|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-08-21
ـ مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، لن أكتب عن تقدم القوات الأوكرانية في أراض روسية، ولا عن تحديثات منظمة الصحة العالمية، ولا عن كل ما يثير القلق، سأترك مثل هذه الأخبار لسببين، الأول أنها موجودة في كل الوسائل، والثاني أنها محبطة. من المؤسف أن تتصدر أخبار الحروب على حساب الإبداع الإنساني، خبر نجاح دواء أهم من خبر تقدم قوات أو تراجعها، الأول يطمئن القارئ، والثاني يخيفه، الأول يقول إن العلم لصالح الإنسان، والثاني لقتله!
ـ فاجأني أن المغنية الأمريكية تايلور سويفت حققت مليار دولار خلال أشهر، وقبل أن تنهي جولتها الموسيقية، ويتوقع أن تحقق تايلور 2 مليار دولار بعد اكتمال الجولة، والمتبقي منها 4 حفلات. احتاجت بعض الشركات عشرات السنوات من العمل الناجح لتحقق دخلًا بلغ مليار دولار، بينما مغنية بصوت جميل حققت المبلغ وهي تغني وتتسلى في المدن السياحية. عجيب تأثير الأغنية، ومع ارتباطي المباشر بالأغنية في سنوات ماضية، لكنني لم أجد تفسيرًا محددًا لهذه القوة التي تملأ ملعب كرة قدم بالجماهير، لأن مغنية ستغني أغاني سمعوها منها عشرات المرات على اليوتيوب وتطبيقات الأغاني. ربما عند الاستماع للأغنية يتم الارتباط بها عاطفيًّا وزمنيًّا، فلا تصبح مجرد أغنية، بل جزءًا من ذاكرة مكان وزمان ومشاعر.
ـ الأخبار تقول إن مبابي لكي ينتقل إلى ريال مدريد تخلى عن 60 - 70 مليونًا كانت من مستحقاته عند باريس جيرمان. النادي الفرنسي حاول بكل الطرق الإبقاء على مبابي، الإدارة تعلم أن لاعبها الذهبي إذا غادر فلن تستطيع تعويضه، بل لن يكون سان جيرمان هو سان جيرمان بعد مبابي. أذكر عندما تدخل الرئيس الفرنسي لإقناع مبابي بالبقاء، كان الرئيس لا يحاول إبقاء لاعب كبير في نادٍ فرنسي، بل لإبقاء الأندية الفرنسية في أضواء الكرة الأوروبية، فمن سيهتم بباريس سان جيرمان وبالدوري الفرنسي ومبابي يلعب في إسبانيا.
ـ في الحياة تتعلم من عدة طرق، منه ما تكتسبه في المدارس الجامعات، ومنه ما تتعلمه بالتجارب، ومنه مما تقرأه عن آخرين. في الإنستجرام كان هناك حساب لأكبر معمّرة في العالم «ماريا برانياس». كان أحفادها يديرون حسابها وكانت تلقنهم ما يكتبون، مع صور ليومياتها. موسوعة جينيس اعتمدت ماريا «117 عامًا» كأكبر امرأة، وسبق لماريا أن قالت إن عمرها الطويل له عدة أسباب «النظام والهدوء والتواصل الجيد مع العائلة والاستقرار العاطفي وعدم القلق والكثير من الإيجابية والابتعاد عن الأشخاص السيئين»، لكنها عادت وأضافت «أعتقد أن طول العمر يتعلق أيضًا بالجينات الجيدة والحظ». ماريا غادرت العالم قبل يومين، ولفت نظري شجاعتها عندما شعرت باقتراب رحيلها فكتبت «لقد اقترب الوقت.. من فضلكم، لا تبكوا فأنا لا أحب الدموع، لا تقلقوا عليَّ، أينما ذهبت، سأكون سعيدة».