|


بعد اتهامات التحول.. إيمان أمام اللحظة «الذهبية»

الجزائرية إيمان خليف تستعد لمواجهة التايلاندية جانجيم سوانافينج في مباراة نصف نهائي الملاكمة للسيدات 66 كجم خلال دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024» على ملعب رولان جاروس، 6 أغسطس 2024. (الفرنسية)
باريس ـ الفرنسية 2024.08.09 | 01:54 pm

تخوض الملاكمة الجزائرية إيمان خليف نزالها الأخير في أولمبياد باريس 2024، الجمعة، في نهائي وزن 66 كيلو جرامًا أمام الصينية ليو يوانج على ملاعب رولان جاروس، آملة في طي صفحة الشكوك حول هويتها الجنسية وإحراز ميدالية ذهبية. وأصبحت خليف واحدة من نجوم الألعاب الحالية في العاصمة الفرنسية، لكن لسبب لم تكن تشتهيه على الأرجح.
وسمحت لها اللجنة الأولمبية الدولية بالمشاركة بعد إيقافها من قبل الاتحاد الدولي، مع الملاكمة التايوانية لين يوـ تينج في بطولة العالم، العام الماضي، لعدم تجاوزهما اختبارات الأهلية الجنسية.
وحُرمت خليف في حينها من خوض نهائي بطولة العالم في نيودلهي، بسبب عدم استيفاء معايير أهلية الجنس، و«مستويات هرمون التستوستيرون»، بحسب موقع الألعاب الأولمبية، الذي حذف لاحقًا التفسير.
ونفى الاتحاد الدولي إجراء اختبارات لقياس مستوى التستوستيرون، لكنه لم يحدّد طبيعة التحليلات، التي أجريت لاتخاذ قرار باستبعاد خليف ولين من بطولة العالم، في ظل نزاع حاد بين الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي، الموقوف أولمبيًا، الذي يرأسه الروسي عمر كريمليف، المرتبط بالكرملين.
وعن تعاطيها مع الحملة، التي واجهتها في الأيام الأخيرة، قالت في تصريح تلفزيوني: «هناك فريق خاص من طرف اللجنة الأولمبية الدولية يتتبعني ويؤدي الواجب كي أتفادى هذه الصدمة. أركّز على المنافسة، والأشياء الأخرى ليست مهمة، المهم أنني في النهائي الآن».
وخاضت خليف ثلاث نزالات حتى الآن، أوّلها أمام الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت بعد 46 ثانية فقط إثر لكمتين قويتين على رأسها من الجزائرية. وتغلّبت بعدها بالنقاط على المجرية آنا لوتسا هاموري، والتايلاندية جانجام سوانافنيج، لتبلغ النهائي، علمًا أنها حلّت خامسة في أولمبياد طوكيو، صيف 2021.
وتعرّضت لانتقادات بعد نزالها الأول، فقالت جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية: «أعتقد أنه لا يجب السماح للرياضيات اللواتي يملكن خصائص وراثية ذكورية بالمشاركة في المسابقات النسائية».
ووصلت الانتقادات إلى ما وراء الأطلسي، فقال دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الحالي، بعد فوزها على كاريني: «سأبقي الرجال خارج مسابقات السيدات».
أما الروائية جيه كيه رولينج، مؤلفة سلسلة رويات هاري بوتر، فكتبت على منصة «إكس» إن ألعاب باريس ستبقى «دومًا ملطخة بسبب الظلم القاسي الذي لحق بكاريني».
وفي المقابل، تدعمها اللجنة الأولمبية الدولية، ويحتفل مواطنوها في الجزائر بانتصاراتها، وتجمهر الناس في قريتها بيبان مصباح بولاية تيارت «جنوب غرب» لمتابعة نزالها الأخير، وصدرت الهتافات بعد إعلان فوزها.
وهنأها عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، على منصة «إكس»: «شكرًا إيمان خليف على إسعادكِ كل الجزائريين، بهذا التأهل القوي والرائع للنهائي.. الأهم قد تحقق، وبحول الله التتويج بالذهب.. كل الجزائريات والجزائريين معكِ».
وقال والدها عمر خليف «49 عامًا» لوكالة «فرانس برس» مظهرًا صورها وهي صغيرة: «ابنتي فتاة مؤدّبة وقوية، ربّيتها على العمل والشجاعة، وعندها تلك الإرادة القوية في العمل والتدريب».
بعد بلوغها نصف النهائي وضمانها ميدالية، ردّت باكية على منتقدين وصفوها بـ «الرجل»، وقالت لقناة «بي إن سبورتس»: «هذه قضية كرامة وشرف كل امرأة أو أنثى. الشعب العربي كله يعرفني منذ أعوام وأنا ألاكم في مسابقات الاتحاد الدولي الذي ظلمني. لكن أنا عندي الله».
وتشرف الاتحادات الرياضية الدولية على معظم الرياضات الأولمبية، ولكن بسبب استبعاد اللجنة الأولمبية الدولية للاتحاد الدولي للملاكمة، لأسباب مرتبطة بالحوكمة، والفساد المالي، والتلاعب بالنتائج، كان عليها تنظيم المسابقة بنفسها في طوكيو عام 2021، ثم مرة أخرى في باريس 2024. وللاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية معايير أهلية مختلفة لمنافسات السيدات.
وأبلغ الاتحاد الدولي اللجنة الأولمبية الدولية عن طريق رسالة بالاختبارات، قائلًا إن خليف لديها كروموسوم ذكري «إكس واي»، وفقًا لتقارير إعلامية أكدتها اللجنة الأولمبية الدولية.
لكن الهيئة الأولمبية رفضت مرارًا وتكرارًا الاختبارات، الأسبوع الجاري، ووصفتها بأنها «تعسّفية»، و«مُركّبة معًا»، وجادلت ضد ما يسمّى باختبارات الجنس، والاختبارات الجينية باستخدام المسحات، أو الدم، التي ألغتها في عام 1999.
وسمح لخليف ولين بالمنافسة في باريس، لأن أي شخص يتم التعرف عليه بصفته امرأة في جواز سفره مؤهل للنزال.