|


مينيز.. مدرب هوليوودي.. آمن رونالدو بأفكاره

الرياض – عبدالرحمن عابد 2021.04.17 | 08:55 am

حينما تراه، تظن أنه رجل أوروبي، أو أحد المشاهير الذين مثّلوا ذات يوم في استوديوهات هوليوود، بعد أن اشتعل رأسه شيبا وباتت نظراته حادة، كما يتحدث في منتهى الصراحة، بعد عقود من الضغوط النفسية مع عظماء كرة القدم، متسلحا في مسيرته المهنية بمقولة برازيلية معروفة "الرجل الحكيم يتعلم من حماقات غيره".



وُلد مانو مينيز 11 يونيو 1962، في قرية باسو دو سوبرادو، على بعد 140 كيلو من صخب مدينة بورتو أليغري البرازيلية، حيث كانت تعرف قبل 200 عام بملجأ العائلات الجرمانية والمهاجرين الأفارقة، تحولت لاحقا إلى مركز لزراعة وتصدير التبغ، ومقرا للسياحة الريفية متمثلة في منتجع نونيس وجنة بالنيريو المملوءة بالشلالات وأحواض السباحة، مع التقاط صورة لكنيسة الأم التاريخية ذات التصميم المعماري القوطي.



بدأ مينيز لعب كرة القدم، مع أطفال نادي روزاريو سوبرادو، ذلك النادي الذي كان يرأسه والده عمر مينيز، ومع مرور الوقت، منحه المدرب سيدني بيريس فرصته في مباريات دوري الهواة، معتمدا على بنيانه الجسدي القوي، على أمل أن يصبح مدافعا محترفا، لكن سرعان ما أدرك الابن الصغير أن مؤهلاته لن تساعده على الذهاب بعيدا في بلاد السيليساو، لا سيما بعد فوات الآوان باحترافه ألعاب القوى، بعد أن نجح وعمره 11 عاما في الوثب الطويل، بقفزة قدرها 4.60 متر.



اعتزل مينيز اللعبة الشعبية مبكرا، منتصف عام 1988، آنذاك لم يتجاوز عمره 25 ربيعا، حيث عانى من الشتات بين شغفه الكروي وعمله كمورد لمواد التبغ في مركز الخدمة الاجتماعية، وبسببه قرر التركيز على الجامعة حيث درس تخصص القانون والتربية البدنية للمستقبل، وهو ما ساعده على نيل وظيفة حكومية بالعمل كمدرس ألعاب رياضية، منحته بالتالي راتبا معقولا مكّنه من الزواج بحبيبته ماريا إينيس التي أنجبت له ابنة جميلة اسمها كاميلا أصبحت فيما بعد صحافية لامعة.



ابتسمت الحياة في وجه مينيز، حينما ودع الظاهرة البرازيلي رونالدو ميلانو عاصمة الموضة الإيطالية، ملتحقا بصفوف كورينثيانز، إذ تمكن الرجلين في شتاء 2009 من توحيد "فريق الشعب" وقيادته من المركز العاشر في الدوري، إلى نهائي كوبا ليبرتادوريس، وهو ما ساعده صاحب الشعر الأبيض في تدريب البرازيل خلفا لكارلوس دونجا بعد مونديال 2010، ما نتج عن احتفال مئات المشجعين في باسو دو سوبرادو بخروجهم إلى الشارع، وهو ما شجّع شبكة "جلوبو" على كتابة العنوان التالي "الرجل الذي وضع قريته الصغيرة على خريطة العالم!".



بدأت توجه إلى مينيز الانتقادات بعد خروج "السامبا" من ربع نهائي كوبا أميركا 2011، ثم تبعها فشل المنتخب الأولمبي الذي قاده في أولمبياد لندن 2012، فاهتزت الثقة به قبل 18 شهرا من استضافة ساو باولو كأس العالم 2014، حتى أعلن مدير المنتخبات الوطنية أندريس سانشيز إقالته بقوله: لا يحلو سماع مثل هذا الكلام ولكنني أبلغته بنفسي نبأ الإقالة. وهو ما دفع رونالدو إلى الرد عليه: "قراركم خاطئ، وقد يسبب عدم استقرار المنتخب". وصدق توقعه باكتساح الألمان لهم بنتيجة 7-1.



يؤخذ على مينيز البالغ 59 عاما، سجله الحافلة بالصدامات، أبرزها تعديه اللفظي على لاعب فلامنجو جيرسون، واتهامه الذي كلّفه منصبه بنادي باهيا في ديسمبر 2020. مقابل ذلك يتنفس كرة القدم ويخشى أن تكون سببا في موته، كما رأى زميله تيلي يفارق الحياة لعدم تحمل قلبه ضغوط التدريب، وأيضا صديقه موريسي المتوقف عن العمل لتدهور صحته، لهذا بدأ يفكر بتسليم الراية لمساعده الأمين سيدني لوبو، رغم أن ابنته كاميلا -الحاصلة ماجستير الصحافة الدولية من لندن- تخفف عنه أعباء العمل، مثلما استعان بها سابقا في تجارب جريميو وفلامنجو وبالميراس.



يرتبط اسمه في أذهان البرازيليين بعظماء اللعبة، حيث درب رونالدو ورونالدينيو وكاكا وألفيش، والأهم من ذلك أنه آمن بموهبة نيمار ومنحه فرصته الأولى أمام الولايات المتحدة أواخر 2010، ورغم خوضه تجربة مريرة مع شاندونج لونينج الصيني، إلا أنه لن يشعر بالغربة في السعودية، في ظل وجود مساعده السابق كاريلي الذي يدرب الاتحاد، وأيضا نجمه رومارينو الذي طوّر قدراته عام 2014، وبعد تأكيد الأسطورة بيليه بأنه دائما يحمل مفاتيح الفوز، يبقى السؤال: هل يملك مينيز مفتاح آسيا حتى يوصل النصر بسلام إلى وجهته النهائية؟.