|


شارلوت.. من سائسة إلى بطلة عالمية عصف بأحلامها «السوط»

البريطانية شارلوت دوجاردين خلال مشاركتها في نهائي مسابقة الترويض الفردي بأولمبياد طوكيو 2020 (أسوشيتد برس)
الرياض - الرياضية 2024.07.31 | 01:45 pm

لم تكن البريطانية شارلوت دوجاردين، نجمة رياضة الفروسية والحاصلة على ثلاث ميدالياتٍ ذهبيةٍ أولمبيةٍ عامَي 2012 و2016، تعلم أن مقطعَ فيديو قصيرًا مسرَّبًا، سيعصف بأحلامها في حصد مزيدٍ من المعدن النفيس قبل أيامٍ من خوضها منافسات أولمبياد باريس 2024.
شارلوت، المولودة 13 يوليو 1985 في إنفيلد، والتي نشأت بهيرتفوردشاير، شرق إنجلترا، انسحبت من أولمبياد باريس بعد ظهور مقطعٍ لها، وهي تضرب أرجل حصانها بالسوط أثناء حصةٍ تدريبيةٍ داخل أحد الإسطبلات، ما أحدث موجة غضبٍ عارمةً ضدها، ودعا الاتحاد الدولي للفروسية إلى إيقافها مؤقتًا، ابتداءً من 23 يوليو.
تلك الواقعة أفقدت البريطانية فرصة الهيمنة على ذهبية منافسات ترويض الخيل، وإضافة ذهبيةٍ أولمبيةٍ رابعةٍ، على أقل تقديرٍ، إلى رصيدها بعد نيلها ثلاثًا سابقًا بواقع فرديتين وذهبيةٍ جماعيةٍ، إلى جانب ثلاثٍ أخريات، هي فضيةٌ وبرونزيتان، ومواصلة حصد الإنجازات إثر فوزها بعديدٍ من الألقاب الفردية والجماعية في بطولة العالم 2014، والبطولة الأوروبية 2013 و2015، إضافةً إلى تسجيل ثلاثة أرقامٍ قياسيةٍ عالميةٍ، والانفراد بلقب البريطانية الأكثر تتويجًا بالميداليات الأولمبية، الذي تتقاسمه مع لورا كيني بستٍّ.
ولا يزال مصير شارلوت معلَّقًا لحين الانتهاء من التحقيقات، وفق ما جاء في بيان الاتحاد الدولي للفروسية، الذي أكد إيقافها مؤقتًا بداعي ارتكاب سلوكٍ يتعارض مع مبادئ رعاية الخيل.
ولم تنكر البريطانية، وفق بيان الاتحاد، علاقتها بمقطع الفيديو المنسوب إليها، وأقرَّت بفعلها سلوكًا غير مناسبٍ، وأبدت شعورها بالخجل الشديد لارتكاب تصرفٍ، ترى أنه ليس من طباعها.
وبدأت علاقة شارلوت بالخيل في سنٍّ مبكرةٍ للغاية حيث امتطت صهواتها في الثانية من عمرها، لكنَّ تجربتها الأولى في ترويض الخيل، جاءت في عمر 13 عامًا عندما أصبحت تدرك أن هذه الرياضة تستوجب تناغمًا بين الفارس والحصان لإكمال سلسلةٍ من الحركات المعقَّدة.
وعلى الرغم من أنها لم تكن تملك قدرةً ماليةً لممارسة هذه الرياضة المكلفة ماديًّا إلا الفتاة المولعة بها، تمكَّنت من شراء أول حصانٍ لها في سباقات الجائزة الكبرى عام 2007 بفضل بعض المال الذي تركته لها جدتها الراحلة، لتنطلق في ممارسة هوايتها بشكلٍ تنافسي، وتسير نحو طموحها من أجل أن تصبح فارسةً قبل أن تبيع حصانها في 2011.
وفي العام نفسه، وأثناء عملها سائسةً، طلب منها مواطنها كارل هيستر، الذي كان يدير إسطبلات جلوسيتر شاير، إحضار حصانٍ هولندي من سلالة الدم الحار، ويُطلق عليها فاليجرو، لتبدأ معه كتابة قصة نجوميةٍ تاريخيةٍ بعد أن أثبتت براعتها في التعامل معه خلال بطولة أوروبا 2011 في روتردام، وأسهمت في تحقيق بريطانيا الميدالية الذهبية للفرق، واستمرَّا سويًا تحت إشراف هيستر.
ثنائية شارلوت وفاليجرو، ارتقت إلى سماء النجومية من جديدٍ في لندن إثر هيمنتهما على منافسات الفروسية الفردية حتى اقتنصت الذهبية متفوقةً على الهولندية أديليندي كورنيليسن، وزميلتها البريطانية لورا بيكتولشايمر، التي نالت البرونزية على متن ميسترال هوجريس.
وعادت الفارسة البريطانية مجددًا إلى ساحة الذهب في الفروسية الجماعية مع بيتشولشيمر وهستر، وانضمَّت إلى كيلي هولمز، وريبيكا أدلينجتون، ولورا تروت بوصفها واحدةً من أربع بريطانياتٍ فقط فزن بميداليتين ذهبيتين في دورة ألعابٍ واحدةٍ.