|


خالد الشايع
انتصارات الهلال وتعثرات النصر
2024-09-18
أسبوع دراماتيكي مثير في قطبي العاصمة، انتصار هلالي كبير على الريان القطري في دوري أبطال آسيا، وتعادل نصراوي مع الشرطة العراقي، كان الشعرة التي قصمت ظهر كاسترو.
حسنًا، القضية ليست انتصارًا أو تعثرًا فقط، هي أبعد من ذلك بكثير، تتعلق بمنظومة عمل متكاملة، نجدها في الهلال ونفقدها في النصر، وما رحيل كاسترو إلا حلقة صغيرة من هذه السلسلة.
في الهلال، عندما اضطر للاستغناء عن سعود عبد الحميد، لم يقف مكتف اليدين، حتى بعد أن تخلت لجنة الاستقطابات عنه، ورفضت تعويضه أسوة بالاتحاد، تحركت سريعًا وتعاقدت مع جوا كانسيلو، الذي لم يحتج لأكثر من مباراتين ليبرهن على قيمته الفنية العالية، لدرجة أنست الهلاليين سعود، دائمًا ما يكون الحراك الهلالي سريعًا، ودقيقًا، خاصة في عهد الرئيس فهد بن نافل، دائمًا ما يكون القرار مدروسًا، بعيدًا عن الضغوط الإعلامية والصخب الجماهيري، فهناك من يدرس ويقرر وينفذ، وفق معطيات فنية وإدارية عالية المستوى وبلا أعذار.
على العكس تمامًا، في النصر فوضى، ليست وليد اليوم، ولا يتحملها جويدو ولا رائد إسماعيل فقط، جذروها عميقة في النادي الأصفر، الاستمرار على كاسترو على الرغم من إثباته لفشله في أكثر من مناسبة الموسم الماضي، مثالًا حيًا، والتغيير عندما جاء، جاء متأخرًا بعد أن فقد الفريق كأس السوبر وأربع نقاط في الدوري، حتى بناء الفريق كان وفق الضغوط الجماهيرية أكثر منه لأمور فنية، التعاقد مع لاعبي طرف من المواليد في ظل وجود ماني وتاليسكا، يبرهن على أنها خيارات لم تكن مبنية على حاجات الفريق الفنية حتى التعاقد مع قلب دفاع جاء على حساب الأظهرة ونتيجة للصخب الجماهيري، وهو أمر سيدفع الفريق ثمنه غاليًا عندما يواجه فرقًا تلعب بقوة على الأطراف، حتى خيار البديل بيولي لم يكن مرضيًا عنه عند جزء كبير من النصراويين، على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها المدرب مع إي سي ميلان، وإعادته لبطولة الدوري بعد 12 عامًا من الغياب، قد يكون بيولي ضالة النصر بأسلوبه الهجومي، ولكنه سيجد أمامه فريقًا محدود الخيارات، أطراف، ووسط دون أظهرة ولا مهاجم هداف بديل، الاعتماد على رونالدو وحيدًا في الهجوم ليس خيارًا فنيًا جيدًا، ظهر ذلك جليًا أمام الشرطة العراقي الفريق المتواضع فنيًا، لدرجة يمكن للأخدود وضمك الفوز عليه، ولكن لأن النصر بلا هداف بديل لرونالدو عجز عن هز الشباك، إلا بتسديدة من مدافع.
مع توالي المباريات، ستظهر عيوب النصر الفنية بشكل أوضح، لن ينجح بيولي في تعديلها سريعًا، وعندما يفعل سيكون الفريق فقد بضع نقاط مؤثرة، وحتى لو أراد النادي التعديل في الشتوية، فسيكون الثمن باهظًا، فاللاعبون الجدد قدموا بعقود ضخمة وطويلة.
الفرق بين الهلال والنصر ليس في الصلاحيات «المزعومة»، فهي ليست وليد الموسم، هي في طريقة وسرعة اتخاذ القرار، وفي جودته.
في الهلال يكون القرار دون تحيز، ودون مجاملات، عموري خير من يعرف ذلك، أما في النصر فللعواطف دور كبير في اتخاذ القرار، مشاري النمر مثال علىِ ذلك، بعد أن كان ورقة رابحة، تسببت ركلة جزاء مهدرة في إبعاده عن الفريق، تأثر القرار الأصفر بدموع رونالدو فدفع الصغير النمر الثمن، مثل هذه القرارات الارتجالية لا تجدها في الهلال، لهذا الهلال يحقق البطولات، والنصراويون يتغنون بمبيعات القمصان.