|


حكاية أولمبياد.. ماجد ورفاقه يظهرون.. ونوال تدخل التاريخ

ماجد عبد الله، نجم المنتخب السعودي الأولمبي، ينطلق بالكرة خلال مباراة البرازيل في أولمبياد لوس أنجليس (أرشيفية)
الرياض ـ الرياضية 2024.07.20 | 03:51 pm

«أولمبياد أمريكا» هي التسمية المنطقية لدورة لوس أنجليس 1984، فقد طغى الطابع الأمريكي على كل شيء حتى على النتائج الفنية، فلولا بعض الميداليات القليلة، التي ذهبت إلى بعض الدول الأخرى، لكانت الولايات المتحدة حصدت كل شيء.
وعلى عكس المشاركتين السعوديتين في ميونيخ 1972، ومونتريال 1976، وبلعبة واحدة فقط، سجل أولمبياد لوس أنجلوس «1984» أكبر مشاركة سعودية في دورات الألعاب الأولمبية، بوفد مكون من 40 لاعبًا في خمسة ألعاب، مقابل تسعة ألعاب في طوكيو 2020، الدورة الأكبر من حيث عدد الألعاب السعودية المشاركة.
وشهدت الدورة أول ظهور للمنتخب السعودي الأولمبي لكرة القدم في تاريخ الألعاب العالمية بقيادة نجومه عبد الله الدعيع، وماجد عبد الله، ومحيسن الجمعان، وفهد المصيبيح، ومحمد عبد الجواد، وصالح خليفة، وعمر باخشوين، وغيرهم، وخسر مبارياته الثلاث من البرازيل، وألمانيا، والمغرب.
وعلى صعيد الدورة إجمالًا، للمرّة الأولى تغيب المساهمة الحكومية المباشرة عن تمويل الاستضافة والتنظيم، لألعاب تابعها 7.5 مليون نسمة، إذ كانت على عاتق القطاع الخاص، وفي النهاية فاقت الأرباح 223 مليون دولار، وأصبحت دورة لوس أنجليس مثالًا يُحتذى، فضلًا عن أنها دشّنت النظرة الجديدة «العصرية» لمفهوم الألعاب الأولمبية، التي اعتمدها خوان أنتونيو سامارانش، رئيس اللجنة الدولية.
وعلى على الرغم من الملاحظات الكثيرة على حفل الافتتاح، فقد جاءت هوليودية صرفة، وأشرف عليها المخرج ديفيد والفر.
ونقلت الشعلة إلى الملعب جينا همفيل، حفيدة جيسّي أوينز، وأوقدها في المرجل رافر جونسون، بطل المسابقة العشارية في دورة روما 1960.
وحصدت الولايات المتحدة 83 ذهبية، في مقابل 20 لرومانيا، و17 لألمانيا الغربية.
وللمرة الأولى، اعتلت فتاة عربية إفريقية أعلى منصة، وهي المغربية نوال المتوكل، بطلة سباق 400 م حواجز، وهو إنجاز انسحب على القارة الإفريقية بكاملها أيضًا، وتوّج مواطنها «الظاهرة» سعيد عويطة بطلًا لسباق 5 آلاف متر.
وإلى جانب الذهبيتين المغربيتين، حصد المصري محمد رشوان فضية في الوزن المفتوح للجودو، الذي كان بمقدوره نيل الذهبية، لكنه فضّل ألا يؤذي منافسه الياباني ياشوهيرو ياماشيتا، المصاب في يده، واستحق لاحقًا جائزة اليونيسكو للأخلاق الرياضية.
وأحرز المصري محمد سليمان «سلعوة»، لاعب كرة السلة، فوزًا معنويًا، تمثل باحتلاله المركز الأول في قائمة الهدافين بين 144 لاعبًا، إذ سجل 179 نقطة في سبع مباريات.
وتميز أوّل ماراثون للسيدات أحرزته الأمريكية جوان بنوا «2:24:52 س» بالوصول المأساوي للسويسرية جابرييلا لاندرسن شيس، التي سقطت على الأرض لمدة خمس دقائق، رافضة أي شكل أو نوع من المساعدة خوفًا من الإقصاء.
ولم يبخل الجمهور بتشجيعاته لها طالبًا من المندوبين عن السباق التدخل من أجلها، بيد أنها رفضت ذلك، وتابعت السباق مترنحة، وحلت في المركز 37.
وكانت حادثة اصطدام العداءة الأمريكية ماري ديكر بالبريطانية المجنّسة زولا باد، وسقوطها أرضًا خلال سباق 3 آلاف متر من أبرز الحوادث التي شهدتها الدورة.
والواقع أن ديكر «26 عامًا» من أسوأ الأمريكيين حظًا، ولا يمكن عدّها فازت أو فشلت لأنها لم تصل إلى خط النهاية، وهي لم تشارك في دورة ميونيخ عام 1972 نظرًا لصغر سنها، وفي دورة مونتريال لعدم بروزها، وعندما تهيأت للمشاركة في دورة موسكو اتخذت السلطات قرار المقاطعة.
وحين سقطت ديكر أرضًا في لوس أنجليس أخذت تجهش بالبكاء، ونجم الوقوع عن ارتطام عقب باد بفخذ ديكر الأيسر قبل النهاية بثلاث لفات، ولما همّت بالنهوض لتتابع السباق لم تستطع التحرك، وخيل إليها أنها مقيدة إلى الأرض، وبيدها اليمنى الرقم الملصق على ظهر باد، وكل ما كانت تستطيع فعله في تلك اللحظة هو مشاهدة الأخريات وهن يتابعن السباق.
وكان ذلك من حظ الرومانية ماريتشيكا بويكا والبريطانية ويندي سلاي، اللتين حلتا في المركزين الأولين.