|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-07-05
ـ أفضل حل للحر هو عدم التفكير فيه، مسألة الشكوى منه لا فائدة منها، وتضييع وقت بلا معنى، كما أنه موضوع ممل.
أصبح الأصدقاء لا يجرؤون على الشكوى أمامي من الحر، لأنني لا أتوقف عن توجيه الأسئلة بعد سماعي لشكواهم: هل هذا هو الصيف الأول لك؟ هل اعتدت العيش في مناخ بارد طوال السنة؟ هل حرارة الصيف هذا العام أعلى من الأعوام الماضية؟، هذا صيفنا منذ ولدنا ولا نعرف غيره، لكن البعض يهوى ممارسة التذمر، سواء على حرارة الصيف، أو من وظيفته، أو من لون سيارة جاره.
في إحدى المرات عاتبني أحد الأصدقاء على انشغالي عنه، وسألني ألهذه الدرجة أنت مشغول ؟ كان من أكثر المتذمرين الذين عرفتهم في حياتي، ولو كانت هناك بطولة للتذمر فلن أشك بأنه سيحصل عليها بالتزكية. عندما التقيت به رجوته ألا نفتح إلا المواضيع الإيجابية واتفقنا على ذلك، لكنه بعد نصف ساعة عاد واشتكى من مديره في القسم الذي لا يستحق منصبه، حسب ما قال، وعندما ذكّرته بالاتفاق أجاب: 53 عامًا وأنا أعيش بهذا الطبع.. هل تريدني أن أغيره في نصف ساعة ؟ أي نوع من الأصدقاء أنت ؟ ما الذي حدث للصداقة في هذا العالم النفعي والمادي.. عاد إلى عادته!
ـ هذه المرة الأولى التي أتابع فيها «هوشة» مليارديرية بين إيلون ماسك وبيل جيتس، كان جيتس قد صرّح أكثر من مرة بما يضر بسمعة أسهم تيسلا، فجاء الرد من ماسك لجيتس: سأمحوك ! لا يختلف البشر في أساسيات النفس البشرية مهما اشتد غناهم أو فقرهم، الغيرة والحسد لا يعرفان إن كان من يمارسهما غني أو فقير. يحتاج الإنسان في حياته إلى قناعة عميقة أن الرضى يُكفيه شرور الطمع، وأن الأوقات الحلوة تصنعها النفس الراضية. بالمناسبة.. الصوت الداخلي يقول لي الآن: قول حق نفسك !
ـ الـ«بي بي سي» على تطبيق «توك توك» سخرت من كريستيانو رونالدو، بعد إضاعته لركلة الجزاء الأخيرة، فعاقبها جمهور كريستيانو عقابًا تاريخيًا، وألغوا متابعة القناة. نزل عدد المتابعين من 5 ملايين إلى مليونين ! منذ ظهور وسائل الإعلام الحديثة واللعبة اختلفت تمامًا، لم تعد أقدم المحطات التلفزيونية والإذاعية تستطيع أن تفعل ما يحلو لها كما في السابق دون رد، بل لم تعد هي المصدر الأول وربما ليس الثاني أيضًا، ففي إعلام اليوم يمكن لشخص واحد مشهور في السوشال ميديا أن يكون بحجم عشر قنوات فضائية، بكامل موظفيهم واستوديوهاتهم ومكاتبهم. الحل الوحيد للقنوات التلفزيونية أن تكون رصينة جدًا، وتعمل ضمن معايير إعلامية رفيعة، وأن تكون المصدر والمرجع الموثوق. أدرك أن محررًا واحدًا قد يتصرف تصرفًا لا يمثل سياسة المحطة أو الصحيفة، لكنه في الآخر يمثلهم ولا يمثل نفسه.