|


كرويف والهند وامرأة بريطانية.. مواقف أشعلت العالم قبل المونديال

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.03.15 | 10:21 pm

أثارت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، العالم بعدما أعلنت عن مقاطعةً بريطانيا لكأس العالم التي تحتضنها روسيا الصيف المقبل، وذلك بعدما سمّم الروس عميلا مزدوجا يدعى سيرغي سكريبال مع ابنته بغاز الأعصاب في بلدة سالزبوري جنوب إنجلترا.



 



ورغم أن قرار المقاطعة لن يعيق منتخب الأسود الثلاثة عن مواجهة منتخبات بلجيكا وبنما وتونس ضمن المجموعة السابعة، إلا أن قلقا متزايدا بدا في المعسكر الإنجليزي حيال التصعيد البريطاني – الروسي، وهو ما قد ينعكس سلبا على تحضيرات المدرب جاريث ساوثجيت الذي يحلم بمشاركة تاريخية معية لاعبيه هاري كين وراشفورد وستيرلنج وولكر وجو هارت.



 



المقاطعة البريطانية لكأس العالم تعيد ذكريات مقاطعة حكومة الهند لكأس العالم 1950 بعدما رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم مشاركة لاعبي الهند حفاةً دون أحذية –كما فعلوها في دورة الألعاب الأولمبية 1948-، ولكن الهنديون برروا لاحقا لوسائل الإعلام أن سبب انسحابهم من مونديال البرازيل سببه طول مدة السفر وارتفاع نفقات المعسكر.



 



قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بعام واحد، نالت فرنسا حق استضافة كأس العالم 1938، بيد أن دول أميركا الجنوبية شعرت بالظلم تجاه منح بلدين أوربيين حق الاستضافة على التوالي، وهو ما نتج عن انسحاب الأوروغواي والأرجنتين، بينما لم يشارك منتخب النمسا بسبب ظروف سياسية حرجة شهدتها البلاد، فيما ارتدى عددا من اللاعبين قميص ألمانيا التي ضمّت النمسا في عملية "آنشلوس" السلمية الشهيرة عام 1938.



 



ولم تشارك إسبانيا في تلك النسخة الباريسية جراء الحرب الأهلية التي راح ضحيتها نصف مليون إنسان خلال 3 أعوام، وكان أبرز الأحزاب المتناحرة، الجمهوريون واليساريون وجيش الباسك والجبهة الشعبية والثوار الوطنيين الذين كسبوا المعركة وحكموا إسبانيا 36 عاما بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو حتى وفاته عام 1975.



 



بعد أن انطفأت نيران الحرب العالمية، تحتّم على البريطانيين إقامة تصفيات دول بريطانيا العظمى من أجل مونديال البرازيل 1950، يومها قال جورج غراهام رئيس اتحاد أسكتلندا لكرة القدم، إن منتخب بلاده سيسافر إلى البرازيل كفائز عن البطولات الوطنية. ولكن الإنجليز حققوا المركز الأول وشعرت حينها أسكتلندا بالإهانة رغم مناشدة قائد المنتخب جورج يونغ بقبول المقعد المونديالي إلا أن الأسكتلنديين انسحبوا قبيل القرعة المونديالية بجانب تركيا التي تعثر سفرها إلى ريو دي جانيروا لأسباب مالية.



 



رفضت الأورغواي المشاركة في مونديال إيطاليا 1934 بسبب انسحاب أعرق المنتخبات الأوروبية عن مونديال 1930 والتي استضافتها الملاعب الأوروغويانية، وتشير عدة مراجع إلى أن الفرنسي الراحل جول ريميه منح الأوروغواي أول مونديال وسط امتعاض هولندا وإيطاليا وإسبانيا الذين قرروا عدم ركوب الباخرة المتجهة إلى ميناء مونتفيدو، بينما في النهاية أقنع رئيس الاتحاد الدولي السابق منتخبات فرنسا وبلجيكا ورومانيا ويوغسلافيا بالمشاركة.



 



أشهر قصص الانسحاب من كأس العالم حدثت عام 1976، حينما شهدت الأرجنتين انقلابا عسكريا على يد الجنرال خورخي فيديلا الذي حاول إحكام قبضته على البلد اللاتيني عبر استضافة كأس العالم بمساعدة أميركية، ولكن النجم يوهان كرويف رفض تلك المؤامرة وأعلن للصحافيين أنه لن يرافق هولندا إلى مونديال 1978، في إشارة واضحة لرفضه سياسات الديكتاتور خورخي الذي اعتقل الكثير من المعارضين وأطفالهم بينما باءت محاولات ملكة هولندا بالفشل ولم تستطع ثني نجم البلاد الأوحد عن البقاء في منزله.