|


الرئيسية / انفوجرافيك

هورزلر.. مغامرة ألمانية على الساحل الإنجليزي

الرياض ـ بهاء الدين فرح 2024.06.15 | 11:56 pm
بعمر 31 عامًا، وتجربة قصيرة لم تتعدَ عامًا ونصف العام، دخل الألماني فابيان هورزلر تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز كأصغر مدرب، بعد أن تولى دفة فريق برايتون الأول لكرة القدم، وليؤكد ما عرف عن نادي المدينة الساحلية الواقعة في الجنوب الذي يتخذ طائر النورس شعارًا له، بأنه دائمًا ما يبحر عكس التيار من أجل تحدي الكبار.
هورزلر، المولود في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية من أبوين يعملان طبيبي أسنان، تكوَّن في الفئات السنية لنادي بايرن ميونيخ الألماني، واكتسب الحمض النووي البافاري، لكن نجمه لم يسطع بالقدر الكافي، فكانت آخر محطاته الفريق الثاني، الناشط بدوري الدرجة الرابعة، ثم تنقل بعدها بين أندية الدرجات الدنيا، حتى أعلن اعتزاله في السادس من ديسمبر 2022.
وبدأ لاعب الوسط هورزلر مؤمنًا أنه لن يذهب بعيدًا، فبدأ يتلمس مبكرًا مشواره في التدريب، فقاد فريقه البافاري إف سي بيبينسريد، بالدرجة الخامسة مدربًا ولاعبًا في الوقت نفسه حتى يوليو 2020. وخلال تلك الفترة اختير مدربًا مساعدًا في الجهاز الفني للمنتخبين الألماني تحت 20 و18.
وفي أغسطس 2020، انتقل هورزلر إلى مدينة هامبورج للعمل مساعدًا لمدرب سانت باولي بالدرجة الثانية، وهو في سن السابعة والعشرين، ثم تولى المسؤولية مؤقتًا ولمدة أسبوعين في ديسمبر 2022، قبل أن يتم تعيينه رسميًا على رأس الجهاز الفني خلفًا للمقال تيمو شولتز، حيث أصبح ثاني أصغر مدرب في الدوري الألماني بعمر 29 عامًا و11 شهرًا و 3 أيام، أي أكبر بعام واحد فقط من الرقم القياسي لجوليان ناجيلسمان الذي قاد هوفنهايم في فبراير 2016.
ونجح المدرب بتحويل سانت باولي من فريق مهدد بالهبوط إلى مجموعة متوازنة تلعب كرة ممتعة حتى نجح في قيادته إلى المركز الخامس بنهاية الموسم، بعد سلسلة من 10 انتصارات متتالية.
وفي الموسم التالي واصل هوزلر وضع بصماته على الفريق حتى استعاد مكانه في دوري الكبار للمرة الأولى منذ 2011 بعد فوزه في الجولة الأخيرة على فيهير فيسبادن ليضمن لقب المسابقة بـ 69 نقطة، بفارق نقطة عن الوصيف هولشتاين كيل. وسجل الفريق 20 انتصارًا و9 تعادلات وخسر 5 مواجهات فقط.
هورزلر عزا بعض نجاحه مع الفريق إلى نشأته في بايرن ميونيخ، والتي تعني أن الاستحواذ على الكرة جزء من حمضه النووي. كما أن صغر سنه لم يكن عائقًا في التواصل مع اللاعبين بل كان عاملًا مساعدًا. وقال في تصريحات صحافية سابقة: «أنا شاب وبعض اللاعبين قد يكونون أكبر مني، لذلك لن أكون ذلك المدرب الذي يصيح ويصرخ فيهم ويعاملهم مثل الأطفال، بالعكس أنا في سنهم تقريبًا وأريد إقناعهم من خلال أفكاري وعملي الجاد».
نادي برايتون أشار في موقعه، إلى بعض أوجه التشابه بين مدربهم الجديد وسلفه الإيطالي روبرتو دي زيربي، فالأخير أحدث تحولًا كبيرًا في الفريق بعد 18 شهرًا من توليه المسؤولية حيث قاده إلى المسابقات الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه، بحصوله على المركز السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وتأهله إلى «يوربا ليج» المسابقة الثانية بعد دوري الأبطال.
لكن تعيين هورزلر، الذي سيكون في عمر 31 عامًا و180 يومًا عندما ينطلق الدوري، أثار موجة من تعليقات الخبراء، حول ما إذا كان قرار النادي صائبًا، أم مغامرة غير محسوبة العواقب، بالنظر إلى قلة خبرته، التي لم تتجاوز العام ونصف العام.
وقال سيمون ستون، كبير مراسلي كرة القدم في شبكة «بي بي سي سبورت»: «إذا كان هناك نادٍ يمكن أن يعطي مسؤولية قيادة فريقه لمدرب عمره 31 عامًا، وأصغر من قائد الفريق وعدد آخر من اللاعبين الأساسيين، فهو قطعًا برايتون».
وأضاف: «عرف عن النادي أن ليس له سقف وهو مستعد للتفكير خارج الصندوق من أجل تحدي أندية الدوري الإنجليزي الأكبر والأكثر ثراءً ورسوخًا وتاريخًا.. بالطبع سيرة هورزلر الذاتية ليست ثرية، لكنها تتضمن النجاح والالتزام بأسلوب مشابه سلفيه دي زيربي وجراهام بوتر».
ويستطرد ستون: «بالطبع لا يأتي أي تعيين في الجهاز الفتي بدون مخاطر.. إذا كان هناك أي حذر بشأن نموذج برايتون، فهو من أولئك الذين يشيرون إلى ساوثهامبتون وليستر سيتي بوصفهما ناديين تفوقا لفترة طويلة وانتهى بهما المطاف في دوري الدرجة الأولى عندما سارت الأمور بشكل خاطئ، لكن من وجهة نظري أعتقد أن هورزلر مناسب تمامًا، ويوم الثلاثاء، سيتعرف على من أول من سيواجهه من نظرائه في الدوري الإنجليزي الممتاز».
لكن الألماني رافائيل هونيجشتاين، الصحافي المتخصص في كرة القدم، يرى أن تعيين هورزلر، وإن كان أمرًا ملهمًا، إلا أنه مغامرة نظرًا لقلة خبرته، بعد أن عزا مسيرته الكروية عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره لينتقل إلى عالم التدريب».
وقال هونيجشتاين لبرنامج «مندي نايت كلوب» على محطة إذاعة «بي بي سي 5 لايف»: «لقد اقتحم دوري الدرجة الثانية الألماني مع سانت باولي.. كانت لديه عروض ضخمة، وجدد ناديه عقده في مارس، ولكن أعتقد أن برايتون غيّر المعادلة، لكن مع ذلك فهي أيضًا مغامرة لأنه لا يملك سوى 18 شهرًا من الخبرة التدرييبة».