|


أسبريلا.. عنكبوت لدغ الكبار ويحلم بمرافقة فالكاو

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.02.18 | 01:47 am

في ثمانينيات القرن الماضي كانت دولة كولومبيا تعرف أمرين فقط، المخدرات وكرة القدم اللتين ازدهرتا في عصر الإمبراطور الشهير بابلو إسكوبار، الذي لقي حتفه أواخر 1993 على يد وكالة مكافحة المخدرات المحلية، فوق سطح منزل شعبي بمدينة ميديلين الكولومبية.



كان إسكوبار يعشق كرة القدم وبشكل خاص فريق أتليتيكو ناسيونال، حيث بنى له ملعباً عظيماً وموّل صفقاته وتعاقد مع المدرب المعروف فرانشيسكو ماتورانا الذي قاد بعدها كولومبيا بنجاح، حتى جاءت موقعة الأرجنتين الشهيرة والتي كسبها الكولومبيون 5-0 في بيونس آيرس وتأهلوا بعدها إلى مونديال أميركا 1994 الذي لم يشاهده الزعيم بابلو لأنه كان ميتاً.



قبل أربعة أعوام من وفاة باربون المخدرات، شهدت مدينة ميديلين ولادة دانيلو أسبريلا المحترف حالياً في صفوف فريق الفيحاء والذي أكسب فريقه 11 نقطة، كان آخرها البارحة حينما أطلق قذيفة صاروخية في شباك حارس الأهلي محمد العويس الذي أصبح سادس ضحية بعد عصام الحضري وعز الدين دوخة والمعيوف وملائكة وفواز القرني.



قبل عامين، عثر باحثون كولومبيون – أوروجويانيون على نوع فريد من العناكب في جبال سانتا مارتا قرب مدينة أراكاتاكا، ولعل انتشار العناكب في بلد البن وقصب السكر يفسر الطريقة المجنونة التي يحتفل بها أسبريلا بعد تسجيله الأهداف، حيث يسير دانيلو لخطوتين وينبطح بعدها أرضا ويزحف إلى الأمام في احتفالية عنكبوتية، وصفت بالأكثر جنوناً هذا العام.



وفي مقابلة تلفزيونية بعد انتقاله إلى مدينة المجمعة –شمال الرياض-، قال صاحب الـ29 عاما: "اخترت الفيحاء رغم أنه فريق صاعد، ويعود السبب الأبرز انضمام الكثير من النجوم الذين أعرفهم له ولعبوا لمنتخباتهم"، يقصد التشيلي روني فرنانديز والهندوراسي إيميليو ايزاغوير.



لعب أسبريلا في بلدان كثيرة، البرازيل وكولومبيا والأرجنتين، وعندما تلقت إدارة ليتكس لوفتش البلغاري عرضاً مغرياً من إدارة نادي العين الإماراتي بقيمة 17 مليون درهم، قرر المهاجم اللاتيني فوراً خوض تجربته الأولى في الخليج، بيد أنه تعرض لاحقا إلى الضرب من قبل الحارس الإماراتي علي صقر، ودخل في مشاجرة أخرى مع لاعبي الوصل بسبب طريقة لعبه الاستفزازية.



بعد حادثة الاعتداء دافع المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش عن نجمه الأسمر قائلاً: "البعض يطالب أسبريلا بالتوقف عن الاستعراض والمرواغة، وأنا أرى أن مطالبهم مثل مطالبة نيمار وميسي بالتخلي عن أسلوبهما وتغيير طريقتهما في اللعب".



أوقعت قرعة كأس العالم منتخب كولومبيا في مجموعة متوازنة بجانب بولندا واليابان والسنغال، فيما يتحدث أسبريلا عن أحلامه باللعب لمنتخب بلاده: "ليس من السهل أن تكون ضمن قائمة منتخب في دولة مصنفة على أن معظم سكانها يمارسون كرة القدم، فالطريق للمنتخب ليس بالأمنيات". ويبقى السؤال ما إذا كان "برتقالي المجمعة" سيقود أسبريلا لمزاملة القائد الكولومبي فالكاو في مونديال روسيا الصيف المقبل.