|


محمد الشلهوب.. قصة مجد انتهت بألم بعد ربع قرن

الرياض – عبد الرحمن عابد 2018.03.08 | 09:39 pm

أغمض عينيك وتخيّل محمد الشلهوب وهو يطفئ محرك سيارته الزرقاء من طراز "بورش" أمام منزله في حي الرائد شمال مدينة الرياض، بعدها يفتح اللاعب باب المنزل الجانبي ويتوجه إلى الديوانية، حيث اعتاد أن يجتمع بأصدقائه الخمسة هناك، وفور دخوله يسأل صاحب الصوت الرقيق بصوت يملؤه الحزن: "ما رأيكم.. هل أعتزل كرة القدم أو أبحث عن فريق جديد؟".



لقد أوقع رئيس الهلال نواف بن سعد، صانع الألعاب في حرج بالغ، بعد إعلانه عدم تجديد عقده نهاية الموسم عبر قناة "روتانا" قبل أربعة أيام، فيما يبدو أن الأمير لم يكترث حينها لـ31 بطولة حققها محمد الذي لا يتجاوز راتبه الشهري 200 ألف ريال، بينما تعتبره الجماهير الزرقاء أحد الأساطير الزرقاء بجانب سامي والثنيان والنعيمة.



ورغم أن الشلهوب لم يتجاوز العشرة أعوام حينما ارتدى قميص الهلال قبل 26 عاماً، إلا أن مدربي الفئات العمرية منحوه لقب مارادونا الصغير، وعندما صعد إلى الفريق الأول عام 1999 بطلب من المدرب البرازيلي لوري ساندري، أبدى كل من الغشيان والتيماوي والثنيان والجابر إعجابهم بالفتى القصير صاحب القميص (10).



في مطلع الألفية، منح الشلهوب شقيقيه وليد وسعود سيارتين جديدتين فور استلامه لأول دفعة مالية من إدارة النادي، ثم اشترى لنفسه سيارة كرايسلر الأميركية الصنع ذات لون ذهبي، وما يزال محمد يولي اهتماماً كبيراً لأسرته خاصة والدته - رحمها الله - والتي كانت ترفض أن يلعب نجلها كرة القدم في النادي بحكم صغر سنه وارتباطه بالمدرسة، بيد أن اهتمام ومشاعر الهلاليين أزاحت كل العقبات.



تبعد أكاديمية الشلهوب الكروية عن الرياض 80 كيلو متراً، إلا أنها استطاعت إيصال 3 لاعبين إلى المنتخب السعودي في كأس الخليج الأخيرة، بعد انتقل أحمد الفقي إلى الهلال وعبد القدوس عطية إلى الفيحاء، بينما احترف علي النمر في صفوف نومانسيا الإسباني، بينما وعد نجم الهلال الذي يشجع مانشستر يونايتد الإنجليزي بتخريج المزيد من اللاعبين المميزين.



يقول المدرب التشيكي إيفان هاشيك عن الشلهوب: "إنه أحد أفضل اللاعبين الذين دربتهم في مسيرتي، وأطالب بقية اللاعبين بالانضباط كي يحققوا النجاح الذي حققه"، أما المدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون فقد أكد أن ربع مستواه يكفي الفريق، وريثما يفاضل صاحب الـ37 عاماً بين الاعتزال أو اختيار فريق جديد، بات على الهلاليين تهيئة أنفسهم لمشاهدة طفلهم الكبير يغادر الأسوار الزرقاء نهائياً بعد ربع قرن.