزت جميع التحديات التي واجهتها وواصلت المشوار من أجل تحقيق حلم التحكيم في مونديال قطر 2022 بعد اختيارها مبدئيًا، فتيحة الجرموني، الحكم المغربية، كشفت في حوارها مع “الرياضية” عن قصة الصدفة التي قادتها إلى التحكيم، وأبرز المواقف اللطيفة التي واجهتها من قبل الجمهور في الملاعب.
01
المرة الأولى التي نشاهد المرأة تدير مباريات أمم إفريقيا للرجال.. كيف كانت تجربتك؟
صحيح، هذه ثقة كبيرة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من خلال السماح للسيدات بالمشاركة في تحكيم مباريات أمم إفريقيا، وسعيدة بأن أكون ضمن الطاقم التحكيمي النسائي الذي تم اختياره، ولم يكم الاختيار سهلًا بل جاء بعد عمل وجهد كبيرين، وسنحت لي الفرصة لتحكيم مباراة السنغال وزيمبابوي ومباراة السنغال وغينيا كحكم فيديو مساعد، ومباراة غامبيا ومالي كحكم مساعد في الملعب، ومباراة تونس وجامبيا حكم فيديو، وأنا سعيدة بهذه التجربة وردود الأفعال والإشادة بأدائي التحكيمي، وأتمنى التوفيق لنا كسيدات عربيات وإفريقيات في هذه البطولة، ونحن فخورات لوصولنا لهذا المستوى.
02
لماذا لم نرَ طاقمًا تحكيميًا نسائيًا كاملًا يدير إحدى مباريات البطولة؟
سنكون سعداء إن أدرنا مباراة لوحدنا وبصراحة نتمنى ذلك، ولم يتم تعيين طاقم نسائي بالكامل حتى الآن لأنهم يرون الأفضل الطاقم المختلط لتقليل الضغط علينا، وقد استقرت لجنة الحكام التابعة للكونفدرالية الإفريقية على إعطاء كل حكمة مباراة مع طاقم من ثلاثة رجال.
03
ما الأفضل بالنسبة لك؟
أنا لست مع أو ضد أن يكون الطاقم نسائيًا بالكامل، لأنه لا فرق بالنسبة لي من يقف بجانبي رجل أم امرأة، أدائي لن يختلف والتركيز والاستعداد واحد، و”الكاف” هو من يحدد ويقرر ويدرس الموضوع من حيث المستوى الأعلى أو الأقل، وفي النهاية نحن جميعنا لم نصل لهذا المرحلة بسهولة إلا بعد جهد وتعب، ونحن قادرات على إدارة أي مباراة مع أي طاقم تحكيمي.
04
أيهما الأصعب التحكيم للسيدات أم للرجال؟
فرق كبير بين مباريات السيدات والرجال، وهذا ليس انتقاص منهن بل هذا الفرق الطبيعي حتى جسديًا بين الذكر والأنثى، ولكن في التحكيم القانون واحد ويطبق على الجميع والفرق فقط في اللياقة البدنية، بمعنى لابد من الاستعداد الجيد لتحكيم مستوى الرجال العالي.

05
هل خدمتكن تقنية الفار؟
تقنية الفار مفيدة جدًا لكرة القدم، حتى عندما يخطئ الحكم رجلًا كان أم امرأة فإن التقنية تمنحه فرصة التحصيح خاصة في البطولات الكبيرة والمهمة.
06
هل تدار الصافرة بالواسطات والعلاقات؟
لا، حكم كرة القدم يمثل وطنه ولا مجال للواسطات والعلاقات في تحكيم كرة القدم، فكل دولة تريد أن تقدم أفضل ما لديها وكل اتحاد يسعى لنقل صورة قوية وجيدة عنه.
07
ما هي طقوسك قبل أي مباراة؟
اقرأ المعوذات وآية الكرسي والدعاء لمدة 10 دقائق، واتصل على أمي قبل أي مباراة، ومن أول مباراة أدرتها في حياتي وحتى اليوم هذا سر نجاحي وكرم الله علي وتوفيقي في كل مباراة أديرها.
08
كيف كانت بداية دخولك لعالم كرة القدم؟
أنا لعبت كرة القدم في مدينتي مع فريق مولودية وجدة على حدود الجزائر، وكان صعبًا على المرأة ممارسة كرة القدم أو أي رياضة ولبس الشورت، فتقاليدنا صعبة وتحديت التقاليد ولبست الشورت وأهل مدينتي فرحوا بنجاحي، لم يكن هناك بطولة مغربية والأندية قليلة ولا وجود لفرق نسائية كثيرة ولعبت لمدة عام في نادي مولودية وجدة، ثم في منتخب الجامعة ومارست عدة رياضات منها الركبي وألعاب قوى وغيرها، وكان لدي صديقات بالتحكيم، وبالصدفة قررت الدخول معهن للتحكيم واستمررت رغم تركهن المهنة.
09
ما هو الحلم الذي لم يتحقق حتى اليوم؟
هو حلمي وحلم أي حكم أو حكمة وهو التحكيم في كأس العالم، وأنا اليوم على مشارف تحقيق ذلك، حيث إنني إحدى المرشحات لمونديال العالم 2022 في قطر، ولكن هذا مجرد ترشيح ومن الممكن ألا يتم اختياري، وأمامي الكثير من المنافسات والمباريات والمعسكرات ولابد أن أتخطاها جميعها للوصول للمونديال وتحقيق هذا الحلم.
10
التاريخ الرياضي النسائي المغربي يشهد أسماء كثيرة.. هل استطعتِ أن تسجلي اسمك معهن؟
صحيح السيدات في المغرب حققن إنجازات في مختلف الرياضات لاعبات وإداريات، وفي التحكيم لدينا خديجة رزاق حكم ساحة دولية في التسعينيات، وأيضًا حكم مساعد سعاد بلحاج وهي حكم مونديالي، أدارت مباريات كأس العالم وألعاب أولمبية أيضًا، والحكم إنصاف الحركاوي حكم ساحة دولي، هن من جهزن لنا الطريق وسهلن لنا الدخول وهن من صنعن تاريخ التحكيم النسائي المغربي، وأنا فخورة بكل خطواتي التي حققتها وما زلت أسعى لتقديم المزيد من أجل أن يسجلني التاريخ بجانبهن، وأن أمثل وطني والعالم العربي خير تمثيل.
11
مواقف لا تنسى من الجماهير أو اللاعبين؟
لا أنسى تعليقات الجماهير “ تحفة” في بداياتنا بالملاعب، حيث كان الأمر جديدًا بالنسبة لهم ورميهم لنا ببعض الكلمات مثل “اذهبي للمطبخ واكنسي واطبخي” لكنني أتجاهلها وأحترم الجماهير كثيرًا فهم عاشقون لكرة القدم، وينصفونني عندما أقدم مباراة قوية وتكون قراراتي سليمة، وعندما تنتهي المباراة يصفقون لي ويشجعونني، وبكل صراحة استهجان الجماهير يجعلني أكثر تركيزًا وخوفًا من الخطأ.
12
هل سبق أن تقدم لك لاعب كرة قدم للزواج؟
أجابت ضاحكة: “اللاعبون يخشون الحكمات ولا يطلبونهن للزواج، وأنا لم أتعرض لمثل هذه المواقف بكل صراحة، ولكن بعض اللاعبين يكتفون بإضافتي على صفحات التواصل الاجتماعي بعد المباراة”.
13
ما الفرق بين حكم وآخر؟
لا فرق بين حكم وآخر، ولا وجود لحكم كبير أو صغير، بل هو توفيق من الله، والخطأ وارد فنحن بشر.