|


أحمد الحامد
العالم الذي نعيش
2024-07-10
ـ في العالم الذي نعيش لا يحدث التغيير فجأة، إنما يبدأ صغيرًا حتى يكبر مع الوقت ونعتاد عليه، حدث التغيير في عالم الاتصال عبر رسائل البريد المدفوع أولًا «1840»، كانت حينها خدمة متميزة، ثم ظهر الهاتف الثابت الذي بدأ ينتشر في العالم خلال عشرات السنوات، ثم بدأ عصر الهاتف المحمول بعد أول ظهور له «1973» لكنه احتاج 20 عامًا ليُقدم كجهاز يستطيع العامة شراءه، بعد ذلك احتاج الهاتف المحمول حوالي 20 عامًا ليتحول من مسموع إلى مرئي، كل هذه التحولات أخذت وقتها، لكن الذي لم أفهمه كيف هبط علينا الذكاء الاصطناعي بهذه السرعة؟ لماذا لم يأخذ الوقت في التغيير مثلما حدث في عالم الاتصالات، فمن غير المعقول أن نقرأ كل عدة أشهر تحديثًا للوظائف الجديدة التي سيحل الذكاء الاصطناعي بديلًا عنها!. تخيلوا أن أغاني جديدة كتب كلماتها الذكاء الاصطناعي، ورسمة فازت في مسابقة رسم شهيرة اعترف صاحبها بأن الذكاء الاصطناعي هو من رسمها، وأعلنت إحدى السيدات عن عزمها الزواج من الشخص الإلكتروني الذي يتحدث معها عبر التطبيق، لأنه حسب قولها رجل متّفهم، يسمعها بشكل جيد ولا يقاطعها، ولا ينتقص من تفكيرها، ولا يتفلسف عليها، ومع أنه قال لها إنه لا يستطيع الزواج إلا أنها قبلت به، وقالت إنها راضية بالصورة التي هو عليها! آخر ما قرأته أن إحدى سكك الحديد في اليابان سوف تستعين بروبوتات لتصليح السكك الحديدية، أي الذكاء الاصطناعي والروبوتات دخلوا حتى في الأعمال الشاقة التي كنّا نعتقد أنها بعيدة عن الروبوتات! رجال الأعمال ملاك الذكاء الاصطناعي يستولون على الوظائف، هم مهووسون بتحويل كل الأعمال البشرية إلى تقنية. قبل أسبوع اتصل بي أحد الزملاء قائلًا: أستمع للمذيع الأجنبي على المحطة الفلانية وسأعاود الاتصال بك، استمعت إليه، كان أداؤه ممتازًا، صوته رخيم دافئ، ثم اتصل بي الصديق وسألني عن رأيي، أبلغته إعجابي بالمذيع، ففاجأني الصديق: هل تعلم بأنه مذيع ذكاء اصطناعي؟! سكت عدة ثوانٍ.. ولم أجد ما أقوله سوى: الله لا يبشرك..
ـ أعتقد أن النسبة الأكبر من الابتكارات جاءت عن طريق الصدفة، الميكرويف مثال واحد على ذلك، لكن الصدف لم تساعد المبتكرين في مجال العلوم فقط، حتى في المأكولات يتضح لنا أن العديد منها ابتكرت عن طريق الصدفة. احتفل محبو سلطة سيزر بمرور 100 عام على ابتكارها. في الرابع من يوليو 1924 وفي يوم الاستقلال الأمريكي عبرت جموع من الأمريكيين الحدود لتناول المشروبات الممنوعة حينها في الولايات المتحدة، واضطر الطاهي الإيطالي سيزار كارديني بعد نقص المكونات أن يضع كل ما تبقى لديه في صحن خشبي وتقديمه كسلطة! أعجبوا بالطبق الذي انتقل من تيخوانا المكسيكية إلى جميع أنحاء العالم.
ـ إيكاترينا سيفانوفا: من الضروري أن يعرف الناس بطريقة أو بأخرى أن أهم شيء في الحياة هو عدم البحث عن الأشياء البعيدة، السعادة دائمًا ما تكون قريبة جدًّا».