|


مسلي آل معمر.. يكره التقليد.. ويراهن على المستقبل

الرياض - عبدالرحمن عابد 2021.03.28 | 08:53 pm

قصير القامة، عيناه العسليتان الناعستان يعلوان ابتسامة لطيفة، معنوياته مرتفعة والسر صدره الرحب، ولأن الهدوء يغلب على طبعه فهو قليل الكلام بعباراته الدبلوماسية القصيرة، إذ تعلم من تنقلاته المستمرة في سبيل العلم والعمل، متمسكا بالمثل النجراني الشهير "ما حكّني مثل ظفري.. ولا قضى عازتي ناس".



وُلد مسلي بن مهدي آل معمر، في يناير 1976، بمحافظة ثار الواقعة على بعد 65 كم من نجران جنوب غرب السعودية، حيث تعرف بـ "صرّة" تاريخ الجزيرة العربية، لما تملكه من مواقع أثرية، بعضها يرجع تاريخه لنحو 4000 سنة قبل الميلاد، كالمنطقة الأخدودية التي وُرد ذكرها في سورة البروج، بجانب السلاسل الجبلية وكثبان الربع الخالي الساحرة، مع تنوع جغرافي ساهم في تشكيل تربة خصبة تغذي الأسواق المحلية بأجود التمور والموالح، بينما يتلذذ زائريها بتناول وجبة الحميسة الدسمة وأكلة المرضوفة وطبق الرقش.



كان طموح مسلي في الثانوية العامة، دراسة الطب بجامعة الملك سعود في الرياض، لعدم وجود جامعة في مسقط رأسه في بداية التسعينيات، إلا أن وجوده بالصدفة في جدة لتقديم أوراق التحاقه بجامعة الملك عبد العزيز، قاده للعثور على إعلان جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ليخوض الاختبار في مدارس الثغر في جدة، وبمجرد حصوله على الموافقة، صرف النظر نهائيا عن حلم ارتداء المعطف الأبيض، ليبدأ رحلة الكفاح بالانتقال إلى الجامعة النفطية العريقة في الظهران، ملتحقا بقسم الإدارة المالية عام 1994.



بدأ الشاب النجراني في اكتشاف مواهبه المتعددة، بالجمع بين الدراسة والعمل في مجال الصحافة، إثر اقتناع مدير مكتب جريدة الاقتصادية سليمان أباحسين بقلمه، فمنحه فرصة العمل كمراسل للشؤون المحلية من الشرقية، تزامنا في النصف الثاني لتسعينات القرن الماضي. آنذاك تمكن من نشر تحقيقه الأول عن كلية صحية في صدر الغلاف الرئيسي للصحيفة، اثناء دراسته كتب مقالات وعمل لصالح صحيفة الرياضي الصادرة من المنطقة الشرقية آنذاك وبعد تخرجه من جامعة البترول والمعادن، احترف مهنة الصحافة من باب جريدة شمس، تبعها بمقالات ساخرة بعنوان "وسّع صدرك" تلاه ظهور أسبوعي لافت عبر صحيفة الشرق الأوسط وقناة العربية.



كانت نظرة مسلي آل معمر مختلفة، آمن بالرياضة ولكن وجد أنها تفتقد إلى الكثير من الإتقان والإبداع والمهنية، وهو ما دفع تركيزه إلى التعلم والحصول على درجة الماجستير في القانون الرياضي من المعهد العالي للقانون في مدريد 2018، سبقها بشهادة مماثلة في التسويق الرياضي والاتصال من جامعة مانشستر ميتروبوليتان البريطانية 2011، أيضا تخرج من برنامج القياديين التنفيذيين من جامعة هارفارد الشهيرة العام قبل الماضي، والمفاجئ حقا أن شغفه تجاه التعليم متواصل حيث يدرس حاليا القانون في الجامعة السعودية الإلكترونية.



ساعدته خبرته ومؤهلاته العلمية على شغل العديد من المناصب المرموقة في مجال التسويق والاتصال طوال العقد الماضي، بدأها بمنصب مدير اتصال في شركة الاتصالات السعودية بين 2008-2013، لاحقا عمل رئيس للتسويق والاتصال في وادي الظهران للتقنية، وخاض تجربة تطبيق لمدة 6 أشهر بإدارة التسويق في مانشستر يونايتد، ويقول مسلي في تصريح خاص لـ"الرياضية": "صدمت كيف لاحق البريطانيون المعلنين لديهم بدقة متناهية، إذ شاهدت اعتناء مدير العلاقة المسؤول عن كل راعي بحقوقه في العقد، سواء كانت جلسات تصوير أو ميزات ثانوية، تلك الاحترافية نسعى لتحقيقها في المملكة".



فور توليه رئاسة رابطة المحترفين في مارس 2018، فرض احترامه على الجميع في الوسط الرياضي، بوقوفه على مسافة واحدة قائلا: "سنعمل من أجل الأندية وكل عضو سيكون صوته مسموعا". فيما قابل انتقادات الصحافيين بنبل ولطف شديدين بقوله: "أنا ابن الإعلام والمجال مفتوح للجميع ليدلي برأيه". أما أبرز تصريحاته الإعلامية: "من لا ينجح وخلفه المستشار تركي آل الشيخ مثل المهاجم الذي لا يسجل وخلفه مارادونا". لاحقا أصيب الرجل الأربعيني بإحباط بالغ بسبب عوامل نقص كثيرة أبرزها تخلف المسؤولين عن التمسك بحقوق أنديتهم التجارية، وهو ما جعله يرفض إضاعة المزيد من الوقت ملتحقا بالهيئة العامة للترفيه مطلع يناير 2020.



أفصح عن نواياه في أول 100 يوم رئاسة، بعد أن عاد إلى المشهد بقوة بترشحه لرئاسة النصر بدعم من الأمير خالد بن فهد، وفي حال تزكيته سوف يصبح الرئيس الخامس عشر منذ تأسيس أصفر الرياض عام 1955، وتحدث عن الموضوع قائلا: "لن يصدق أحد طموحي الكبير، ولكن يجب علي تخليص الكيان من القضايا المالية، وتنظيم القائمة الشرفية الذهبية لمصلحة المحبين والعاشقين، مع ضرورة إنهاء الموسم بأفضل طريقة، بالتشاور مع المدرب الكرواتي هورفات والكابتن حسين عبدالغني، وبناء على النتائج ستتضح الصورة حيال المستقبل".



يرفض مسلي آل معمر مقارنته بأي شخص، ولا يعجبه تقليد أفكار الآخرين، بدليل أنه غادر نجران لتحقيق أحلامه، وريثما يوشك على تحقيقها بات عليه توديع أطفاله عبدالله وهلا وريما ورغد كل مساء، كي يركب سيارته المرسيدس البيضاء، مغادرا حي النرجس باتجاه العريجاء، لعل وعسى أن يتمكن من إعادة النصر إلى مكانته العالمية، على أمل أن يصبح رئيسا مختلفا عمن سبقوه، مثلما خالف في طفولته إخوته الكبار الذين شجعوا الهلال بينما هو شجع النصر.