|


ماجد قاروب
«AI» واللوائح الرياضية
2024-08-14
في العصر الرقمي الحديث، يبرز الذكاء الاصطناعي «AI» كأداة ثورية في العديد من المجالات، ومن بينها الرياضة. بينما يشتهر باستخدامه في تحسين الأداء الرياضي وتطوير استراتيجيات التدريب، فإن له أيضًا دورًا حيويًا في تطبيق اللوائح والأنظمة الرياضية بشكل أكثر فعالية ودقة.
تتمثل أحد التطبيقات الرئيسة للذكاء الاصطناعي في مجال الرياضة في تحسين مراقبة الامتثال للوائح والأنظمة، ويمكن استخدامه لمراقبة المباريات، والتأكد من أن جميع الأطراف المعنية تلتزم بالقواعد المحددة، ويمكن استخدامه لتحليل لقطات الفيديو من المباريات، وتحديد المخالفات المحتملة، مثل الأخطاء التحكيمية، أو التصرفات غير الرياضية.
ويسهم بشكل كبير في تتبع تنفيذ الأنظمة واللوائح المتعلقة باللاعبين، والفرق، والأندية، من خلال جمع وتحليل البيانات المتعلقة بأداء اللاعبين، وحالات الإصابة، وتنفيذ السياسات المتعلقة بالتحكيم، وهذه البيانات يمكن أن تُستخدم لتحديث الأنظمة بشكل مستمر، وضمان تماشيها مع التغيرات في الرياضة.
يساعد في تحليل الشكاوى والنزاعات بشكل أسرع وأكثر دقة، ما يساعد في تقديم حلول سريعة، ويمكن فحص الأدلة المتعلقة بالشكاوى وتقديم توصيات حول كيفية معالجتها بناءً على الأنظمة المعمول بها.
تجميع وتحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي، يتطلب معالجة كمية كبيرة من المعلومات الشخصية، بما في ذلك بيانات اللاعبين، ويجب أن تتماشى هذه العمليات مع قوانين حماية البيانات، وحقوق الخصوصية، مثل النظام الأوروبي لحماية البيانات العامة «GDPR»، والأنظمة المحلية في السعودية. ويجب أن تضمن الأندية والاتحادات الرياضية أن جميع البيانات تُستخدم بشكل قانوني ومع الحفاظ على حقوق الأفراد.
تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرياضة يجب أن يتم بشفافية لضمان نزاهة العمليات، ويجب على الجهات المنظمة التأكد من أن التقنيات المستخدمة في مراقبة وتطبيق اللوائح تتسم بالعدالة والحيادية، وتجنب أي تلاعب أو تحيز قد يؤثر على نتائج المباريات أو العقوبات المقررة.
التقنيات المستخدمة قد تواجه تحديات تتعلق بدقتها وموثوقيتها، وقد تكون هناك حاجة لتحديث الأنظمة التشريعية، لتواكب التطورات التكنولوجية، ما يستدعي التعاون بين الجهات التقنية والقانونية لتطوير أنظمة مرنة وقادرة على التعامل مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا.