|


المجر والسوفييت.. رفض مصافحة.. ومعركة انتقامية صُبغت بالدم

أرفين زادور متأثرا بلكمات فلاديمير بروكوف في أولمبياد ملبورن 1956 (الفرنسية)
نيقوسيا ـ الفرنسية 2024.07.18 | 02:21 pm

جاءت المقابلة في كرة الماء بين السوفييت والمجريين ضمن دورة ملبورن الأولمبية عام 1956 ساخنة، وكانت معركة مائية في الحوض حيث لم تفز المجر 4ـ0 فقط، بل كسبت سمعة ودعاية دوليتين تخطتا البعد الرياضي للمناسبة.
وكانت نفوس المجريين مشحونة وتريد الرد بأي وسيلة على «الأخ الأكبر» الذي غزا بلدهم بنحو 200 ألف جندي ودخل عاصمتهم بودابست في 24 أكتوبر.
وحضرت بعثة المجر إلى ملبورن من دون أن تنجز استعداداتها، وفي طابور العرض وضع أفرادها شريطًا أسود على علمهم.
وقبل «المنازلة المائية»، رفض المجريون مصافحة منافسيهم، لكن الحقيقة المرّة في العلاقة المتأزمة بين الطرفين انفجرت لاحقًا وكان مسرحها حوض كرة الماء، حيث تواجه منتخباهما في مباراة تحوّلت إلى ملاكمة مائية صُبغت بالدم.
ونشب الاشتباك في الدقيقة 12 من المباراة عندما تقدم المجريون 4ـ0، وكانت المدرّجات تغلي بغالبية من مواطنيهم يصرخون «ليعود الروس إلى بلادهم»، وترد الأقلية «إنكم فاشيون».
ويبدو أن حكم المباراة السويدي سام سوكرمان توجّس شرًا من اللقاء، فطلب من الطبيب المناوب يونج كيرسي أن يوجد في الحوض لمساعدته حين تدعو الحاجة.
وصدقت توقعاته حين وجّه فلاديمير بروكوف لكمة «جارحة» إلى أرفين زادور، ولما صبغ دمه مياه الحوض هاج الجمهور وصرخ «قتلوا زادور»، علمًا أنه أصيب بجرح بسيط فوق حاجبه.
وتحوّل اللقاء سريعًا إلى تبادل للكمات بين تسديد الكرة وتمريرها، ما اضطر الحكم سوكرمان إلى إيقاف المباراة قبل انتهائها.
وخسر منتخب الاتحاد السوفياتي «النزال»، وقيل إن «المحتل نال جزاءه»، علمًا بأن الحادث طوّق خشية أن يترك تداعيات كبيرة تؤثر على مسار الألعاب وتعكّر المثل الأولمبية.
واحتفظ منتخب المجر باللقب الأولمبي وقد حقّقه للمرّة الرابعة بعد دورات 1932 و1936 و1952، وكان فوزه من أجل جمهورية تُنازع وبلد جريح.
لكن أيًا من أفراد المنتخب الفائز بالذهب لم يتجرأ على الرجوع إلى ربوع المجر.