|


قصة أولمبياد.. طوكيو تغير وجهها.. و600 مليون يتابعون الدورة

الوفود المشاركة خلال افتتاح أولمبياد طوكيو 1964 (الفرنسية)
نيقوسيا ـ الفرنسية 2024.07.19 | 04:12 pm

قصد الأولمبياد الـ 18 طرفًا بعيدًا من العالم، فاتجه عام 1964 نحو طوكيو العاصمة اليابانية، التي كان مقرّرًا أن تستضيف ألعاب 1940، لولا الحرب الصينية ـ اليابانية، التي نزعتها منها، وأعطيت لهلسنكي، وقبل أن يقضي جنون الحرب العالمية الثانية على الصورة الجميلة من المنافسات، ويوقد نيران القتل والدمار.
وبدلًا من أن يقف الإمبراطور هيروهيتو ليعلن افتتاح أولمبياد 1940، تأجلّت كلمته المقتضبة 24 عامًا، لتعود طوكيو، وتحتضن أوّل دورة آسيوية.
استعادت الولايات المتحدة المركز الأوّل في ترتيب الميداليات من الاتحاد السوفياتي مع 36 ذهبية مقابل 30، وحلّت اليابان ثالثة «16».
وكانت الدورة باب الدخول الكبير للدول الإفريقية إلى «العالم الأولمبي» في ضوء استقلال غالبيتها، معزّزة حجم العالم الثالث، والمحور الجديد في المواجهات والمجابهات بين الشمال والجنوب. حضور انطلق خجولًا، ولا سيما أن عددًا كبيرًا من الوافدين الجدد تمثل ببعثات قليلة العدد.
وحضرت الجزائر، وساحل العاج، والكاميرون، والكونغو برازافيل، ومالي، والنيجر، والسنغال، وتانجانيكا، وزنزيبار، وترينيداد، وتوباجو، وتشاد، ومنغوليا، والدومينيكان، وماليزيا، ونيبال.
وحُرمت جنوب إفريقيا من الحضور، بسبب سياستها العنصرية، وغابت الصين غير المرتاحة للجار الآسيوي، الذي استعاد الوقوف على قدميه، وكانت تحضّر لتجربتها النووية الأولى.
وكانت ألعاب طوكيو مناسبة لتضع اليابان في مسرح الأمم، وأرادتها حكومتها فرصة ذهبية للعلاقات العامة، ولتظهر قدرتها وقوّتها في التنظيم، على الرغم من تقاليد شعبها، وعدم تفاعله وإظهار حماسته، علمًا بأن كل فرد فيه كان معنيًا بالألعاب «لأنها واجب وطني»، وبوادر الود والضيافة والتهذيب تجلت في حلة زاهية.
وأنفقت اليابان 3 مليارات دولار لتجديد عاصمتها، التي دُمّرت في الحرب العالمية الثانية. وشُيّدت منشآت تتخطى زمنها من حيث العصرية والمظهر الهندسي غير المألوف، وحمل الشعلة نحو المرجل الكبير لإيقاد نيرانه في افتتاح الألعاب يوشيموري ساكاي «19 عامًا»، الذي ولد في 6 أغسطس 1945 يوم إلقاء القاذفة «بي 29» المسماة «أينولا جاي» قنبلة «ليتل بوي» «الولد الصغير» على هيروشيما.
وبفضل شبكة «موندوفيزيون»، تابع 600 مليون شخص الدورة، فضلًا عن ظهور تقنيات جديدة في التصوير الفوتوغرافي وعدساته والنقل التلفزيوني، واستخدم المضمار الترابي «الصلصال» في ألعاب القوى للمرّة الأخيرة، كما راج استعمال الزانة المصنوعة من الألياف الزجاجية.
ونافست السباحة الأسترالية دون فرايزر الإرادة الشخصية، فحصدت ذهبية 100 م حرة للمرة الثالثة على التوالي، وعلى الرغم من اقترابها من سن الـ 30.
وودّعت السوفياتية الناعمة لاريسا لاتينينا صالات الجمباز بذهبيتين أضافتهما إلى سبع أخريات «نتاج دورات سابقة»، ورفعت مجموع ميداليتها في الألعاب إلى 18 ميدالية.