|


في قريتها.. إيمان قدوة.. ورمز شجاعة

عمر والد الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، خارج منزله، في ولاية تيارات، الجمعة (رويترز)
تيارت ـ الفرنسية 2024.08.03 | 03:55 pm

في قريتها الصغيرة بجنوب غربي الجزائر، تُعدّ الملاكِمة إيمان خليف، التي وجدت نفسها على مضض وسط زوبعة اتهامات حول هويتها الجنسية في أولمبياد باريس، رمزًا للشجاعة والتصميم، بل «بطلة» بالنسبة لوالدها، الذي عارض في البداية ممارستها هذه الرياضة «الذكورية».
غير آبه بالجدل، الذي نشأ حول أهليتها، وقف عمر خليف «29 عامًا» في قرية بيبان مصباح بولاية تيارت، بقبعته الرياضية محاطًا بأبنائه الصغار، يدافع عن ابنته.
حمل بفخر صور إيمان وهي طفلة مبتسمة في سن السابعة بشعرها الطويل، الذي زيّنته الضفائر، مع وثائق هويتها وشهادة ميلادها.
قال هذا الأب، الذي مازال يبحث عن عمل دائم، وهو يستقبل الزوار في صالون العائلة: «ابنتي فتاة مؤدبة وقويّة، ربّيتها على العمل والشجاعة، وعندها إرادة قوية في العمل والتدرّب».
وتواجه خليف «-66 كلج»، السبت، المجرية آنا لوكا هاموري في الدور ربع النهائي، وفي حال فوزها ستضمن ميدالية هي الأولى للبعثة الجزائرية في باريس.
لكن جدلًا كبيرًا أثير في ظل استبعادها من قبل الاتحاد الدولي عن بطولة العالم الماضي، لعدم تلبيتها معايير الأهلية، فيما ذكر موقع اللجنة الأولمبية المخصّص للصحافيين المعتمدين أنها خالفت مستويات التستوستيرون المسموح بها، وذلك بموازاة إيقاف الاتحاد الدولي من قبل الأولمبية الدولية، التي تشرف على الملاكمة في باريس.
وبالنسبة لوالدها، فإن الفوز في الدور ثمن النهائي بعد انسحاب الإيطالية أنجيلا كاريني بعد 46 ثانية على بداية النزال: «كان بسبب أن الخصمة الإيطالية أضعف منها، ولم تقدر على هزم لبنتي، هذا هو الفرق الوحيد».
وذكّر عمر خليف كيف كانت ابنته بارعة في كل الرياضات «عندما كانت في السادسة من عمرها، كانت تمارس الرياضة كثيرًا، وتشاهد القنوات الرياضية، حيث كانت تحرز المراكز الأولى في العدو، وأيضًا كانت بارعة في كرة القدم».
وروت إيمان في فيديو لليونيسف، حيث هي سفيرة المنظمة في بلدها، أن والدها في البداية كان يجد صعوبة في تقبل ممارستها الملاكمة.
وصرّحت للتلفزيون الجزائري، قبل شهر من الأولمبياد: «أنا من عائلة محافظة.. الملاكمة لم تكن رياضة تمارسها النساء كثيرًا، خاصة في الجزائر. كان الأمر صعبًا».
وأضاف والدها: «إيمان هي مثال للمرأة الجزائرية، هي بطلة من بطلات الجزائر، وإن شاء الله ستشرفنا بالميدالية الذهبية، وترفع الراية الوطنية في باريس، هذا هو هدفنا الوحيد منذ البداية»، وهو أمل شقيقها محمد «11 عامًا» أيضًا، الذي وقف إلى جانب أبيه.
في النادي الرياضي المحلي للحماية المدنية في تيارت، حيث بدأت إيمان تدريباتها الأولى، تجري مجموعة من الرياضيات من جميع الأعمار تدريبات الإحماء والقفز على الحبل، تحت إشراف عبد القادر بزايز، ملاكم المنتخب الجزائري السابق، ومساعد محمد شعوة، مدرب إيمان خليف.
تحدّثت زهرة شروق «17 عامًا» عن فخرها بزميلتها في النادي: «في الحقيقة قدوتنا هي إيمان خليف، ونوجّه لها كل التحية والتقدير، ونقول لها أنت حقًا رياضية رفعت رؤوس كل الجزائريين»، قبل أن يردّد جميع أفراد المجموعة بصوت عالٍ «حظًا سعيدًا»: «نقول لها حظًا سعيدًا. إنها فعلًا الرياضية التي جعلتنا نشعر بالفخر. لقد كرّمت العلم الوطني. إنها نموذجنا».