|


مدير الفتح السابق يكشف سر الرحيل السريع والعرض الشبابي وانطباعات النجوم عن «روشن»

إنوستين: استمعوا إلى مانشيني

حوار: إيمانويل روسو 2024.07.09 | 12:36 am

وصل الإيطالي نيكولا إنوستين، اللاعب المعتزل والتنفيذي المحترف في عالم كرة القدم، إلى نادي الفتح منتصف يونيو 2023 للعمل مديرًا رياضيًا، وبعد نحو ثلاثة أشهر فقط وجَّه النادي، في بيانٍ رسمي، الشكر له على الفترة القصيرة التي قضاها في الوظيفة، معلنًا عن رحيله.
عُيِّن إنوستين في نهايات عهد سعد العفالق، الرئيس السابق، وانتهى دوره في عهد منصور العفالق، الرئيس الحالي.
وأرجع لـ «الرياضية» الإيطالي، في حوارٍ مطوّل، مغادرته النادي سريعًا إلى تفضيل الإدارة الجديدة عدم العمل مع مديرٍ رياضي، واستدلّ بعدم تعيين خلفٍ له، مبديًا رضاه عما قدّمه خلال الأشهر الثلاثة، ومشيرًا إلى ثناء الكرواتي سلافين بيليتش، مدرب فريق الفتح الأول لكرة القدم عليه.
وكشف إنوستين، الذي بدأ العمل الإداري الرياضي عام 2011، عن تلقّيه عرضًا العام الماضي لتولي منصب المدير الرياضي في نادي الشباب، مؤكدًا تفضيله العرض الفتحاوي بسبب ما لمسه من حماسةٍ وتفانٍ في حديث سعد العفالق معه.
وتطلّع اللاعب المعتزل، البالغ من العمر 47 عامًا، إلى العودة للعمل في الرياضة السعودية، وربط بين استمرار تطور أندية دوري «روشن» وزيادة أعداد التنفيذيين المحترفين في مختلف قطاعاتها، بما يعزز الكفاءة الإدارية ويُحدِث قفزات نوعية ويقود إلى استدامة العمليات.



01 كيف بدأت العمل في السعودية؟ هل تلقيت عرضًا منفردًا أم كانت لديك اتصالات قبلها من بعض الأندية؟
بدأت في زيارة السعودية، الدولة التي أحبها، قبل خمسة أعوام، وتعاونت مع وزارة الرياضة ومعهد إعداد القادة لتنظيم العديد من الندوات وورش العمل للمدربين وعن الوقاية من الإصابات. وفي عام 2021، شاركت في تنظيم البطولة الدولية الخيرية «UNBEATABLE CUP» تحت رعاية أكاديمية «مهد» التي استشعرت أهمية الوقاية من الإصابات ونشر المعرفة عن الذبحة القلبية. حينما بدأنا في إجراءات البطولة، التي شهدت مشاركة فرق مثل روما وفيورنتينا من إيطاليا وريال بيتيس وإشبيلية وإسبانيول من إسبانيا، اشترينا أجهزة للصدمات الكهربائية وتبرعنا بها للعديد من فرق الشباب والناشئين، ضمن برنامج وقائي عرضته على وزارة الرياضة لجعل المسابقات السعودية محميّة قلبيًا وأحد أكثر المسابقات أمانًا في العالم، للرياضيين المشاركين فيها والجماهير الحاضرة لها. وفي بداية عام 2023، اتصل بي محمد المنجم، أحد أعضاء مجلس إدارة نادي الشباب آنذاك، مبديًا رغبته في تعييني مديرًا رياضيًا في النادي إذا فاز بكرسي رئاسته، وحظِيت في الوقت نفسه بفرصة مقابلة سعد العفالق، رئيس مجلس إدارة نادي الفتح آنذاك، وقد استوقفتني كثيرًا حماسته. وبعد زيارة بسيطة للأحساء ومشاهدة مركز التدريبات الخاص بالفتح وملعب النادي، الذي كان قد شارف على نهاية أعمال بنائه، شعرت أن الفتح هو النادي الأنسب وصاحب المشروع الأفضل لي.



02 كيف استطاع الفتح إقناعك، وماذا كان مشروعه؟
كما قلت، استوقفتني الحماسة والتفاني اللذين أظهرهما سعد العفالق، بالإضافة إلى إعجابي بمركز التدريبات الخاص بالنادي وبناء الملعب. الظروف المناسبة توفّرت في المشروع الذي أرغب في قبوله.



03 كيف تصف تجربتك في الفتح بعدما قضيتَ ثلاثة أشهر وتركت، على الرغم من ذلك بنيتَ فريقًا بميزانية بسيطة؟
بقيتُ في النادي ثلاثة أشهر بسبب الانتخابات اللاحقة، ولم تكن اللوائح تسمح للرئيس بإعادة انتخاب نفسه، كان ذلك يعني رحيله هو وأعضاء مجلس إدارته. ولكي لا أوضع في موقف وصول رئيس ناد جديد لا يرغب في المدير الرياضي، وقعتُ عقدًا لمدة عام مع بند يتيح لكلا الطرفين إلغاءه بالتراضي بعد ثلاثة أشهر. قبلتُ بالعرض لأنني أعرف أنه حتى لو كانت الفترة ثلاثة أشهر، فإنه يمكنني القيام بأمور جيدة للنادي وخوض تجربة مميزة لي للمستقبل. على الرغم من ذلك، أنا لا أقبل بالعقود القصيرة، لأنها لا تعكس الاحترافية التي أريد تقديمها للنادي الذي يرغب في التوقيع معي. والوقت الذي قضيتُه في الفتح كان رائعًا وساعدني على فهم الثقافة السعودية بصورة ممتازة.



04 ما الشيء الذي تنسب الفضل فيه لنفسك فيما يتعلق ببناء فريق الفتح الذي خاض الموسم الماضي من دوري «روشن»؟
تستشعر قيمة الأشخاص في الحياة حينما تخسرهم، وأعتقد أن هذا ما حدث في نادي الفتح. وكما قلت، الفترة التي قضيتُها في النادي كانت قصيرة لأطوّر ما ينبغي تطويره بما يتواءم مع مستوى الاحترافية التي يجب أن يصل إليها أي نادٍ يسعى للتطور، خاصة مع الانتشار الواسع للدوري السعودي للمحترفين. وأكثرَ من أي عضو آخر في النادي، أثنى المدرب سلافين بيليتش على عملي وعبّر عن رضاه عما أفعل، وقال لي أكثر من مرة إنني أفضل مدير رياضي عمِل معه على مدى مسيرته. أعتقد أن هذه الشهادة ليست فقط نتيجة الكفاءة والاحترافية التي أُكرِّسها في عملي طوال الأعوام الماضية، لكن أيضًا بفضل خلفيتي كلاعب كرة قدم سابق، لذا أستطيع التنبه للاحتياجات التي يرغب فيها اللاعب والمدرب والعاملون في الطواقم المساعدة وتلبيتها.



05 كيف ولماذا اخترت الكرواتي سلافين بيليتش لقيادة المشروع؟ أم أن النادي اتفق معه قبل وصولك؟
قبل اختيار بيليتش، قابلنا العديد من المدربين الذين اتفق عليهم رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته. اقترحت مدربَين إيطاليين، أحدهما فرانشيسكو فاريولي الذي يدرب حاليًا فريق أياكس أمستردام الهولندي. وبحسب أعضاء مجلس الإدارة، فإن سيرته الذاتية لم تكن لائقة بنادي الفتح. وبعد أسابيع من المقابلات، اتفقنا على تعيين بيليتش. وأستطيع القول إنني توقعت، بعد مكالمتي المرئية الأولى معه، أن أعمل معه بصورة رائعة، وبالطبع كان ذلك ما حدث.



06 بدأتم بشكل رائع مع الفتح والنتائج كانت مقنعة، ما الذي جعلك تغادر بعد فترة قصيرة كهذه؟
تَغيُّر الرئيس وأعضاء مجلس إدارته أوجد الحالة التي توقعها سعد العفالق تمامًا. فبعد نهاية الأشهر الثلاثة، فضّلت الإدارة الجديدة عدم العمل مع المدير الرياضي.



07 كيف كان العمل داخل الفريق؟ هل كان يشبه ما يحدث في أوروبا؟
السعودية مرّت، ولا تزال تمر، بتغييرات جذرية على مستوى كرة القدم منذ وصول كريستيانو رونالدو. في البداية، شمِلت تلك التغييرات اللاعبين والمدربين، لكن ليس من يديرون الفرق. فعلى سبيل المثال، لم يكن منصب المدير الرياضي موجودًا في أندية دوري روشن السعودي سوى في ناديين فقط، الفتح بوجودي والنصر بوجود جوران فوسيفتيتش. وكان الاعتقاد السائد أن وجود مدربين ولاعبين كبارًا يكفي لإدارة النظام العام في نادي كرة القدم بطريقة احترافية. ولتدير ناديًا ما بطريقة احترافية، فإن امتلاك الشغف وحده لا يكفي، بل يتطلب قدرات احترافية قادرة على إدارة النادي وإخراج أفضل ما لدى الموارد البشرية المحلية، التي ستنمو بعملها مع الكفاءات المحترفة.



08 ما السبب الذي أخبروك به ودعاهم إلى الاستغناء عنك؟
كلُّ قرارٍ في النادي يجب أن يوافق عليه عدد من الأعضاء.. المدير التنفيذي، والرئيس، وأعضاء مجلس الادارة. وهذا القرار لم يكن قرارًا فرديًا. وحقيقة أن دَوري لم يقم أحدٌ بشَغرِه يعطيك إيحاءً برغبتهم في عدم وجود مدير رياضي يدير زمام الأمور في النادي، ليأخذوا الحرية التامة في صنع القرارات وتنفيذها.



09 برأيك، ما المجال الذي كنت ترى أن منظومة الفتح قادرة على إحراز تطور سريع فيه؟
أنا شخص طموح، وحينما سألني منسوبو رابطة دوري المحترفين عن هدف نادي الفتح قلت لهم أحد المراكز الأربعة الأولى في الموسم الماضي.



10 المراكز الأربعة الأولى على الرغم من الميزانيات التي تحظى بها أندية الرياض وجدة؟
أنا أعي أنه لتُحقّق أمرًا كبيرًا، يجب أن نسعى للتطور يوميًا، وهذا يشمل كلَّ فردٍ داخل النادي ليُظهِر نسخةً أفضل منه كل يوم عن اليوم الذي يسبقه.



11
هل عمِلتَ بشكل جيد مع الأشخاص الموجودين داخل النادي؟
وجدتُ في الفتح أشخاصًا بإمكانات رائعة في كل القطاعات ويتطلعون للتطور يوميًا، وهذا أسهم في رفع المستوى العام في النادي. هؤلاء الأشخاص يحتاجون للدعم والفرصة للتعبير عن ذاتهم ولإخراج قدراتهم، وهنا يأتي دور إدارة القادة.



12 كيف يمكن أن يقنع نادي الفتح لاعبًا يملك عرضًا من نادٍ آخر؟ لماذا هم أفضل من أي نادٍ منافس مع نفس الإمكانات المادية مثلًا؟
الجوانب المالية والمشروع الرياضي أمور مهمة، لكن يجب أن يعرف اللاعب أنّ النادي يفهم ما هو مهم له ولعائلته، وهذا ما يعطي أفضليةً لنادٍ على الآخر. وأول الأمور التي طلبتها من المركز الإعلامي في الفتح تجهيز ثلاثة عروض مرئية لثلاثة أهداف مختلفة، عرض مؤسساتي يشرح تاريخ النادي وتنظيمه الإداري، وعرض عن المدينة للاعبين وعائلاتهم نزودهم فيه بأبرز المعلومات عنها، كالمستشفيات والمطارات والمدارس والمطاعم ومراكز التسوق، وعرض عن الشركات الراعية للنادي.



13 صف لنا هيكلة المشروع ورؤيتك الرياضية لنادي الفتح؟
حينما تعيّن مديرًا رياضيًا من المهم أن تقوم بتمكينه، لا أن تعيّنه لأنه أحد الأمور التي يجب أن توجد في النادي لغرض الوجود. أنا أحب العمل واستثمار مجهوداتي داخل نادي كرة القدم. رغبت في القيام بالكثير للفتح وجماهيره، لكن لم أحظ بالوقت الكافي. أعتقد أن القيام بالأمور بصورة صحيحة داخل نادي كرة القدم ليس معقدًا إذا امتلكت التواضع وراقبت الأندية المنظَّمة وطبقت ما يطبقونه داخليًا. وحينما غادرت الفتح، نُعتُّ بوصف «المبالَغ في أوروبيته»، كوني امتلكت عقلية أوروبية. لقد كانت الحقيقة مباشِرة: لتعمل في نادي كرة القدم، عليك أن تفهم اللعبة، لعبة كرة القدم هكذا في العالم، وفي كل العالم الجميع يسعى للمثالية في كل أرجاء النادي.



14 أنت صديق مقرب لروبرتو مانشيني، وعلى الأرجح تحدثت معه قبل استلامه مهمة تدريب المنتخب السعودي، فما الذي أخبرته به؟
تحدثت معه بعد نهاية فترته مدربًا للمنتخب الإيطالي، وأخبرته برؤية السعودية العامة وليس فقط عن كرة القدم. ذكرت له أنه يوجد في السعودية 40 مليون نسمة لتحدد وتراقب وتشاهد المواهب الموجودة فيها المؤهلة لتمثيل المنتخب السعودي مستقبلًا. وبالطبع المنتخبات الوطنية تحتاج للوقت أكثر، لأن ثقافة العمل يجب أن تُغرَس أكثر، وفوق هذا كله، اللاعبون السعوديون يجب أن يتم توجيههم في الجوانب التي يحتاجونها ليصبحوا تنافسيين على أعلى المستويات الدولية. روبرتو أخبرني أنه في كل مكان ذهب إليه، غرًس آلية عمل يستطيع النجاح بها في كل فريق أشرف عليه. يجب أن يستمع الناس إلى مانشيني. مثل أي مدرب، يجب أن يُستَمع إليه وأن يتمّ دعمه. دون ذلك، لن يتسنى الاستمتاع بقدراته كمدرب كرة قدم وكشخص.



15 هل سنراك تعود للعمل في السعودية مستقبلًا؟
لا أطيق الانتظار للعودة إلى العمل والمساهمة في نمو الرياضة وكرة القدم، خاصةً في السعودية. هو مكان تستطيع إيجاد الأثر فيه لأن مجال التطور كبير للغاية.



16 ما الذي يدفعك إلى العودة، غير الأموال؟
لأكون صادقًا، الإداريون الذين يعملون في أنديةٍ غيرُ مستحوذٍ عليها من الشركات لا يتلقون رواتب مثل التي في أوروبا، على عكس اللاعبين والمدربين، وهذا بالنسبة لي قد يشكّل مشكلة. ولتزيد من مستوى الاحترافية، من الضروري رفع أعداد التنفيذيين المحترفين في القطاعات الأخرى. حتى اللحظة، أنا لا أشاهد إلا الهلال والنصر والاتحاد والأهلي الذين عيّنوا هؤلاء المحترفين، من مديرين تنفيذيين، ومديري عمليات، ومديرين رياضيين، ويعطونهم رواتب أعلى مما قد يتقاضونه في أوروبا. خلال فترتي في دوري «روشن»، لم أركّز على الأجور، على الرغم من العروض المغرية التي جاءتني من إيطاليا والبرازيل. نظرتُ إلى فرصة العمل في الدوري السعودي بحُلّته الجديدة من الداخل، وأنا سعيد بهذا الاختيار. درستُ وتعلمتُ ثقافة جديدة، وأنا مهتم بنسبة 100 في المئة مثلما أخبرتك بالعمل هناك.



17 هل تؤمن أن ما يحدث في السعودية أكبرُ عملية تحوّل في تاريخ كرة القدم؟
بالتأكيد، الموارد الموجودة في السعودية يمكنها توفير الدعم المطلوب لصنع دوري تنافسي. وعلى الرغم من ذلك، ولضمان استمرار تنافسية الدوري ووصوله للمستويات التي وصلت إليها الدوريات الكبرى، فمن الضروري تعزيز جودة الكفاءات الإدارية الموجودة داخل الأندية، وليس فقط في الجوانب الفنية من مدربين ولاعبين.



18 هل تحدثت مع نجوم موجودين في الدوري السعودي ؟ وكيف وجدوه؟
نعم، لكن لن أذكر الأسماء. أستطيع إخبارك أن جميع من تحدثت معهم يقولون إن جودة اللعب ممتازة، ولكنهم يعانون من عدم وجود مراكز تدريب حديثة ويشتكون من غياب قطاع المساندة الاجتماعية داخل الأندية التي تمكّنهم هم وعائلاتهم من التأقلم داخل البلاد. كل اللاعبين الكبار الذين جاءوا إلى السعودية وجدوا حقيقة مختلفة عن التي اعتادوا عليها. في هذا الأمر تحديدًا تكمُن أهمية قطاع المساندة الاجتماعية، أو وجود فريق من المديرين الأكفّاء الذين يمكنهم مساعدة هؤلاء اللاعبين على التأقلم بصورة أسهل، ما يجعلهم يستفيدون من مستويات اللاعب داخل أرضية الميدان.



19 شاهدتك أخيرًا برفقة جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورأيتك حاضرًا في دبلوم نخبة «فيفا» ضمن برنامج الإدارة الرياضية التعليمي.. ما فائدته؟
تخرجت أخيرًا بشهادة دبلوم الإدارة الرياضية من «فيفا»، في رحلة استمرت 20 شهرًا، دخلنا فيها إلى عمق الأندية المحترفة حول العالم. ما يجعلني فخورًا بهذه الشهادة هو أنه تم اختياري مع 40 شخصًا آخر من بين 450 متقدمًا محترفًا في رياضة كرة القدم. هدف هذا البرنامج التعليمي هو تزويد المتقدم بالمعرفة اللازمة والأدوات الضرورية لفرض الاحترافية والاستدامة داخل الأندية، وهي مسألة مهمة أكثر من أي وقت مضى لصناعة مشاريع رياضية مستدامة. شبكة العلاقات التي طورتُها كانت رائعة، وأن تكون حاضرًا مع الأفضل في هذا المجال فهذا أمر رائع حقًا.



20 ما الذي يجب على الأندية السعودية فِعلُه لتحدُث القفزة الكبرى في كافة النواحي؟
النمو والتطور الذي حدث في الدوري السعودي منذ الموسم الماضي أوجد فضولًا واهتمامًا عالميًا. وعلى الرغم من وجود الكثير من هوامش التحسن، إلا أن المسار الذي يسير فيه المشروع السعودي صحيح. ستقفز الأندية السعودية قفزات نوعية إذا أعادت تنظيم هياكلها الإدارية من خلال إضافة محترفين أجانب في الأدوار الرئيسة في الإدارات، مثل المديرين التنفيذيين ومديري العمليات والمديرين الرياضيين ومشرفي الأكاديميات، ليعملوا جنبًا إلى جنب مع المديرين المواطنين. هؤلاء المحترفون سيضعون الهياكل الإدارية اللازمة لاستدامة العمليات بشكل صحيح داخل الأندية.



21 ما رأيك في مستوى الدوري الحالي، هل تطوّر كما رغِبت؟
تغيّر كل شيء منذ عام تقريبًا، وفارق النقاط في جدول الترتيب يعكس ذلك، وأؤمن أيضًا أن تغيير نظام الأجانب بزيادة العدد إلى 10 لاعبين، من بينهم 2 تحت سن 21 عامًا، لن يسهم فقط في تقليل معدل الأعمار الخاص بالتشكيلات الأساسية في المباريات، وإنما سيسمح أيضًا بامتلاك حلول عالية الجودة في دكة البدلاء، وسيعني جلب 36 لاعبًا أجنبيًا شابًا لدوري «روشن»، لذا سيراقبه الكشّافون من مختلف دول العالم، وسيسمح ذلك للأندية بحصد مداخيل أكبر من خلال عمليات بيع اللاعبين.



22 ما رأيك في اللاعب المحلي بعد عام كامل من الاحتكاك مع النجوم الدوليين؟
التدرّب والتنافس مع اللاعبين الدوليين الذين جاءوا الموسم الماضي مفيد بطبيعة الحال للاعب السعودي، لكن أعتقد أن الاستثمار في المواهب الشابة منذ سن مبكرة في الأندية هو الأهم لمستقبل الكرة السعودية. وعلى المستوى المحلي، أعتقد أن أكاديمية «مهد» تتوافق كثيرًا مع توجهاتي ونظرتي الرياضية. وعبد الله حماد، رئيس الأكاديمية، يؤدي عملًا رائعًا للغاية لتوفير أفضل سبل التدريب للاعب السعودي الشاب. وإقناع شخصيات تدريبية لامعة في هذا القطاع، مثل مايك بوج الذي عمل في أكاديمية لاماسيا في برشلونة، بالقدوم إلى «مهد» دليل كبير على الرغبة في تطوير المواهب السعودية بأفضل الطرق. وسيكون مهمًا لهؤلاء اللاعبين حينما يصلون إلى سن معينة أن يخوضوا تجارب احترافية خارج السعودية، ليتنافسوا مع المواهب من نفس فئتهم العمرية ويعرفوا طريقة التفكير العالمية، وهي أمر مهم في التداخل مع المجتمع الرياضي الدولي لكرة القدم. وفي هذا الشأن، مشروع صقور المستقبل يمثل فرصة رائعة للاعبين السعوديين الشباب، ودوري الدرجة الأولى السعودي أيضًا.



23 هل توجد طريقة أمام الأندية التي لم تستحوذ عليها الشركات لأن تصبح أفضل، إن استثنينا الجانب المادي؟
كما قلت لك سابقًا، نصيحتي لكل الأندية غير المخصّصة أن تستثمر في الكفاءات الإدارية التي يمكنها أن توجِد التنظيمات الإدارية اللازمة في كل القطاعات المتعلقة بنادي كرة القدم، من جانب فني وإداري. إذا جلبوا هذه الكفاءات، فحينها ستكون دقة عملياتهم الإدارية أعلى، وسترتفع نسبة نجاح عمليات الانتقال، والتي ستوفّر، بغض النظر عن سعرها، الأداء المطلوب داخل أرضية الميدان.



24 ما هي لحظتك المفضلة في السعودية العام الماضي؟
كل لحظة قضيتها في السعودية كانت رائعة ومليئة بالمشاعر بسبب ضيافة السعوديين الرائعة، ورغبتهم في مشاركة عاداتهم وتقاليدهم والمعرفة عن الآخرين، كل ذلك كان رائعًا. إذا طلبت مني أن أذكر لحظة واحدة، ستكون رحلتي إلى العلا مع مجموعة برنامج دبلوم الاتحاد الدولي لكرة القدم.



25 بعيدًا عن أهدافه، هل قدّم كريستيانو رونالدو تأثيره المرجو منه؟
كريستيانو رونالدو أحد أهم المحفزات لما يحدث في المشهد الرياضي السعودي. رونالدو ليس أسطورة كروية فحسب، بل قدوة في الالتزام والاحترافية. بعمر 39 عامًا، لم يصبح هداف دوري «روشن» بـ 35 هدفًا ويكسر الأرقام فحسب، بل استمر في إظهار العقلية للاعب المحلي والأجنبي، التي يجب أن يتّبعُها أي لاعب طوال مسيرته. ووجوده رفقة العديد من النجوم العالميين الذين انضموا إلى الدوري الموسم الماضي أسهم في رفع المستوى داخل وخارج أرضية الميدان.


إنوستين: استمعوا إلى مانشيني