|


أحمد حجازي.. هرم فرعوني .. بأناقة الطليان

الرياض - عبدالرحمن عابد 2020.10.31 | 02:40 am

طوله فارع يلامس المترين، ولعبه أنيق مثل المدافعين الطليان، حيث يجعل مهمة المهاجمين معقدة، فضلا عن استحالة تجاوزه بالألعاب الهوائية، وهو بارع في التمرير الطولي الدقيق، ويملك من الشجاعة كما وصفها أمير الشعراء أحمد شوقي "وما في الشجاعة حتف الشجاعِ .. ولا مدّ عُمر الجبان الجبن".



ولد أحمد حجازي في 25 يناير 1991، بمدينة الإسماعيلية المصرية، من أسرة ميسورة الحال، كان يعولها الحاج سيد أثناء فترة عمله في السعودية، فيما تحملت أمه الجزء الأكبر من رعاية وتربية الأطفال الثلاثة أحمد ومحمد والصغيرة مريم. كلهم عاشوا في حي «الأسرة» المعروف بجوار نصب تذكاري يرسّخ نصر 6 أكتوبر، هناك حيث متحف الآثار الفرعونية والمباني القديمة المطلة على شواطئ قناة السويس، إذ يستمتع السائح القادم من القاهرة بتناول المانجو والرقص على أنغام السمسمية.



بدأ حجازي مشواره مع كرة القدم، بعمر ست سنوات في أكاديمية الإسماعيلي، برغبة من والده على أمل أن يتبع خطى العم الأكبر الكابتن علي حجازي أسطورة الدراويش، والخال حسين الشامي المدرب السابق في النادي، ومع الوقت، تطورت موهبته تحت قيادة مدرب الشباب أيمن الجمل، لكن في مركز رأس الحربة، قبل أن يكتشفه مدرب منتخب الشباب ضياء السيد، قبل فترة وجيزة من مونديال العالم تحت 21 عاما، الذي استضافته مصر في العام 2009.



يقول مكتشفه في لقاء موثق على التلفزيون المصري: "رأيت حجازي أشبه بصدفة في المحارة بعد مشاهدته مرة واحدة في مدينة نصر". لافتا إلى أن الأخير عانى من مشكلة في زيادة وزنه، وهو ما جعل المستشار الراحل محمود الجوهري، يتحفظ على قرار ضمه إلى منتخب شباب الفراعنة، إلا أن المدرب ضياء السيد، تعهد بإعادة تأهيل المراهق، ليتحول جسده الضخم إلى قوام رياضي رشيق في فترة زمنية محدودة، بعد استجابة اللاعب إلى برنامج بدني شاق في صالات الألعاب الرياضية بهيئة قناة السويس، وقتها كان الإسماعيلي لا يملك صالة رياضية إطلاقا.



خاض مباراته الاحترافية الأولى في نوفمبر 2009، بين الإسماعيلي وغريمه الساحلي، ومع توهج موهبته مع المنتخب الأولمبي ومساهمته في وصوله إلى دورة الألعاب الأولمبية 2012، جنبا إلى جنب نجم ليفربول محمد صلاح، ولاعب أرسنال محمد النني وصانع ألعاب الأهلي صالح جمعة، بدأت تنهال عليه العروض الأوروبية فور ظهوره اللافت بمباراة البرازيل، وفي أواخر 2011 أعلن فيورنتينا الإيطالي التعاقد معه بقيمة 1.5 مليون يورو.



اعتقد الرأي العام في مصر، أن مشوار حجازي كلاعب كرة قدم قد انتهى، بعدما أصيب بقطع في الرباط الصليبي خلال تمرين ودي لكتيبة «الفيولا» 2012، وبعد أقل من عام عاودت الإصابة بقطع جديد في الركبة خلال مواجهة منتخب مصر وأوغندا الودية، بيد أن قلب الدفاع واصل رحلة التحدي والكفاح مع بيروجيا الإيطالي والأهلي القاهري، حتى آمن بقدراته ملك الدفاع البريطاني توني بوليس الذي أحضره إلى ووست بروميتش منتصف 2017.



قالت عنه شبكة «ESPN» إنه واحد من أفضل مدافعي البريميرليج، بعد موسمه الأول على ملعب هاوثورنس، فيما يعتبره بوليس الصفقة المثالية، وتناديه جماهير الفيولا «نيستا» الكرة المصرية، أما المدرب الإنجليزي آلان باردو فيقول عنه: "لديه سمات المدافع المثالي". بينما مدربه الأول في أوروبا فيتشينزو مونتيلا وصفه أكثر من مرة بالمدافع الرائع، واعتبر أن مشكلته في سوء حظه مع الإصابات، ويتشارك معهما الدولي المعتزل حسام حسن في الرأي، حيث يرى حجازي مصدر أمان لصلاح ورفاقه بالمنتخب.



يعرف عن حجازي البساطة والتواضع، ومن السهل مصادفته في الإسماعيلية بسيارته «كيا» كوبيه بالقرب من مكانه المفضل في السلطان حسين أو مطعم أبو علي، بينما شاءت الأقدار أن يتزوج من زوجته الحسناء هدير بتوصية من الوالدة التي تعرفت عليها خلال مأتم عزاء، وبعد زواج لطيف أقيم بفندق «توسيت» صيف 2016، بات لدى العروسين طفلين جميلين هما آدم وسفيان.



يحاول المدافع البالغ 29 عاما، إخفاء ميوله الكروية التي تنحاز لريال مدريد، ويعتبر قدوته الأسطورة الإيطالي باولو مالديني، ثم الصخرة المصرية وائل جمعة، ومن أنبل مواقفه حينما وافق على تخفيض راتبه بنحو 150 ألف جنيه كي يخمد الفتنة في غرفة ملابس الإسماعيلي، وبعد سلبية تصريحات مدربه الصربي بيليتش الذي عارض أخيراً قصة انتقاله إلى الاتحاد، هل يصلح حجازي ما أفسده الدهر في شارع الصحافة بجدة؟.