|


أحمد الحامد⁩
جولة السوشال ميديا
2024-06-19
* «يوتيوب» و«السوشال ميديا» أعمقُ بكثيرٍ من تلك الفيديوهات التي يبحث من خلالها أصحابها عن المشاهدات بعيدًا عن القيمة. لدينا في «يوتيوب» مكتبةٌ مرئيةٌ ومسموعةٌ، لا تقدَّر بثمنٍ، وعلى المشاهد أن يبحث بصورةٍ جيدةٍ ليصل إلى ما هو مميَّزٌ. كذلك لدينا في «السوشال ميديا» مبدعون، لم نكن سنصل إليهم، أو نتابعهم بشكلٍ مستمرٍّ لولا مواقع التواصل. في جولة هذا الأسبوع في «السوشال ميديا»، توقفت عند عديدٍ من الفيديوهات.
* مقطع فيديو لعالمٍ، لا أعرف اسمه، لكنه كان زميلًا لعالم الفيزياء ستيفن هوكينج «1942ـ2018»، يقول فيه المتحدث إنه علَّق على إجابةٍ لهوكينج عندما سألته صحيفةٍ عن الدين. هوكينج على الرغم من علمه الذي فسَّر فيه علوم الفيزياء إلا أنه لم يستطع إدراك أن للخلق خالقًا! «ستيفن هوكينج كان قبلي في كامبريدج بقليلٍ. أتذكَّره جيدًا على الرغم من أني لم أكن أعرفه، وقد أضحكني بشكلٍ ما عندما أجرت صحيفة التايمز مقابلةً معه، وسألته عن الدين، فقال إن الدين حكايةٌ خرافيةٌ للأشخاص الذين يخافون من الظلام. طُلِبَ مني التعليق فقلت: الإلحاد حكايةٌ خياليةٌ للأشخاص الذين يخافون من الضوء».
* مقطع فيديو قصيرٌ لطفلٍ، يتحدث فيه عن تأثير ردَّات فعل الإنسان، وكيف أنها تلعب دورًا جذريًّا في حياته: «لا يمكنك التحكُّم في الحياة، لكن يمكنك ضبط الأشرعة. الأمر لا يتعلَّق بما يحدث لك، بل بكيفية رد فعلك».
* مقطع فيديو قديمٌ من مقابلةٍ، أجرتها قناةٌ إسبانيةٌ مع الرسَّام الشهير سلفادور دالي «1904ـ1989». في المقطع، سألته مقدِّمة البرنامج سؤالين، وفي إجابته عن الأول، نتعرَّف عن رؤية سلفادور لنفسه، وكيف يرى بعض المبدعين أنفسهم بشكلٍ، يناقض رؤية الناس لهم! سألته المذيعة عن شعوره بوصفه أشهر رسَّامٍ في العالم، فأجاب: «لا أدري إن كنت أشهرَ رسَّامٍ في العالم، لأن كثيرًا من الناس الذين يطلبون توقيعي في الشارع، لا يعرفون إن كنت مغنيًا، أو نجمَ سينما، أو مجنونًا، أو كاتبًا! لا يعرفون من أنا». المقدِّمة سألته: ماذا أضفت للفن؟ فردَّ: «أضفت للفن؟ لا شيءَ على الإطلاق، لأنني كما أقول دائمًا إنني رسَّامٌ سيئ. أنا أذكى من أن أكون رسَّامًا جيدًا. لتكون رسَّامًا جيدًا، يجب أن تكون غبيًّا قليلًا، باستثناء فلاسكيز الذي كان عبقريًّا، وموهبته تتجاوز فن الرسم. أنا مدينٌ بكل شيءٍ للحياة. في اليوم الذي يرسم فيه سلفادور دالي لوحةً، وتكون مثل فلاسكيز، أو فيرمير، أو رافائيل، أو يؤلِّف موسيقى مثل موتزارت، فإنه سيموت بعد أسبوعٍ، لذا أفضِّل أن أرسم بشكلٍ سيئ، وأعيش طويلًا».