|


لا يشبه مورينيو إلا كارينيو.. العصبية والحماسة وروح الانتصارات

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.03.27 | 12:58 am

الجميع كان يحتفل في ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، اللاعبون والمشجعون والشرفيون وأعضاء مجلس إلإدارة، وحتى الطاقم الطبي وحاملو الكرات، إلا مدرب الفريق دانييل كارينيو الذي ذهب خلف المرمى، مفضّلاً البكاء على الرقص والاحتفال، بعدما نجح النصر في تحقيق بطولة الدوري أول مرة منذ 19 عاماً.



في مطلع سبتمبر 2012 وبعد الخسارة من الهلال بثلاثية، أقال الأمير فيصل بن تركي المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، وتعاقد مع الأورغوياني كارينيو، الذي جاء من مدينة مونتيفيديو المعروفة بالتجارة البحرية وزعامة المصارف البنكية، وطردها الغزاة الأوروبيين المعتدين على قارة أميركا الجنوبية القرن الماضي، أما موسيقياً فقد اشتهرت برقصة التانغو وأغنية القيثارة الشعبية ميلونغا.



كان صاحب الشعر الأشقر المجعّد، يذهب مبكراً إلى النادي برفقة مترجمه المغربي خالد باكر في سيارة فضية من طراز جراند شيروكي، فيما بدأ المساعدون بالعمل يومياً مع أفراد الفريق على الجوانب التكتيكية والنفسية والبدنية، وفي وسط مران اعتيادي أخبر كارينيو اللاعبين: "معظم إصاباتكم العضلية سببها سوء التغذية والسهر".



اتفق المدرب الأربعيني مع الرئيس فيصل بن تركي على تعزيز أصفر الرياض بلاعبين جدد، كان أولهم المهاجم حسن الراهب والبرازيلي باستوس والبحريني محمد حسين، ولحق بهم أسطورة الاتحاد محمد نور، ولكن الهزيمة أمام الهلال في نهائي كأس ولي العهد، جعلت دانييل يتألم بشدة ويطلق تصريحه الشهير: "سأهزمهم جميعاً".



في عام 2014، حقق كارينيو بطولتي الدوري والكأس بجهود اللاعبين السعوديين، ولكنه اختلف بعدها مع رئيس النادي ورحل باتجاه العربي القطري ومنه إلى منتخب قطر، الذي استغنى عنه بعد أول جولتين موندياليتين، ليتعاقد معه هذا الموسم نادي الشباب في رحلة قصيرة مخيبة شهدت تغريم الأوروجوياني 10 آلاف ريال، بعد تهجمه على مساعد مدرب التعاون بجانب 8 خسائر خلال 6 أشهر.



نجح رومان إبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي وإمبراطور النفط والمعادن، في التعاقد مع جوزيه مورينيو بدلاً عن الإيطالي كلاوديو رانييري، بعد اجتماع سري ناجح عقد في فندق لندني صيف 2004، وتم خلاله الاتفاق على استقطاب العاجي دروجبا والهولندي روبين والتشيكي بيتر تشيك، وفعلاً نجح المدرب البرتغالي بتحقيق أول بطولة دوري لتشيلسي منذ 50 عاماً بجانب كأسي السوبر والرابطة.



يطلق على مورينيو لقب المترجم لإجادته 6 لغات، البرتغالية والإنجليزية والإسبانية والكتالونية والإيطالية والفرنسية، ولم يسبق له احتراف كرة القدم في مسقط رأسه مدينة سيتوبال المشهورة بصناعة الأسماك وفخامة منتجعاتها البحرية، ويذكر عن مورينيو أن والدته ماريا جولي قد عاتبته بعد انسحابه من كلية إدارة الأعمال بعد أول يوم دراسي، لكنها فوجئت بعمل ابنها كمدرب لياقة في مدرسة فتيات.



عاقب الاتحاد الأوروبي مورينيو بالإيقاف عن مباراتي بايرن ميونيخ عام 2005، ولكن جوزيه تسلل إلى غرفة اللاعبين متخفياً في سلة الملابس المتسخة المتحركة حتى لا يكتشف مراقب المباراة فعلته، ولقد اشتهر مورينيو بتصريحاته الجارحة، حيث وصف فينجر بالمتخصص في الفشل، وأطلق على جوارديولا لقب الأصلع، ووصف بينيتيز بالمدرب السمين، أما كونتي فقد قال عنه مهرج ومنافق ومتحايل.



ترك مورينيو تشيلسي منتصف عام 2007، بعد خلافات واسعة مع المالك إبراموفيتش والمدير التنفيذي بيتر كينيون، ذهب إلى إيطاليا ودرب إنتر ميلان محققاً نجاحات مذهلة، بعدها ساعد ريال مدريد في استعادة الدوري الإسباني من برشلونة، ولكن مكالمة لطيفة من إبراموفيتش أعادت مورينيو إلى تشيلسي مجدداً، ضمن رحلة انتهت بعد عامين بسبب مؤامرة النجم البلجيكي هازارد، سبقها أزمة الطبيبة إيفا كارنيرو في محكمة كرويدون اللندنية.



يتشابه مورينيو وكارينيو كثيراً، فالمدرب البرتغالي ونظيره الأوروجوياني حققا لتشيلسي والنصر بطولة الدوري بعد سنوات عجاف، وعلى الصعيد التكتيكي يلعبان بنفس الأسلوب عبر الضغط على حامل الكرة، أما نفسياً يتسمان بالحماسة والعصبية ولعبة التصاريح النارية، ومن السهولة دخولهما في مشاجرة المدربين الآخريين، بينما يكمن الفارق بين الرجلين أن جوزيه غادر لندن بخيبة كبيرة، أما دانييل فقد عاد للتو إلى الرياض بحب كبير وأحلام كثيرة.