|


شداد بعد حصد الذهب مع البحرين: ألعاب القوى السعودية بلا ملاعب ولا كفاءات

حوار: عبد العزيز حمد 2024.08.09 | 02:22 am

وُلِدَ في منطقة عسير جنوب السعودية عام 1968، وتعلَّق بالرياضة منذ أن كان شبلًا، خاصةً الجري والركض. في عام 1992 أصبح لاعبًا في المنتخب السعودي لألعاب القوى، وتخصَّص في سباقات 1500 متر و3000 متر موانع، وشارك في عديد من البطولات العالمية والآسيوية، وحصل على خمس ميدالياتٍ خلال مشاركاته في بطولة آسيا لألعاب القوى، ودورة الألعاب العربية، ودورة آسيا الرباعية، إضافةً إلى فضية دورة الألعاب الآسيوية عام 1992، وبرونزية كأس العالم لألعاب القوى 1998. اعتزل عام 2002، وتحوَّل إلى مهنة التدريب، وانضم إلى الجهاز الفني لألعاب القوى البحريني عام 2015، واستمر حتى 2018، من ثم عاد لتولي المنصب في 2021.
حقق مع العدَّاءة البحرينية راث جيبيت الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع ضمن أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وفي أولمبياد باريس 2024 نال الذهب برفقة العدَّاءة وينفريد يافي في السباق ذاته.
سعد شداد، نجم المنتخب السعودي لألعاب القوى السابق والمدرب في المنتخب البحريني للعبة، في حواره مع «الرياضية» تحدث عن الإنجاز الأولمبي الذي حققه للأحمر في باريس، الثلاثاء.
01
كيف وجدت منافسات ألعاب القوى في أولمبياد باريس 2024؟
نسخة ⁠الأولمبياد الجارية، أكدت شدة التنافس بين دول الكاريبي والولايات المتحدة وبريطانيا وكينيا. هذه الدول تملك باعًا طويلًا في هذه الألعاب.
02
⁠ما سر تفوُّق الدول الإفريقية والكاريبية في ألعاب القوى؟
⁠هذه الدول تعتمد على الرياضة المدرسية في تأسيس رياضييها، ويعملون عليهم بجدٍّ ليبرزوا في المستقبل.
⁠03
ماذا عن الرياضات المدرسية في السعودية؟
⁠الألعاب المدرسية كانت نشطةً في فترة التسعينيات، وأتذكَّر أنني برفقة 5 رياضيين بينهم ماجد عبد الله وخليل الزياني، حضرنا انطلاق أول نسخة من الألعاب الأولمبية المدرسية في تلك الحقبة، لكن لا أعلم لماذا لم تستمر.
04
⁠كيف تؤسِّس الدول الناجحة لاعبيها في ألعاب القوى؟
⁠جامايكا وأوروبا وأمريكا مثلًا تبدأ مع رياضييها في فئة البراعم، لكنها تأخذ أفضل الرياضيين في الأولمبياد والألعاب المدرسية المحلية داخل البلاد، ويبدؤون بالإشراف عليهم قبل فترة طويلة.
05
⁠ماذا عن حال ألعاب القوى في السعودية؟
⁠يجب أن نبدأ أولًا بالبنية التحتية، ويحزنني أنه لا يوجد مركزٌ في مدن السعودية، يجمع لاعبي ألعاب القوى، تحديدًا في الرياض والمنطقة الغربية وجازان والمنطقة الشرقية، كون لاعبيها يشكِّلون تاريخيًّا التوزيع الأكبر للاعبي ألعاب القوى.
⁠06
مقارنةً مع الاتحادات الخليجية والعربية، كيف تجد مراكز التدريب لدينا؟
⁠يوجد في المغرب 15 مركزًا لألعاب القوى، وفي الجزائر ثلاثة مراكز مجهزة بأفضل الكفاءات، أما في البحرين وتونس فتوجد مراكز ممتازة.
07
⁠حدِّثنا عن تجربة تدريب اللاعبين البحرينيين في ألعاب القوى؟
⁠البحرينيون دعموا ألعاب القوى عبر تجهيز أكاديميةٍ عام 2001، يزور القائمون عليها المدارس لاستقطاب أفضل الرياضيين، والإشراف عليهم من قِبل 12 مدربًا. مثلًا العدَّاءة روث جيبت، تم استقطابها في عمر 14 عامًا، وإعدادها في 2016 لمدة ستة أعوامٍ، واستطاعت تحقيق الذهب الأولمبي بعد متابعةٍ كبيرةٍ من الأكاديمية المعنية.
08
⁠ما تقييمك لمستوى التدريب في ألعاب القوى السعودية؟
⁠لا توجد كفاءاتٌ على مستوى عالٍ في السعودية. لو نظرنا إلى كل الأندية، التي يصل عددها إلى 180 ناديًا تقريبًا، وشاهدنا المدربين فيها، سنجد أن عامل التعيين الوحيد، هو التكلفة المادية الأقل للمدرب.
09
⁠هل لك أن توضح أكثر في هذا الخصوص؟
⁠يتم التعاقد من قِبل الأندية مع مدربين من جنسياتٍ عربيةٍ، ليسوا ذوي باعٍ طويل أو خبرةٍ كبيرةٍ في هذه الرياضة بسبب قلة تكلفتهم المادية، وهذا بطبيعة الحال يخفِّض من جودة التدريب، بالتالي يقلل من كفاءة المخرجات لممارسي ألعاب القوى.
10
⁠ما طبيعة عمل مدرب ألعاب القوى في الأندية؟
⁠يتم لدينا استقطاب مدربٍ واحدٍ ليشرف على كل الألعاب دون اعتبارٍ لأهمية التخصُّص في ألعاب القوى، وهذا أمرٌ مؤسف.
11
⁠ما حال لاعبي ألعاب القوى في الأندية؟
⁠في الرياض مثلًا، توجد أربعة أنديةٍ، لكن لا يوجد مقرٌّ للاعبي هذه الأندية! كذلك الحال في المنطقة الغربية. لكي تبدأ بمقارعة الدول المتقدمة في هذه الرياضة، يجب أن تبدأ من الصفر، والصفر هنا هي البنية التحتية للاعبين لممارسة ألعاب القوى.
12
ما دور اتحاد ألعاب القوى في تطوير اللعبة؟
⁠ألعاب القوى في السعودية تأثرت كثيرًا بعد رحيل رئيسها الأمير نواف بن محمد، حيث عيَّنت اللجنة المختصَّة خبراءَ، لكننا لم نرَ عملًا مؤثرًا منهم. منذ أولمبياد لندن، والبعثة السعودية تتأثر بصورةٍ كبيرةٍ بغياب لاعبي ألعاب القوى.
13
⁠ما الذي تنتظره من حبيب الربعان، رئيس الاتحاد السعودي الحالي؟
⁠لم نرَ عملًا مُرضيًا من اتحاد ألعاب القوى منذ تعيين الربعان على الرغم من أن الاتحاد لا تقف أمامه، حسبما أرى، أي معوقاتٍ ماديةٍ.
14
⁠لماذا قدَّمت استقالتك من الاتحاد السعودي لألعاب القوى؟
⁠كنت مديرًا فنيًّا في الاتحاد لمدة سبعة أعوامٍ، أي حتى تغيير الاتحاد السابق، ووجدت أن هناك اختلافًا في الرؤى، كما أن الرئيس التالي عيَّن عددًا من «القريبين منه»، لذا فضَّلت تقديم استقالتي.
15
⁠هل فكَّروا في الاستعانة بخدماتك بعد استقالتك؟
⁠إذا طلبوا مني العودة فسأعود لكن بشروطي، لأن مسيرتي المهنية حافلةٌ بالنجاحات المحلية والإقليمية والدولية.
16
⁠ما الذي وجدته في الاتحاد البحريني، ولم تجده في نظيره السعودي؟
⁠وجدت الثقة، والصلاحيات، والوقت لتنفيذ ما أرغب في تنفيذه، ثم الحساب والمراجعة من قِبلهم ومعهم. هذا لم يحدث معي هنا، لذا لم أعد. لقد جلبوا مَن يحمل شهادة الماجستير في المكاتب، لكنهم تناسوا من يحمل شهادة الدكتوراه في الميدان.
17
⁠هل ترى مستقبلًا لرياضة ألعاب القوى السعودية في ظل عمل الاتحاد الحالي؟
⁠يستحيل أن نرى النور بالطريقة التي يدار بها الاتحاد حاليًّا! مثلًا، هل صعَّد اتحاد القوى الحالي فريقًا من فئة الناشئين للاعتماد عليهم في المستقبل في آخر أربعة أعوامٍ؟!
18
⁠نصيحةٌ توجِّهها للمسؤولين عن هذه الرياضة؟
⁠يجب إنشاء مراكز تدريب للاعبي ألعاب القوى. أراهن على أننا سنكتسح الألعاب الآسيوية إن أنشأنا مراكز في منطقة جازان وحدها، ناهيك عن بقية المناطق في السعودية.
19
⁠كلمة أخيرة؟
آمل أن يلتفت وزير الرياضة بشكلٍ حقيقي لألعاب القوى، وأن يضع مستشارًا فنيًّا لكل لعبةٍ.