|


خاميس.. عاد إلى أمريكا فأصبح الأفضل في الكوبا

خاميس رودريجيز قائد منتخب كولومبيا الأول لكرة القدم (أرشيفية)
القاهرة ـ أحمد مختار 2024.07.08 | 10:41 pm

منها وإليها يعود، هكذا يمكن وصف مسيرة الكولومبي خاميس رودريجيز مع قارته أمريكا الجنوبية، تلك القارة التي بدأ فيها ممارسة كرة القدم والحصول على بعض الشهرة، قبل الاحتراف في أوروبا مع أكبر أندية القارة العجوز، ثم العودة من جديد إلى الجذور ليواصل التألق، ويفرض نفسه كأحد أفضل لاعبي بطولة كوبا أمريكا 2024 حتى الآن.
بدأ خاميس مسيرته الكروية في إنفيجادو، أحد أندية بلاده كولومبيا، ثم انتقل إلى فريق بانفيلد الأرجنتيني، ليتألق بشكل لافت مع فريقه الجديد، ويصبح هدفًا لأكثر من فريق أوروبي، حتى نجح مسؤولو بورتو في الحصول على خدماته بشكل رسمي عام 2010.
وأصبح رودريجيز معروفًا في أوروبا خلال فترة وجوده في بورتو، إذ سجل 25 هدفًا في 63 مباراة، وتوج بأكثر من قلب مع تنين الدراجاو، لينتقل إلى موناكو عام 2013 مقابل نحو 45 مليون يورو، ويسجل 9 أهداف في 34 مباراة مع فريق الإمارة الفرنسي.
وكانت بطولة كأس العالم 2014 بمثابة نقطة تحول في مسيرة اللاعب، بعد أن قاد بلاده للتأهل إلى ربع النهائي، مع تسجيله 6 أهداف وصناعته هدفين، ليتوج بجائزة هداف المونديال الذي أقيم في البرازيل، وينتقل بعدها إلى صفوف ريال مدريد الإسباني مقابل نحو 75 مليون يورو.

لم تتوقف نجاحات خاميس عند هذا الحد، إذ اختير ضمن فريق الموسم في الليجا خلال موسم 2014-2015 مع ريال مدريد، وحقق لقب دوري الأبطال مرتين، عامي 2016 و2017، قبل انتقاله إلى بايرن ميونيخ الألماني خلال الفترة من 2017 وحتى 2019، وبعدها ارتدائه قميص إيفرتون الإنجليزي في موسم 2020-2021.
وبعد لعبه مع إيفرتون لمدة موسم واحد، تحولت مسيرة خاميس رودريجيز بعض الشيء من خلال قلة مشاركاته، لينتقل إلى الريان القطري مقابل 8 ملايين يورو، إلا أنه لم يتأقلم في المنطقة العربية ليسجل 4 أهداف فقط في 13 مباراة مع فريقه الجديد، ويفضل العودة من جديد إلى القارة الأوروبية عبر بوابة أولمبياكوس اليوناني.
وفي عام 2023، بعد 13 عامًا من مغادرة أمريكا الجنوبية، عاد إلى القارة بالانضمام إلى نادي ساو باولو البرازيلي، الذي نجح معه في استعادة بريقه المفقود، ليشارك في 18 مباراة بمختلف المسابقات، ويعود من جديد ليصبح النجم الأول في تشكيلة منتخب كولومبيا، على الرغم من وجود عدد من أبرز اللاعبين مثل لويس دياز، وكوردوبا، وغيرهما.
تكتيكيًا، يتمركز رودريجز في كثير من الأوقات بين الوسط والهجوم، كلاعب هجومي يتحرك بين الأطراف والعمق، ويعود كثيرًا إلى المنتصف من أجل طلب الكرة، لذلك فهو أقرب إلى صانع اللعب الذي يبدأ في مركز الجناح ثم يتحول إلى قلب الملعب، من أجل التمرير أو التسديد على المرمى.
ويتمتع خاميس بمهارة واضحة في الاحتفاظ بالكرة، لذلك فإنه يستطيع إيصال زملائه إلى المرمى بتمريراته المحكمة، كما يكون بمقدوره تسجيل الأهداف بفضل ميزة التسديد بعيد المدى، ليحافظ على موقعه كأهم عناصر الخطورة في تشكيلة المدرب نيستور لورينزو.
هذا وخطف رودريجيز الأضواء من الجميع في منافسات كوبا أمريكا 2024، ليصبح اللاعب الأكثر صناعة للأهداف، بـ5 تمريرات حاسمة في أول 4 مباريات، كما سجل هدفًا، ليسهم في 6 أهداف حتى الآن بالبطولة القارية.
وتفوق خاميس رودريجيز على جميع لاعبي كوبا أمريكا، بمن فيهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ليكون النجم الأهم على مستوى صناعة الفرص والأهداف، حيث قاد منتخب بلاده كولومبيا للتأهل إلى نصف النهائي، بعد الفوز على خصمه بنما بخماسية نظيفة.
وأصبح رودريجيز على بعد مباراتين فقط من التتويج القاري مع منتخب كولومبيا بلقب كوبا أمريكا، خاصة أن اللاعب لم يتوج قبل بأي بطولة قارية أو دولية مع منتخب بلاده، حيث كان المركز الثالث في بطولة كوبا أمريكا 2016 هو الإنجاز الأبرز في مسيرته دوليًا.