|


حاتم خيمي
حتى لا يطير الدخان
2024-06-07
هي قصة للكاتب إحسان عبد القدوس تحولت إلى فيلم شهير للزعيم عادل إمام عن قضية تتحدث عن المخدرات وسمومها التي يحاول بعض البسطاء تعاطيها والتمسك بها رغم دناءتها وانحطاطها، ليصبحوا مدمنين لها معتقدين أنها وسيلة لإبعادهم عن واقعهم المرير، أو هي تسلية لطبقة في المجتمع قادرة على شراء الدخان الفاسد واستنشاقه ونفثه في الهواء ليعكر أجواء كل من حولهم. هناك نوع آخر من الدخان غير دخان المخدرات فهو تمامًا كالمخدرات أو حتى أسوأ تأثيرًا. كل التوافه المنتشرة في مجتمعاتنا هي دخان يتطاير حولنا نستنشقه إما طواعيةً وإما مجبرين. الإعلام المضلل التافه هو دخان والفن الهابط هو دخان والكلمة المنحلة هي دخان، فما أكثر الدخان الفاسد المتطاير الذي يعيش بيننا بل يقتحم حياتنا متسللًا حتى لبيوتنا. مصر الشقيقة بلد الفن التي أظهرت لنا أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وتبنت فريد ووردة وغيرهم الكثيرين، للأسف يتصدر المشهد الآن حموبيكا وكزبرة وشاكوش وغيرهم!!! حتى إن هناك بعض الأسماء التي قد يختلف معي البعض ولكن لابأس، من وجهة نظري أن من يطلق عليهم كبار المطربين في مصر لا يعرفون كيف يغنون؟!
عمرو دياب «الهضبة» هو شكل وستايل نعم أتفق و لكن بلا فن حقيقي، محمد منير «الكنج» نفسي أعرف كنج ماذا؟ فهو أيضًا ستايل معين ونوع من الغناء له جمهوره لا يمكن أن يصل أبدًا ليصبح «كنج»، من يعارضني عليه أن يقارنهم بعبد الحليم وفريد مثلًا، و«لا يجي أحد يقولي الدنيا تغيرت وتطورت» فلست ضد التطور ولكن تحويل الموسيقى العربية الأصيلة إلى موسيقى غربية راقصة ليس تطورًا أبدًا.
مشاهير السوشال ميديا غير المحترمين وما أدراك، فهؤلاء لعمري أنهم أخطر من «الشبو» فهم أداة لتدمير العوائل، وهم أهم أسباب الطلاق في هذا العصر، وهم أيضًا قادرون على تدمير الأجيال من خلال ما يبثونه من سموم. أعرف شخصًا يظهر مع زوجته في السناب مظهرًا سعادة كبيرة بإظهار الهدايا الغالية المتبادلة، والتي هي أصلًا «Fake» وهما بمجرد إغلاق البث يعودان إلى الشجار المعتاد بينهما كزوجين تعيسين، وكل ذلك للحصول على الأموال غير مبالين بتأثير ذلك على الناس.
بنات فاتنات فنانات أو سنابرز يظهرن مفاتنهن من أجل ماذا؟ بعضهن يظهرن في مقاطع يديرون وجوههن يمنةً ويسرةً مع ابتسامة خفيفة لماذا؟ يا من تتابعون وتتأثرون ألم تسألوا أنفسكم لماذا يفعلون ذلك؟!.
على الآباء والأمهات أن يحصنوا أبناءهم من الدخان الفاسد بالتربية الصالحة بتعاليم ديننا وغرس كلمة «عيب» فيهم بتربيتهم على عاداتنا وتقاليدنا، وعلى المعلمين حماية أبنائنا وتحصينهم بالعلم المقترن بالأخلاق، فالعلم لا ينفصل أبدًا عن الأخلاق.