|


أحمد الحامد⁩
ظروف.. وحكمة جوارديولا
2024-07-16
ينسى بعض الناجحين أن ظروفًا كانت في خدمتهم، ولا تلغي الظروف الجيدة موهبة الناجحين وتعبهم، لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق النجاحات الكبيرة لولا خدمة الظروف لهم. يلمع مقدم برامج لأنه يظهر على شاشة ذهبية، أو مقدم برامج إذاعية لأنه في إذاعة مسموعة أساسًا، ولو كانا في محطات أقل شهرة لقلة شهرتهما، وقد تقل كثيرًا عند البعض للدرجة التي لا يصبحون فيها ناجحين. الأمر كذلك في التجارة، نسبة كبيرة من رجال الأعمال ولدوا ونشؤوا في بيئة تجارية تعلموا منها، وورثوا أموالًا اختصرت لهم الكثير من الطرق والتعب، لا تلغي ظروفهم المناسبة جدارتهم لكنهم لن يحققوا نفس نجاحاتهم لولا الإمكانيات التي توفرت لهم، وقد لا ينجح الكثير منهم من الأساس. المدرب الشهير بيب جوارديولا يبلغ 53 عامًا، ولست متأكدًا إن كان هو الأكثر تحقيقًا للبطولات قياسًا مع عمره الذي قضاه في التدريب. شاهدت له مقطعًا جعلني أحبه كثيرًا، كان متواضعًا وواقعيًا، ولم ينسب تحقيق البطولات لنفسه فقط، بل لم يقبل عندما وصفته المذيعة بأنه أفضل مدرب في العالم، إجابة جوارديولا تُدرّس ويجب أن يقرؤها كل الناجحين، سواء كانوا في الرياضة أو الإعلام أو التجارة أو في التعليم، أجاب جوارديولا عندما وصفته المذيعة بالمدرب الأفضل في العالم «ما هو معنى جملة أفضل مدرب في العالم، لم أشعر يومًا بأني أفضل مدرب في العالم، عندما فزت مع برشلونة بـ 6 بطولات وفزت بثلاثيات لم أشعر بأني أفضل مدرب. أنا فزت بالبطولات لأني أمتلك لاعبين استثنائيين في أندية كبرى، هناك مدربون مذهلون في العالم لا يمتلكون هؤلاء اللاعبين المذهلين ولا هذه الأندية الكبرى. حسنًا أنا مدرب جيد واعتبريني الأفضل إذا أردت، لكن قم بإعطائي لاعبين ليسوا بجودة اللاعبين في مانشستر سيتي.. لن أستطيع الانتصار.. لن أستطيع الانتصار». كلام جوارديولا فيه إنصاف لنفسه قبل أن يكون فيه إنصاف للاعبين والأندية الكبرى وزملائه المدربين، ولا أظنه سيستمر بكل الانتصارات المتوالية لو لم يكن بمثل هذه العقلية العاقلة والمتواضعة.
* أحمد خالد توفيق: أود أن أبكي وأرتجف وألتصق بأحد الكبار، ولكن الحقيقة القاسية هي أنني أحد الكبار !.