|


كأس أوروبا.. ملاعب فارغة.. حرب باردة.. واحتفالات ستينية

البرتغالي ايدير لوبيز يسدد الكرة على مرمى فرنسا في نهائي 2016 (أرشيفية)
نيقوسيا ـ الفرنسية 2024.06.12 | 04:30 pm

دُشّنت كأس أوروبا لكرة القدم عام 1960 في باريس على ملعب حديقة الأمراء، وكان نصفه فارغًَا، بمشاركة أربعة منتخبات، لكنها تطوّرت تدريجًا وأصبحت مسابقة كبرى يخوضها 24 منتخبًا، الصيف الجاري، في نسختها الـ 17. وعلى غرار كأس العالم، أو مسابقات الأندية الأوروبية، وُلدت فكرة هذه البطولة في فرنسا.
يشرح المؤرّخ بول ديتشي أن «إنشاء كأس أوروبا كان برغبة من هنري دولوني، الأمين العام للاتحاد الفرنسي، ونجله بيار بعد وفاة والده».
وتابع مؤلّف كتاب «تاريخ كرة القدم» 2014: «كان انتقامًا من جول ريميه، الذي حصل على لقب عرّاب كأس العالم، فيما كانت فكرة من دولوني، الذي بقي محبطًا».
ونشأت الفكرة بين حربين عالميتين، لكنها لم تتجسّد في ظل التوترات السياسية خلال تلك الحقبة.
وفي نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، أبصرت كأس أمم أوروبا النور، واحتفظت بهذا الاسم حتى 1968، لتصبح كأس أوروبا.
بعد إصابته بالمرض عام 1955، قبل أن يرى مشروعه يتحقّق، ترك هنري دولوني اسمه على الكأس المرموقة.
وشارك 17 منتخبًا في تصفيات النسخة الافتتاحية، بنظام خروج المغلوب من مواجهتي ذهاب وإياب، وصولًا إلى نهائيات شاركت فيها أربعة منتخبات، وقاطعت إنجلترا، وألمانيا الغربية، وإيطاليا، المسابقة «اعتراضًا على ازدحام جدول المباريات في الروزنامة»، كما يشرح ديتشي.
ويذكّر المؤرّخ: «لم يكن الجمهور على الموعد»، فحضر 27 ألف متفرّج لمشاهدة فرنسا، دون نجميها المصابين ريمون كوبا وجوست فونتين، تخسر أمام يوغوسلافيا «5ـ4»، و18 ألفًا في النهائي بين الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا «2ـ1».
ويشرح ديتشي: «هذه مشكلة بطولة شابة، تحتاج إلى بناء إرث لها».
لكنه أردف: «كأس العالم الأولى لم تكن أكثر نجاحًا عام 1930، بمشاركة منتخبات معظمها أمريكية وأربعة أوروبية من الصف الثاني: فرنسا، ورومانيا، وبلجيكا ويوغوسلافيا. حضر الجمهور بشكل كثيف فقط في مباريات الأوروجواي وجارتها الأرجنتين». وفي عام 1960، وإضافة إلى فرنسا، جمعت البطولة ثلاثة منتخبات من الكتلة الشرقية.
يضيف المؤرّخ: «تمتعت تلك الدول بمنتخبات قوية، ومن السهل جمع اللاعبين في بلد شيوعي لإعداد منتخب وطني».
ولعبت السياسة دورها، فانسحبت إسبانيا فرانكو من ربع نهائي التصفيات، لعدم رغبتها بمواجهة الاتحاد السوفياتي الشيوعي، وكتبت «فرانس برس» آنذاك: «كرة القدم ضحيّة الحرب الباردة».
وبعد أربعة أعوام، فازت إسبانيا في مدريد على الاتحاد السوفياتي «2ـ1».
وانضمّت إيطاليا وإنجلترا إلى تصفيات كأس أوروبا 1964، ثم ألمانيا الغربية في 1968، حيث سبق دور للمجموعات ربع نهائي التصفيات، قبل انطلاق «المربع الأخير»، واستمرّ هذا النظام حتى 1976.
وعام 1980 في إيطاليا، شاركت ثمانية منتخبات للمرّة الأوّلى في النهائيات، وتواجه بطلا المجموعتين في المباراة النهائية.
وبلغت بلجيكا مع الحارس جانماري بفاف، والقائد يان كولمانز، نهائي البطولة الكبرى الوحيدة في تاريخها، وأقصت إيطاليا المضيفة في طريقها، قبل أن تسقط في النهائي ضد ألمانيا الغربية «1ـ2» بثنائية هورست هروبيش.
عام 1996 في إنجلترا، ارتفع عدد المشاركين إلى 16 منتخبًا، وأحرزت ألمانيا المسابقة بنظامها الجديد، بهدف ذهبي في مرمى تشيكيا «2ـ1»، وكانت الثنائية هذه المرّة لأوليفر بيرهوف.
أخيرًا، وصل العدد إلى 24 مشاركًا في 2016، عندما استضافت فرنسا النهائيات مرّة ثالثة، وهذه المرّة لم يتوّج الديوك على أرضهم على غرار 1984، فسقطوا في النهائي بعد التمديد ضد البرتغال.
وللاحتفال بالعيد الـ 60 للبطولة، اختار الاتحاد الأوروبي «ويفا» صيغة مختلفة، بحيث استضافتها 11 مدينة في 11 بلدًا أوروبيًا، وتأخر الاحتفال لعام بسبب جائحة كورونا، قبل أن ترفع إيطاليا، صيف 2021، اللقب الثاني في تاريخها على حساب إنجلترا بركلات الترجيح.
وفي صيف 2024، يشارك 24 منتخبًا في ألمانيا بين 14 يونيو و14 يوليو، موزّعين على ست مجموعات.