|


قرغيزستان.. بلد الثلوج والجبال

الرياض ـ مازن العسرج 2024.01.20 | 10:37 pm

تنعكس الطبيعة البيئية لقرغيزستان على لائحة الاهتمامات الرياضية لشعب هذا البلد الواقع في الجزء الشرقي من آسيا الوسطى.
وفي الوقت الذي يخوض فيه المنتخب القرغيزي الأول لكرة القدم منافسات كأس آسيا، وسط أجواء شتوية معتدلة في قطر، تعيش بلاده موجة برد قارس تضربها عادة خلال هذه الفترة من العام.
وتزامنًا مع درجات حرارة متدنية تصل حاليًا إلى 7 تحت الصفر في العاصمة بيشكك، تتساقط الثلوج لتكسو الطرق والسلاسل الجبلية العديدة التي ترتفع إلى أكثر من 7 آلاف متر.
ولذلك تحظى الرياضات الشتوية، إلى جانب كرة القدم، بانتشار واسع في قرغيزستان، وعلى رأسها هوكي الجليد الذي تنظم له الدولة بطولة سنوية منذ عام 2009.
أيضًا للباندي نصيب من اهتمامات الشعب القرغيزي، وهي رياضة شتوية تلعب على الجليد، بواسطة عصيّ مثل الهوكي، لكنها تُمارس في الهواء الطلق وبكرة صغيرة وليس قرصًا.
وكعادة شعوب الدول الجبلية، تجتذب الرياضات القتالية الكثير من شباب قرغيزستان، ولا سيما المصارعة الرومانية، التي أهدت للبلد الآسيوي ميداليتين أولمبيتين عام 2008، عبر كاناتبيك بيجالييف «فضة»، ورسلان تيومينباييف «برونز».
وتنتشر أيضًا «الفنون القتالية المختلطة»، ويمارسها الجنسان، ومن أبرز الأسماء في هذه الرياضة هناك فالنتينا شيفتشينكو، بطلة العالم السابقة في وزن الذبابة، وكذلك لعبة الملاكمة التي يُعد دميتري بيفول أشهر أبطالها في قرغيزستان.
وتتضمن لائحة الرياضات المهمة كرة السلة، والفروسية التي تشكل جزءًا من ثقافة قرغيزستان، وتُمارس هناك ألعاب عدة على ظهور الخيل، أشهرها «أولاك تارتيش» الشبيهة بـ «البولو».
ويمتد تاريخ قرغيزستان إلى أكثر من ألفي عام، وتمكن أبناؤها من الحفاظ على ثقافتهم بفضل التضاريس العالية التي جعلت منها قُطرًا شبه معزول.
ووقعت هذه الدولة تحت سلطة الروس فترات طويلة، حتى نالت الاستقلال عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفييتي التي كانت جزءًا منه، وهي تقع بين أربعة بلدان، تحدها كازاخستان شمالًا، وأوزبكستان من الغرب والجنوب الغربي، وطاجيكستان من الجنوب الشرقي، والصين شرقًا.
ويتحدث أهلها اللغة القرغيزية، وهي واحدة من اللغات التركية، وكانت تكتب بالحروف العربية حتى القرن العشرين، قبل حلول الأبجدية الإنجليزية بدلًا منها عام 1928، وتنتشر كذلك الروسية، ويجيد غالبية الشعب التحدث بها.
وتعوّل الدولة على تضاريسها وبحيراتها لجذب السياح إلى أراضيها، ومن أبرز وجهاتها متنزّه «ألا أرشا» الذي يقع وسط جبال تيان شان، على بُعد نحو 35 كيلومترًا جنوب العاصمة بيشكك، وكذلك البحيرة الصخرية «ألا كول» وغيرهما.
ويُشكّل شعوب دول الاتحاد السوفييتي السابق الغالبية العظمى من سياح قرغيزستان، كما تستقبل أعدادًا من تركيا وأمريكا والصين والهند وألمانيا.