|


عبد الشكور: خروج أوتافيو أحبط النصر

حوار: أمل إسماعيل 2024.05.18 | 02:24 am

ينحدر من عائلةٍ رياضيةٍ معروفةٍ في المدينة المنورة، فعمه اللاعب سمير عبد الشكور الذي مثَّل فريقي أحد والوحدة، ولُقِّب بـ «صقر الملاعب»، كما لعب للمنتخب السعودي فترةً طويلةً.
تميَّز بالبنية الجسمانية القوية، والطول الفارع على الرغم من صغر سنِّه، ما مكَّنه من تمثيل الفريق الأول في نادي الوحدة مبكرًا، في مركز الدفاع إلى جانب عمه، كما انضم عام 1989 إلى قائمة المنتخب السعودي المشارك في كأس العالم.
عدنان عبد الشكور، مدافع الوحدة والنصر السابق، في حواره مع «الرياضية»، سرد أبرز ذكرياته الكروية، وتحدث عن مستوى فريق الوحدة في دوري روشن السعودي الموسم الجاري.



01
كيف رأيت الديربي.. وبرأيك لماذا أهدر النصر الفوز؟
النصر قدَّم مباراة ممتعة، وسجَّل أسرع هدف في تاريخ الديربي، وسيطر على الشوط الأول طولًا وعرضًا، لكنه لم يستطع قتل اللقاء على الرغم من الفرص التي سنحت له، وتناوب لاعبوه على إهدارها خاصة رونالدو وماني، وأدى خروج أوتافيو خلال الشوط الثاني إلى إيقاف الهجمات النصراوية، وتحولت السيطرة للهلال الذي زجّ بسلمان الفرج، وحاصر منافسه داخل مناطقه، لكن أوسبينا، حارس مرمى الأصفر، أنقذ شباكه أكثر من مرة، حتى ارتكب ماني الخطأ الذي جاءت منه ركلة جزاء الأزرق، ولهذا هو من يتحمل التعادل.
02
ما رأيك في الممر الشرفي الذي تم تداوله قبل لقاء النصر والهلال؟
الممر الشرفي عرفٌ رياضي، لكنَّ النصر ليس مُجبرًا على تنظيمه للاعبي الهلال، وإذا فعلوا ذلك فشكرًا لهم، خاصَّة أن الهدف الأهم للهلال تحقَّق، وهو الحصول على لقب الدوري، وعليه هذا الممر لن يقدِّم، ولن يغيِّر في الأمر شيئًا.
03
حدِّثنا عن أبرز ذكرياتك مع النصر؟
الذكريات كثيرةٌ مع النصر، من أهمها تحقيق بطولاتٍ مختلفةٍ، مثل كأس الاتحاد أمام الاتحاد، وبطولة أندية الخليج، وبطولة الأندية الآسيوية للكؤوس أمام سامسونج الكوري عام 1994.
04
ما أصعب موقفٍ مرَّ عليك مع الأصفر العاصمي؟
من الذكريات المؤلمة احتجازُ بعثة النصر فترةً طويلةً بمطارٍ في كازاخستان عام 1995، كما فرضوا علينا أن نلعب المباراة أمام فريق ألمي في البطولة الآسيوية مباشرةً، أي الذهاب من المطار إلى الملعب، لكنَّ الأمير عبد الرحمن بن سعود، رحمه الله، رفض الأمر، وأتذكَّر أننا مررنا كذلك بظروفٍ صعبةٍ في الفندق، إذ بقينا حتى وقت مغادرتنا دون أكل وشربٍ، وبحراسةٍ أمنيةٍ مشددةٍ.
05
مباراةٌ خالدةٌ في ذاكرتك الكروية؟
كانت خلال تمثيلي الوحدة، وأمام التعاون في دور الأربعة لكأس الملك، ففي حالة فوزنا، كنا سنتأهل إلى المباراة النهائية أمام النصر، وقد تقرَّر إجراؤها للمرة الأولى في مكة المكرمة بدلًا من الرياض بمناسبة افتتاح ملعب الشرائع رسميًّا، ومع الأسف خسرناها. أمَّا مع النصر، فأتذكر مباراتنا أمام الاتحاد في الرياض حيث أصبت فيها بـ «بلع اللسان»، وكانت الحالة حدثًا جديدًا في الملاعب السعودية، وبالنسبة إلى الأجهزة الطبية المرافقة للأندية، ولولا الله أولًا، ثم جهود أحمد جميل ومحيسن الجمعان، لكنت اليوم في مكانٍ آخر.
06
ماذا عن مواجهات النصر والهلال، كيف تصفها؟
كل مباريات النصر والهلال، هي «ديربي» بطابعٍ خاصٍّ. في هذه المواجهات يكثر الشدُّ العصبي، ويسود التوتر، ويبرز اهتمامٌ كبيرٌ من كل الفئات العاملة في النادي، إضافةً إلى الجماهير، بالفوز. كنا حينما نمشي في الشارع، نتلقَّى طلبًا واحدًا فقط، وهو الفوز، وأتذكَّر جيدًا المباراة التي فزنا فيها على الهلال ببطولة كأس الاتحاد حيث تأهلنا إلى النهائي أمام الاتحاد، ومباراتنا أمام الأزرق في البطولة العربية عندما خسرنا أمامه، وهي ذكرى مؤلمة.

07
قصة اعتزالك لا تنسى، هل لديك نصيحةٌ تقدمها للجيل الحالي من اللاعبين بعد هذه التجربة الفريدة؟
العقبات والمشكلات الكثيرة التي واجهتني في مسيرتي الكروية، قلَّلت من استمتاعي بكرة القدم، وأثَّرت سلبًا في مستواي، لذا قرَّرت الابتعاد. أنصح الشباب بالتركيز وتطوير الذات، ووضع أهدافٍ، والعمل على الوصول إليها، والتعامل مع الكرة بمبدأ المتعة لا الوظيفة.
08
لاعبٌ سعودي، لا تنسى دوره في مسيرتك الكروية؟
في بداية مسيرتي الكروية، كان لعمي الكابتن سمير عبد الشكور دورٌ كبيرٌ في بروزي، إذ قدَّم لي النصح، وساعدني في التخطيط السليم خلال مرحلة النمو والتطور، وعلَّمني كيفية مواجهة العقبات في بداية رحلتي الكروية حتى وصلت إلى منتخب الناشئين، ثم الشباب، فالأولمبي، وأخيرًا المنتخب الأول. ولا أنسى كذلك دور زميلي أحمد جميل الذي قدَّم لي النصح، خاصَّةً أنه كان يلعب في مركزي نفسه أي الدفاع.
09
ما سبب تراجع نتائج فريقك السابق الوحدة؟
الوحدة نادٍ كبيرٌ، وهو من أوائل الأندية التي تأسَّست في السعودية، مع الاتحاد، وحقق أولى البطولات، لكنه بدأ بالتراجع تدريجيًّا حتى صار من فرق الوسط، وهذا الأمر لا تقبله إدارات النادي ولا جماهيره. الوحدة يحتاج إلى دعمٍ مادي، وفكرٍ إداري، ومنهجيةٍ سليمةٍ يسير عليها، إلى جانب وضع أهدافٍ، والعمل على تحقيقها، واستقطاب لاعبين ذوي مستوى أعلى من الحاليين، واختيار دكة احتياطٍ مقبولةٍ ليعود الفريق إلى منصات التتويج.
10
ماذا عن النصر، فريقك الآخر، كيف تجده؟
النصر يقدم كرةً جميلةً، وظهر بمستوى قوي في بداية الموسم، خاصَّةً في البطولة العربية، لكنه بدأ بالتراجع، وخسر أول جولتين، ثم مرَّ الفريق بمراحل تخبُّطٍ، لا سيما في خط الدفاع، وعانى من الإصابات، وقلة تركيز المدرب، إلى جانب ابتعاد تاليسكا، مع عدم وجود بديلٍ له، يستطيع تغيير النتيجة. على النصر استقطاب لاعبين آخرين، وتغيير الجهاز الإداري بآخر يمتلك فكرًا مختلفًا حتى يعود الفريق منافسًا قويًّا الموسم المقبل.
11
كيف تقيِّم مستوى دوري روشن السعودي؟
الدوري السعودي قوي جدًّا، ويحظى بدعم القيادة الرشيدة عبر جلب النجوم مثل رونالدو، وبنزيما، ونيمار، ورياض محرز. هذه الاستقطابات أعطت دوري روشن السعودي قوةً أكبر، وزخمًا، وحضورًا، ومتابعةً عالميةً حتى صار البطولة الأقوى خليجيًّا وعربيًّا وآسيويًّا، بل وأصبح ينافس دورياتٍ أوروبيةً، وتجاوزها بمراحل، وهذا كله بفضل دعم حكومتنا الرشيدة، والتخطيط السليم من قِبل المسؤولين على الرياضة.
12
أي فريقٍ تفاجأت بمستواه في الموسم الجاري؟
الأهلي. الفريق هبط إلى دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، وبمجرد صعوده إلى «روشن»، وصل إلى المركز الثالث. حتى هذه اللحظة ما يحققه الأهلي إنجازٌ. في المقابل، تفاجأت بضعف مستوى الاتحاد، الذي يعاني فنيًّا وإداريًّا، كذلك الحال مع الشباب، والتعاون، والاتفاق، فهذه الفرق لديها من الإمكانات ما يجعلها تقدم أفضل من المستوى الذي ظهرت به.
13
من وجهة نظرك، مَن أفضل محترفٍ في الدوري، وأفضل لاعبٍ سعودي؟
من الأجانب، هناك الكثيرون، على رأسهم كريستيانو رونالدو فقد حقق المطلوب منه بوصفه لاعبًا هدَّافًا في دوري روشن السعودي على الرغم من عمره الكبير. في حين يعجبني من السعوديين سالم الدوسري، وسعود عبد الحميد فمستواهما مبهرٌ.
14
كيف وجدت المنتخب السعودي في البطولات الماضية؟
أجيالٌ كثيرةٌ مرَّت على المنتخب، وكل جيلٍ قدَّم اللائق والمُرضي للكرة السعودية، وإلى اليوم يظهر الأخضر بشخصيةٍ قويةٍ في أي بطولةٍ يخوضها، وهذا دليلٌ على التخطيط الجيد من قِبل الإدارات، وخسارة الأرجنتين، بطلة العالم، الوحيدة في مونديال 2022 كانت أمام السعودية، وهذا تأكيدٌ على كلامي.
15
ماذا ينقص الكرة العربية للمنافسة عالميًّا، وتحقيق الألقاب؟
الكرة العربية تعاني من مشكلاتٍ كثيرةٍ، على الرغم من بروز بعض المنتخبات مثل السعودية التي فازت على أرجنتين ميسي، وقطر والإمارات، فأين هي الكويت، ومصر، والجزائر، وتونس؟! هذه المنتخبات تراجعت كثيرًا، في المقابل قدَّم المنتخب المغربي عملًا كبيرًا، وحقق المركز الرابع في مونديال 2022.
16
ما الحلول التي تقترحها لتعود الكرة العربية متألقةً؟
المنتخبات الأجنبية تتميَّز بالاحترافية، أمَّا المنتخبات العربية فتعمل بمبدأ العاطفة، وتعاني من مشكلاتٍ داخليةٍ كثيرةٍ. يجب التركيز على كرة القدم، والعمل باحترافيةٍ لتصل إلى منصات المجد.
17
لو كنت صاحب قرارٍ في «فيفا»، ما أول قرارٍ ستتخذه؟
إجراء كأس العالم كل عامين، فهناك لاعبون لم نستمتع بهم كفايةً، فبدل أن يظهروا في ثلاث بطولاتٍ، سيلعبون خمسة مونديالاتٍ.