|


خالد الربيعان
قفزات نوعية
2024-07-08
أصبح الجميع الآن يعرف أهمية الخصخصة للأندية في المملكة العربية السعودية بعد أن نجحت التجربة في الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، وغيرهم من الأندية التي لاقت نجاحًا كبيرًا في الآونة الأخيرة على المستوى الرياضي وأيضًا المالي، فالخصخصة أصبحت المنهج الأساسي الذي تسير عليه الدول الحديثة في العصر الحالي، وكلنا رأينا أمثلة أندية الدوريات الإسبانية والإنجليزية والإيطالية والألمانية التي كانت تعاني من تخمة الديون، بل والعديد منها كان قاب قوسين من الإفلاس، كما حدث لأحد عمالقة أندية أوروبا بوروسيا دورتموند في مطلع الألفية، وإعلانه الإفلاس، حتى تم خصخصتها وبيعها لرجال الأعمال لتحقق بعدها أرباحًا خيالية، أما الآن فالصورة مغايرة تمامًا والأندية التي كانت تتكبد الخسائر في الماضي أصبحت تجني المليارات، فقد أعلنت شركة «ديلويت»، في تقريرها، أن مسابقات الدوري الخمس الكبرى، وهي: الإنجليزي، الألماني، الإسباني، الإيطالي، الفرنسي، قد حققت إيرادات بقيمة 19.6 مليار يورو، بزيادة قدرها 14 في المئة، كما أعلنوا إجمالي أرباح تشغيلية «500 مليون يورو»، كما شهدت أندية الدوري الإنجليزي «البريميرليج» أيضًا تجاوز إيراداتها 6 مليارات جنيه إسترليني، لأول مرة، بفضل نمو بنسبة 11 في المئة، مع تجاوز متوسط الإيرادات 300 مليون جنيه إسترليني، وكل هذا بفضل الخصخصة، فدعونا نلحق بركب التقدم.
إعلان وزارة الرياضة الأخير والجميل عن أسماء 14 ناديًا من مختلف الدرجات، ستتم خصخصتها بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص، وذلك ضمن المسار الثاني لمشروع خصخصة الأندية الرياضية، أمر أشبهه بطوق نجاة لبعض الأندية السعودية التي تعاني ماليًا وإداريًا ورياضيًا، فهذا التحول الكبير من خلال مشروع استثمار وتخصيص الأندية يهدف لتحقيق نهضة رياضية شاملة ومسار اقتصادي رائع.
ودعوني أذكركم مرارًا وتكرارًا بأن مشروع الخصخصة سيستهدف تحقيق قفزات نوعية للأندية السعودية من خلال تطوير كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، كما تستهدف زيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، ورفع القيمة السوقية للدوري من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال، وهذا ما لا نريد أن ننساه.