|


أحمد الحامد⁩
كلام في «يورو 2024»
2024-07-08
الآن وبعد تأهل أربعة منتخباتٍ إلى نصف نهائي «يورو 2024»، أستطيع القول: إنها بطولةٌ عادلةٌ، لأن جميع المنتخبات التي غادرت، لم تستحق أكثر مما وصلت إليه، وأستثني المنتخب السويسري، إذ قدَّم كرةً جميلةً، وخرج بركلات الترجيح من ربع النهائي.
المنتخب الكرواتي بعد خروجه، ودَّع جيلًا، سيصعب تكراره قريبًا، فتعويض لاعبٍ بحجم لوكا مودريتش، سيأخذ وقتًا طويلًا، ليس على المنتخب الكرواتي فقط، بل وعلى الكرة العالمية بشكلٍ عامٍّ. إنه من طراز اللاعبين الذين وُلدوا، ليلعبوا كرة القدم. جميعنا نسينا المنتخب الإيطالي بعد مغادرته من دور الـ 16، نسيناه لأنه لم يقدِّم ما يبقى في الذاكرة، أو ما يجعلنا نتعاطف معه! كان اللاعبون أشبه بالوارثين الذين لم يحافظوا على ميراثهم! كل ما كان يربطهم بالمنتخب الإيطالي، هي قمصانهم الزرقاء فقط!
المنتخب الهولندي، أكد لنا أنه منتخبٌ قوي بعد فوزه على تركيا، لأنه عاد وسجل هدفين أمام منتخبٍ، يتكتَّل دفاعيًّا، ويلعب بحماسٍ.
أمَّا الألمان، فخروجهم عادلٌ، لأن عدم خروجهم، يعني خروج إسبانيا، وهي الأفضل، كما أن المنتخب الذي يقصي ألمانيا المستضيفة، يستحقُّ الوجود في المباراة النهائية على أقل تقديرٍ.
في حين لم يكن المنتخب الفرنسي ذاك المنتخب المخيف الذي كنا نعرفه قبل «اليورو»، وظهر جليًّا تأثير انخفاض مستوى مبابي عليه، ولو أن الأخير لعب بمستواه هذا في نهائي كأس العالم 2022، لانتهت المباراة بثلاثة أهدافٍ نظيفةٍ للأرجنتين. لاشكَّ أن الإصابة لها تأثيرٌ كبيرٌ فيه، وقد يكون مجرَّدُ مشاركة مبابي المصاب مع المنتخب شجاعةً منه.
في المقابل، آملُ ألَّا يكرِّر المنتخب الإنجليزي هذه المرَّة ما عهدناه منه، فقد تعب الجمهور الإنجليزي، وهو يناصر لاعبيه في أنحاء العالم دون العودة بالكأس! ما الذي ينقص الإنجليز ليرفعوا كأس بطولةٍ ما؟ لديهم أغلى اللاعبين، وأقوى دوري، وجماهير متحمسةٌ، ووصلوا مرَّاتٍ عدة إلى نصف نهائي «اليورو» وكأس العالم، ولعبوا نهائي «يورو 2020»، وخسروا المباراة بركلات الترجيح؟! صدقًا، لا يوجد عندي تفسيرٌ، يمنح البطولة للدنمارك، واليونان، والبرتغال، وتشيكوسلوفاكيا، والاتحاد السوفييتي، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، ولا يمنحه للمنتخب الإنجليزي!
وبغض النظر عن المنتخب الذي سيفوز بـ «يورو 2024»، لا نملك نحن المتابعين إلا الشكر والتقدير للكرة الأوروبية التي منحتنا هذه المتعة.