|


نهائي الأبطال.. بيريز رجل «البيت الأبيض» وضع الريال على قمة العالم

فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، يحضر الحصة التدريبية لفريقه على ملعب حديقة الأمراء في باريس، 14 فبراير 2022، عشية مباراة ذهاب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان والملكي الإسباني (الفرنسية)
مدريد ـ الفرنسية 2024.05.31 | 02:13 pm

بعد أن كان مهندس كل نجاحات ريال مدريد على مدى أكثر من 20 عامًا، أصبح فلورنتينو بيريز، رئيسه القوي، أحد أكثر الأشخاص تأثيرًا في إسبانيا على المستويات الرياضية والاقتصادية والسياسية، ما جعل ناديه مرجعًا عالميًا على جميع المستويات. وتحظى إدارته بإعجاب الجميع، وخزانة كؤوسه مليئة، لكنه لا ينوي التوقف عند هذا الحد.
ويلخّص الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم، أهمية بيريز بقوله: «القائد هنا يدعى فلورنتينو بيريز، أما الآخرون، فنحن مجرد بحّارة».
وبلغ ريال مدريد نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 18 في تاريخه والسابعة في عهد بيريز، رجل الأعمال، الذي تُقدّر ثروته بـ 1.8 مليار يورو.
بيريز هو الآمر الناهي في «البيت الأبيض» وفي شركة البناء والخدمات العملاقة «إيه سي أس»، لـ «أنشطة البناء والخدمات»، وهي مجموعة يبلغ رقم أعمالها نحو 35 مليار يورو.
يبلغ بيريز من العمر 77 عامًا، ويدير هذا المفاوض الماهر، والموهوب جدًا في العلاقات العامة، هذين العملاقين الأوروبيين من وراء الكواليس بالهدف نفسه التميّز.
على المستوى الرياضي، يُعدّ بالفعل الرئيس الأكثر نجاحًا في تاريخ العملاق الإسباني برصيد 33 لقبًا، أي أكثر بلقب واحد من الأسطوري سانتياجو برنابيو، بما في ذلك ست مرات بالدوري الإسباني، وست في دوري أبطال أوروبا من أصل 14 قياسية. ناهيك عن النجاحات المتعدّدة لفريق كرة السلة، الذي سيطر على أوروبا لأكثر من عقد من الزمن.
المهندس السابق جعل من ريال مدريد علامة تجارية عالمية، تحظى باحترام من قبل الجميع، مع الحفاظ على هويتها ونموذجها القائم على المشتركين والمساهمين.
طور ملعب سانتياجو برنابيو، الذي تم تجديده وتحديثه وتغليفه معدنيًا، مع أرضية قابلة للسحب، للسماح بتنظيم الأحداث الرياضية والثقافية، ومركز تدريب فالديبيباس، الذي سيحمل اسمه قريبًا.
بصمته موجودة الآن حتى في دول الخليج، حيث افتتح ريال مدريد مدينة ملاهي ضخمة بالقرب من دبي.
وتؤكّد صحيفة «دياريو» الإسبانية: «تم إنجاز مهمة فلورنتينو بيريز»، وأضافت: «في اليوم الذي سيترك فيه الرئاسة، سيكون قادرًا على القول بهدوء شديد إنه ترك إرثًا أسطوريًا يجعله أفضل رئيس في التاريخ».
وتضيف الصحيفة: «اجتماعيًا، يستمرّ النادي في الانتماء إلى أعضائه، واقتصاديًا، سيكون سانتياجو برنابيو الجديد بمثابة آلة لكسب المال، ورياضيًا، لقد بنى أفضل فريق في العالم للعقد المقبل من خلال التوقيع المرتقب مع كيليان مبابي».
وبحسب توقعات وسائل الإعلام الإسبانية، فإن انتقال النجم الفرنسي، الذي يُعد أفضل لاعب في العالم، سيأخذ ريال مدريد خطوة أخرى إلى الأمام، بعد أن لعب الفريق من دون هداف صريح منذ رحيل النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيما.
يشتهر بيريز بأنه مبذر ومعروف بإجراء بعض أغلى الانتقالات في التاريخ، ويحاول منذ عدة أعوام انتزاع مبابي من باريس وفرنسا، لجعله وجه ريال مدريد المرشّح لعصر جديد من الهيمنة على كرة القدم الأوروبية.
لكن أكبر أمنياته تكمن في أن تكون الحقبة الجديدة هي حقبة الدوري السوبر الأوروبي، وهو مشروع منافسة شبه مغلق يهدف إلى استبدال دوري أبطال أوروبا، الذي ينظّمه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا»، وذلك «لإنقاذ كرة القدم»، وجعله في متناول المشجعين، ومكافأة الأندية الكبرى، التي تشارك فيه بشكل أفضل.
وأوضح بيريز في نوفمبر: «تمرّ كرة القدم بأزمة غير مسبوقة وخطيرة للغاية.. إما أن نرد أو لن تستمر كرة القدم كما نعرفها اليوم.. المشكلة الرئيسة هي سلسلة من القادة الذين لا يفكّرون في المشجعين».
وأضاف: «نحن في حاجة إلى جعل مباريات كرة القدم المتلفزة أرخص.. ومن الهراء أن نتقاضى أكثر من 100 يورو، ونجبر الناس على دفع 10 في المئة من الحد الأدنى للأجور لمشاهدتها».
حقق فلورنتينو بيريز، المدافع الوحيد عن فكرة إنشاء هذه المسابقة الجديدة مع جوان لابورتا، رئيس برشلونة، أول نجاح رئيس، الإثنين الماضي، عندما قضت المحاكم الإسبانية بأن «فيفا» والاتحاد الأوروبي لكرة القدم «أساءا استخدام مركزهما المهيمن» من خلال معارضة الدوري الأوروبي الممتاز، ما أعطى مصداقية لمعركته.