|


أمرابط صانع الحلويات الذي لا يهاب الموت

الرياض ـ عبدالرحمن عابد 2018.12.08 | 12:18 am

لا أحد يعرف تفاصيل حياة نجم المغرب نور الدين أمرابط، إذ تصنّفه وسائل الإعلام المغربية وحتى الأوروبية شخصا قليل الظهور وفائق السرية، وعبر صفحات الإنترنت تجد فقط مسيرة وتنقلات اللاعب بين بلدان هولندا وإسبانيا وتركيا وإنجلترا.



تنحدر أصول نور الدين المولود في 31 مارس 1987 بمدينة ناردين شمال هولندا، من جماعة بن الطيب المنتسبة إلى قبيلة آيت أوليشك في إقليم الناظور بمنطقة الريف شمال المغرب، ولقد هاجر والده محمد إلى أوروبا بعد دراسته هناك المرحلة الابتدائية، ولا يزال أشقاء وأقارب الأب يسكنون في المنطقة نفسها حتى الآن.



تعرضت عائلة أمرابط إلى صدمة كبيرة باستغناء نادي أياكس أمستردام عن ابنهم البالغ «13 عاماً» بسبب داء العظام المعروف بـ«أوزغود شلاتر»، وبعدما تأقلم نور الدين مع مشكلاته الصحية لعب مع فريق «أف سي هاوزن»، بينما لم يمنعه اللعب مع الهواة من العمل بمطعم محلي كان يغسل فيه الأطباق ويصنع الحلويات ويكنس الأرض.



لعب أمرابط عام 2008 أول مباراة في دوري أبطال أوروبا بقميص إيندهوفن، وحينما سأله صحافي «التلغراف» الهولندية عن شعوره أجاب: «أنا شخص متواضع وأبذل قصارى جهدي؛ سواء لعبت رفقة هواة أو نظفت الأواني أو خضت دوري الأبطال». وأضاف: «يتعين على المرء أن يركز بشكل كامل على ما يقوم به في الحياة، وهو ما أفعله دائماً». 



في عام 2013، حذفت قناة نادي غلطة سراي التركي مقطع الفيديو لسبب غير معروف، واتضح لاحقاً أن المقطع المصوّر منسوب إلى زوجة أمرابط الذي يطلب دائما الحفاظ على خصوصية طفليه لؤي ودين بجوار شريكة حياته، نوال الوكيلي، التي تعمل في تصميم الأزياء وتملك علامة تجارية اسمها «لودينا» كما تتعاون دائما مع عارضات أزياء معظمهن إسبانيات.



وافق رئيس بلدية الناظور في المغرب، بإطلاق اسم نور الدين أمرابط، على أكبر شوارع المدينة بعد أداء «المحارب» في نهائيات كأس العالم، إذ أصيب بارتجاج في الدماغ أمام إيران، وخاطر بحياته بخلع واقي الرأس في مواجهة أصدقاء رونالدو، وكان حديث الناس باحتجاجه على حكم مباراة إسبانيا ووصفه تقنية الفار بـ«مجرد هراء».



قيل إن رئيس النصر سعود السويلم لم يكن مقتنعا للغاية باستقطاب أمرابط من فريق واتفورد الصيف الماضي، ولكن البالغ «31 عاماً» أثبت قيمته الكروية لكافة مشجعي النصر على الرغم من وجود النيجيري موسى والبرازيلي جوليانو، ومن الواضح أن نور الدين يتعامل مع كرة القدم على أنها مسألة «حياة أو موت»، بدليل الوصية التي كتبها قبل مواجهة المغرب والبرتغال بالمونديال.