|


رونالدو في اليورو.. ذكرى دموع البدايات.. وكتابة مجد النهايات

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2024.06.24 | 01:04 am

لا ينسى البرتغاليون مشهد الدموع الحارقة التي ذرفها الشاب الصغير حينها كريستيانو رونالدو الذي انفجر في البكاء بعد إعلان الحكم صافرة نهاية مواجهة نهائي يورو 2004 التي كانت باكورة مشاركة الأسطورة البرتغالية، وكأنه أقسم منذ تلك الليلة أن يصبح اللاعب الأفضل في تاريخ البطولة القارية الأوروبية ويكسر كافة أرقامها.
تلك النكسات، تؤلم الأبطال أمثال رونالدو، لكنها تمنحهم القوة، تحزنهم الهزيمة، ولكنها تمدهم بالعزيمة، تبكيهم لحظة الانكسار، لكنهم يعودون إلى الوقوف على منصات الذهب، لتصبح دموع الحزن ابتهالات فرح صال وجال فيها في شباك الخصوم الذين وقفوا في طريقه لاحقًا على مدار 20 عامًا وبات الهداف الأكبر في تاريخ البطولة بلا منافس.
بكى الأسطورة في ليلة نهائي لشبونة بعد أن مات بين يديه حلم التتويج باللقب القاري الأول في تاريخ بلاده، بكى وكأنه لم يعلم أنه سيسطر يومًا ما المجد، ويتزعم بطولة أوروبا، ويعتلي عرشها كأحد أفضل اللاعبين في تاريخها ومحطمًا جميع أرقامها.
مشهد الدموع الحارقة، الذي أدهش الملايين بعد النهائي التاريخي في 2004، لا يفسره سوى عزم كبير وإرادة حديدية وشغف لا يتوقف من أجل تعويض تلك الدموع والوقوف على حافة المجدد مجددًا.
على مشارف الأربعين من عمره اعتلى رونالدو قائمة الهدافين التاريخيين لبطولة اليورو، برصيد 14 هدفًا، تقسم على البطولات كالتالي: «2 في 2004، 1 في 2008، 3 في 2012، 3 في 2016، 5 في 2020» متفوقًا على الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني الوصيف برصيد 9 أهداف، ثم آلان شيرر نجم منتخب إنجلترا السابق برصيد 7 أهداف بالتساوي مع أنطوان جريزمان منتخب فرنسا.
منذ ليلة الرابع من يوليو 2004 على ملعب دا لوز في لشبونة كانت تلك البداية التي جعلت من ابن ماديرا يبدأ ثأره وينتهي به الحال بعد 20 عامًا وهو يتصدر قائمة أكثر اللاعبين مشاركة في نسخ بطولة أمم أوروبا وصولًا إلى النسخة الحالية «يورو 2024» التي تستضيفها ألمانيا حاليًا، ببلوغه 28 مباراة، حتى الآن، خلال 6 نسخ متتالية متفوقًا على زميله ورفيق دربه بيبي الذي أصبح أكبر لاعب سنًا يشارك في البطولة بعمر 41 عامًا و113 يومًا بعد ظهوره مع منتخب بلاده، رافعًا عدد مبارياته في البطولة إلى 21 مباراة.
لم يكتفِ الدون بالأهداف والمباريات والمشاركات بل تعداها إلى التمريرات الحاسمة التي عادل فيها رقم أسطورة التشيك كارل بوبورسكي، كأكثر اللاعبين تقديمًا للتمريرات الحاسمة في تاريخ البطولة، برصيد 8 أسيست، ويملك فرصة الانفراد بالرقم القياسي خلال ما تبقى من منافسات النسخة الجارية في ألمانيا.